الحرب الروسية الأوكرانية تُعيد تشكيل خريطة الطيران العالمية

تداعيات كبيرة

حظر الطيران له تداعيات كبيرة على الشركات الناقلة لمسافات طويلة التي تتقاطع مساراتها عادًة مع سماء أوروبا الشرقية خلال اتجاهها إلى آسيا مما سيؤثر بشكل سلبي وكبير على أسعار التذاكر وتكلفة الطيران وعمر الطائرة نفسها.

وبسبب النطاق الجغرافي لروسيا، تمر الرحلات الجوية لشركات الطيران في جميع أنحاء العالم عبر المجال الجوي الروسي كل يوم, حيث تمر عبر روسيا من بريطانيا وحدها حوالي 12 رحلة يومياً إلى هونغ كونغ والهند ومئات الرحلات من باقي الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية وتمر معظم طيران الشحن الأمريكي إلى آسيا عبر روسيا يومياً. عادة ما يكون هناك حوالي 90 رحلة جوية في اليوم من قبل شركات الاتحاد الأوروبي التي تحلق فوق روسيا.

في المملكة المتحدة الخطوط الجوية البريطانية وفيرجين أتلانتيك شركتا طيران رئيسيتان تأثرتا أيضًا بالحظر. قالت الشركة إن رحلات فيرجن التي تحلق فوق روسيا عادة بما في ذلك الطرق من هيثرو إلى إسلام أباد ودلهي التي تواجه الآن أوقات طيران أطول من 15 إلى 60 دقيقة زيادة. وبحسب موقع Flight Radar فإن رحلة من لندن الى طوكيو على سبيل المثال تستغرق حوالي 12 ساعة وعادة ما تحلق فوق روسيا ودول الشمال.

 فالخيار الأول لشركات الطيران التي تتجنب روسيا هو الطيران جنوبًا حول البحر الأسود والقوقاز قبل التحليق فوق آسيا الوسطى مما سيضيف نحو ساعتين إلى ثلاث ساعات على الرحلة بالتالي استهلاك زائد بالوقود وعمر الطائرة.

تعتبر شركة Finnair الناقل الوطني الفنلندي نفسها بأنها "الطريق المختصر بين أوروبا وآسيا". ولكن نظرًا لموقعها الشرقي فقد أصبح ذلك شبه مستحيل بعد أن حظرت روسيا الرحلات الجوية من فنلندا وباقي دول الاتحاد الأوروبي. حيث تم إلغاء الخدمات إلى اليابان وكوريا والصين وتقوم الشركة الآن بتقييم طرق بديلة محذرة من آثار مالية كبيرة. ولا تزال طائرات Finnair تحلق إلى بانكوك وسنغافورة وفوكيت ودلهي ولكن مع إضافة ساعة إضافية إلى أوقات الرحلات.

وستحتاج الرحلة من فرانكفورت إلى بكين إلى إضافة حوالي 700 ميل بحري (حوالي 1,300 كيلومتر) لتجنب المجال الجوي لروسيا في حين أن الطريق من هلسنكي إلى طوكيو سيكون أطول من 2,000 (3,700 كيلومتر) ميل بحري.

هل سترتفع أسعار تذاكر الطيران نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية؟

إضافة ساعة إضافية للرحلات  ستزيد تكلفة الرحلة ما بين 8,000 يورو إلى 15,000 يورو في الرحلة هذا يعني أن شركات الطيران ستحتاج إلى زيادة أسعار التذاكر حوالي 100 يورو على الأقل لكل مقعد على متن طائرة كاملة.

تحوط الخطوط الجوية أسعار الوقود وتلتزم بشراء كمية معينة من الوقود في المستقبل بسعر محدد مسبقًا. لذلك فإن أي ارتفاع فوري في أسعار النفط لن ينتقل إلى الركاب على الفور. ولكن أسعار الوقود تسير في اتجاه واحد فقط وبحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي تجاوز سعر وقود الطائرات الأسبوع الماضي 107 دولار للبرميل أي زيادة بنسبة 4٪ تقريبًا عن الشهر الماضي وبنسبة 57٪ تقريبًا عن العام الماضي.

وبحكم أن وقود الطائرات مشتق من النفط الخام والوقود هو ثاني أكبر نفقات تشغيل لشركة الطيران بعد العمالة فإن أسعار النفط المرتفعة ستترجم إلى ارتفاع أسعار التذاكر ونتيجة لذلك لن يكون أمام شركات الطيران خيار سوى تمرير بعض هذه التكاليف كضرائب أو رسوم خدمات أو رسوم عبور.

خطأ حدث

سُمح بطريق الخطأ لطائرة أخرى تابعة لشركة إيروفلوت الروسية والتي كانت في طريقها من ميامي إلى موسكو بعبور كندا. اعترفت السلطة المسيطرة NAV Canada بالخطأ وقالت إنه تم اتخاذ إجراءات تصحيحية لمنع تكرارها. ونتيجة لحظر إيروفلوت من التحليق في المجال الجوي الكندي فقد ألغت الشركة رحلاتها إلى وجهاتها الأربع في الولايات المتحدة (نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس وميامي)  وكذلك إلى المكسيك وبونتا كانا في جمهورية الدومينيكان.

ملاحظة: اعتمدت في هذا التقرير على أرقام وبيانات ومعلومات من موقع Flight Radar وشركة طيران Finair وإيروفلوت.