تمت كتابة هذه المقالة حصريًا لموقع Investing.com
لا تزال العملات الرقمية واقعة تحت الضغط
سوق صاعدة أو هابطة: شيء واحد يرتفع باستمرار
عدد الرموز ومعدل الزيادة هائل
ابتليت فئة الأصول بعمليات الاحتيال
الحيطة والحذر: ارتفاع المخاطر والأرباح يعني أن الخسارة الكاملة ممكنة
آخر مرة وقعت فيها حرب كبرى في أوروبا أدت إلى انقسام العالم كانت في الأربعينيات. وكانت آخر مرة سيطر فيها التضخم على الأسواق في السبعينيات، حيث ارتفعت الأسعار بشدة. وفي أوائل عام 2022، بعد عقود من السلام وانخفاض التضخم، عاد كلا الخطرين السابقين مرة أخرى للانتقام. ضع في اعتبارك أنه في الأربعينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لم تكن هناك عملات رقمية، وهي أصول عالمية يمكنها تجاوز الحدود.
تسبب الوباء العالمي في إطلاق برنامج سيولة ضخم للبنك المركزي مصحوبًا بمستويات غير مسبوقة من التحفيز الحكومي لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد. وأدى المعروض النقدي الضخم والعوامل الأخرى المرتبطة بالوباء إلى إشعال فتيل التضخم. ومع ارتفاع التضخم بشكل مطرد خلال الأشهر الماضية، تصاعدت الاضطرابات الجيوسياسية أيضًا.
في أوائل فبراير، في حدث فاصل، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين واتفقا على صفقة اقتصادية بقيمة 117 مليار دولار، والأهم من ذلك، ترتيب دعم متبادل "بلا حدود" . وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، غزت القوات الروسية أوكرانيا.
تعتبر روسيا أن أوكرانيا هي جزء من غرب روسيا، بينما تعتقد الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاء آخرون وكذلك الأوكرانيون أن أوكرانيا دولة ذات سيادة ضمن دول أوروبا الشرقية. وفي الوقت نفسه، تعتبر الصين تايوان جزءًا من الأراضي الصينية، بينما تعارض الولايات المتحدة وحلفاؤها ذلك ويدعمون استقلال تايوان.
في ظل التهديدات الجيوسياسية التي يواجهها العالم حاليًا وربما تكون هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى تآكل القوة الشرائية للعملات الورقية وأزمة اللاجئين في أوروبا، فمن المرجح أن يتجه العديد من المتعاملين في الأسواق إلى العملات الرقمية. ومع ذلك، لا تزال أسعار الرموز الرقمية أقل بكثير من المستويات المرتفعة القياسية التي شوهدت في نوفمبر 2021.
تظل العملات الرقمية واقعة تحت ضغط
اعتبارًا من 16 مارس، استمرت معاناة العملات الرقمية الرائدة من أنماط التداول الانعكاسية الرئيسية الهبوطية التي بدأت في 10 نوفمبر، وهو اليوم الذي وصلت فيه البيتكوين والإيثريوم إلى مستويات قياسية.
المصدر: CQG
كما يتضح من الرسم البياني، انخفضت العقود الآجلة لبيتكوين لشهر مارس من 70,515 دولارًا في 10 نوفمبر إلى 33,160 دولارًا في 24 يناير. وعند مستوى 40,875 دولارًا في وقت النشر، تظل العملة الرقمية الرائدة أقرب كثيرًا إلى أدنى مستوى لها مؤخرًا مقارنة بأعلى مستوى قياسي.
المصدر: CQG
وبالمثل انخفضت العقود الآجلة للإيثريوم لشهر مارس من 5,013.75 دولارًا في 10 نوفمبر إلى 2,194.50 دولارًا في 24 يناير. وعند 2,774 دولارًا في 17 مارس، ظلت أقرب إلى أدنى مستوى في أواخر يناير مقارنة بأعلى مستوى على الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، سجلت كل من البيتكوين والإيثريوم قيعان أعلى منذ أواخر يناير، حيث بدأت الأسواق تستوعب الانخفاضات وتصحيحات الأسعار الهامة.
انخفضت القيمة السوقية الإجمالية لفئة الأصول ككل من مستوى 3 تريليون دولار في نوفمبر 2021 إلى 1.734 تريليون دولار في منتصف مارس.
سوق صاعدة أو هابطة: شيء واحد يرتفع باستمرار
شهدت العملات الرقمية تقلبات قصوى، حيث تسببت الفترات الصعودية في حدوث انفجار في الأسعار، وبالعكس كانت التصحيحات مدمرة.
ومع ذلك، بغض النظر عن اتجاه الأسعار والقيمة السوقية الإجمالية، في الوقت الحالي، فإن الارتفاع الحقيقي لفئة الأصول هو في عدد العملات الرقمية الجديدة التي يتم طرحها في السوق. يستمر هذا الرقم في الارتفاع كل يوم، وهو تسارع مستمر منذ أكثر من عقد من الزمان.
اعتبارًا من 15 مارس، كان هناك 18,234 عملة رقمية في هذه الفئة من الأصول. وكان الرقم أعلى مما كان عليه في 14 مارس، ومن المرجح أن يكون يرتفع أكثر في 18 مارس.
عدد الرموز ومعدل الزيادة هائل
لقد بدأت في تتبع عدد العملات الرقمية المدرجة في كوين ماركيت كاب في عام 2019. وكان معدل النمو مثيرًا للإعجاب بدرجة كبيرة:
في نهاية الربع الأول من عام 2019، كان هناك 2,136 عملة رقمية.
في نهاية الربع الأول من عام 2020، كان هناك 5,285 عملة رقمية، بزيادة 147.4٪ عن الربع الأول من عام 2019.
في نهاية الربع الأول من عام 2021، ارتفع العدد إلى 9,045، بزيادة 71.1٪ عما كان عليه في نهاية الربع الأول من عام 2020.
مع قرب انتهاء الربع الأول من عام 2022، هناك 18,234 عملة رقمية، بزيادة 101.5٪ عن نهاية الربع الأول من عام 2021.
تسبب جنون المضاربة في ارتفاع أسعار العملات الرقمية. ومع ذلك، استمرت العملات الرقمية الجديدة في الظهور في السوق كل يوم سواء في فترات الانفجار أو الانهيار.
وكان المشاركون في السوق على استعداد لانفاق رؤوس الأموال على الوافدين الجدد، أثناء بحثهم عن شبيه البيتكوين أو الإيثريوم التالي أو غيرها من الرموز المميزة التي حققت عوائد مذهلة.
ابتليت فئة الأصول بعمليات الاحتيال
لكن الاهتمام بالمضاربة اجتذب الشركات سيئة السمعة والإجرامية، حيث جلب بعضها عملات رقمية جديدة إلى الأسواق. سمحت الطبيعة العالمية لهذه الفئة من الأصول للعديد من المحتالين والمخادعين بتجنب الملاحقة القضائية.
كان للتطور التكنولوجي فوائد عديدة، لكنه تسبب أيضًا في خلق تحديات تتعلق بالخصوصية. فقد تفجرت عمليات القرصنة والاحتيال وجرائم الإنترنت. بعض الرموز المميزة التي تغري المستثمرين والمضاربين، إن لم يكن معظمها، تحلق بعيدًا عن أعين الرادارات التنظيمية والحكومية.
الحيطة والحذر: ارتفاع المخاطرة والربح يعني أن الخسارة الكاملة ممكنة
أعتقد أن هناك دورًا جوهريًا للعملات الرقمية كأصول عالمية. وقد أقر الأمر التنفيذي الأخير من إدارة بايدن بفئة الأصول لكنه وضع استراتيجية لحماية المستهلكين والمؤسسات المالية والأمن القومي ومعالجة مخاطر المناخ.
على هذا النحو، فإنني سأستمر في اتباع قاعدة أساسية واحدة عند الاستثمار في أي عملة رقمية، بدءًا من رائدة فئة الأصول، البيتكوين، إلى أحدث عملة وافدة من بين 18,234 من العملات الموجودة في السوق، وهي لا تستثمر أبدًا أكثر مما يمكنك تحمل خسارته.
من المهم أن نفهم أن المخاطرة تتناسب مع الأرباح المحتملة. لذلك تأتي المكاسب المذهلة التي شهدتها بعض الأصول الرقمية مصحوبة بمخاطر مماثلة لها تتمثل في خسارة كاملة.
في حين أن أسعار العملات الرقمية هبطت من القمة إلى القاع، فإن الارتفاع الحقيقي الوحيد الذي لم يتعثر هو في عدد الرموز المميزة في فئة الأصول. أتوقع أن يقوم السوق في النهاية بإعدام معظم هذا القطيع من العملات الرقمية، لكن هذا لم يحدث حتى الآن في 17 مارس 2022.