تمت كتابة هذه المقالة حصريًا لموقع Investing.com
الولايات المتحدة | مازال التضخم مستمرًا في الارتفاع دون هوادة؛ حتى انخفاض أسعار الطاقة في أواخر عام 2021 لم يفلح في إبطاء وتيرة الارتفاع. ولكن بالنظر إلى توقعات عام 2022 والتفكير في سوق الأسهم والتأثيرات المحتملة للتضخم، يجب على المرء أن يتساءل كيف ستتعامل الأسواق مع تباطؤ نمو الأرباح بالإضافة إلى التضخم المستمر.
من المتوقع أن ترتفع أرباح إس آند بي 500 بنحو 9٪ خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، منخفضةً من حوالي 23٪ في مايو 2021. ومع ذلك، عند النظر إلى التضخم ومؤشر أسعار المستهلك الذي ارتفع مؤخرًا إلى 7.5٪ على أساس سنوي، فإن أرباحًا بنسبة 9٪ أرباح لا تعني نموًا جيدًا بالنسبة لمؤشر S&P 500 الذي يتداول بما يقارب 20 ضعف تقديرات أرباحه خلال الاثني عشر شهرًا القادمة.
نمو الأرباح سيتبخر عند احتساب التضخم
عندما نطرح التغير السنوي في مؤشر أسعار المستهلك من الأرباح، سيكون معدل نمو الأرباح الحقيقية لمؤشر إس آند بي500 سيئًا للغاية، وهو حوالي 1.5٪. المرة الوحيدة التي قل فيها المعدل عند حساب مؤشر أسعار المستهلكين كان خلال فترات الركود في عامي 2009 و 2020.
تشير تقديرات نمو الأرباح إلى أنه حتى لو انخفض مؤشر أسعار المستهلك قليلًا فسيظل مرتفعًا جدًا ولا يمكن مواكبته أبدًا. من المتوقع أن يبلغ معدل نمو أرباح مؤشر إس آند بي 500 7.5٪ خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، وهو ما يعني أن نمو الأرباح سيكون 0٪. لذلك، لكي يحقق إس آند بي 500 أي نمو في الأرباح، يجب أن يأتي في أعقاب توسيع الهامش، مما يعني على الأرجح تمرير التكاليف المتزايدة إلى المستهلك. خلاف ذلك، هناك فرصة جيدة أن تكون تقديرات الأرباح مرتفعة للغاية، ولكن إذا لم يهدأ التضخم، فقد يتحول نمو الأرباح إلى سالب عند طرح مؤشر أسعار المستهلك.
سوق انتقائي للأسهم
هذا يعني أنك كمستثمر، يجب أن تحاول انتقاء الأسهم ومحاولة العثور على الشركات التي يمكنها زيادة أرباحها وإيراداتها بمعدلات تتجاوز التضخم وأن هذا سيكون أكثر أهمية من أي وقت مضى. إذا لم يكن ذلك صعبًا بما فيه الكفاية، فإن العثور على تلك الشركات بتقييم معقول بما يكفي لمواكبة ارتفاع العائدات الحقيقية سيجعل هذا العمل أكثر صعوبة.
شهدت العديد من أسهم النمو ارتفاعًا في تقييمها خلال جائحة الفيروس التاجي حيث استخدم المستثمرون معدلات فائدة حقيقية منخفضة لتقييم هذه الشركات، ونتيجة لذلك، ارتفعت تقييماتهم بشكل كبير. الآن، مع ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية ومع حساب كل هذا الارتفاع في التضخم والتوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع معدل الأموال الفيدرالية، سنرى العديد من هذه الأسهم تنخفض قيمتها. بالإضافة إلى ذلك، ليس من السهل معرفة مقدار النمو الذي شهدته بعض هذه الأسهم خلال العامين الماضيين، مما يعني تباطؤ النمو في المستقبل، وهو ما سيجعل التقديرات مرتفعة للغاية.
يمكن لقطاعات المواد والسلع أن تستمر في الازدهار طالما استمرت أسعار هذه الفئات من الأصول في الارتفاع. وإذا ظلت الأسعار مرتفعة وتمكنت الشركات من التحكم في تكاليفها، فمن الممكن أن نرى نموًا في الإيرادات والأرباح قد يتجاوز معدلات نمو الأسواق الأوسع ويؤدي إلى مواكبة ارتفاع معدلات التضخم.
نحن نمر بفترة صعبة حيث يحاول المستثمرون معرفة اتجاه السوق في ظل التضخم الأعلى والأطول من المتوقع، بالإضافة إلى محاولة معرفة كيفية تعامل بنك الاحتياطي الفيدرالي معه. لم يشهد سوق الأسهم مشكلة ارتفاع التضخم منذ فترة طويلة جدًا، لذا فإن محاولة تجاوزه والتعامل معه قد تشهد الكثير من الارتباك. ومع ارتفاع الأسعار الحقيقية، فإن الاعتماد على نسبة السعر إلى الربح (PE) أعلى من نمو الإيرادات والأرباح قد يسبب مزيدًا من الارتباك للمستثمرين، ولن يؤدي إلا إلى خلق بيئة استثمارية صعبة للغاية.