الطريق نحو الخلاص في لبنان

ماذا يعني أن يتم الإعلان عن إفلاس دولة؟

هذا يعني في أن الدولة أصبحت غير قادرة على إدارة المرافق والخدمات والبنية التحتية التابعة لها من حيث سداد تكاليف أجور العاملين وسداد القروض والفوائد البنكية وتأمين مستلزمات استمرارية هذه المرافق ومن أهم هذه المرافق ميناء بيروت ومطار بيروت وإدارة الطرق.

والجدير بالذكر في أنه قد بلغ حجم دين لبنان حسب الدراسات والإحصائيات حتى نهاية العام الماضي وصل إلى 70 مليار دولار والبعض يقول أيضا أنه وصل إلى 91 مليار دولار. 

وأن إجمالي ما تبقى من احتياطي الذهب الذي كان لدى لبنان (ويعد لبنان في المركز الثاني عربيا من حيث حجم احتياطي الذهب الذي يبلغ 286.8 طن) وقد تبقى منه بقيمة الدولار بمقدار 19 مليار دولار ولو فرضنا أن الدين العام وصل إلى ذروته كما يقول البعض وهو 91 مليار دولار وقمنا بخصم ما تبقى من قيمة احتياطي الذهب وهو 19 مليار بقي الدين ما يقارب 72 مليار دولار على لبنان لو أراد كل مواطن لبناني أن يساهم ويساعد في سداد هذا الدين والذي يبلغ عدد سكان لبنان حسب آخر إحصائية هو 7.702.566 مليون نسمة أي أنه سيكون على كل مواطن دفع مبلغ 9350 دولارًا وهو رقم في ظل هذه الظروف صعب جدًا ناهيك عن استثناء المعمرين والأطفال والطلاب وغيرهم.

الحلول 

الخيار الأول: فرض وصاية مالية على الأغنياء وإجبارهم على المساهمة في سداد الديون.

الخيار الثاني: أن يقوم لبنان بإعادة جدولة الدين والعودة إلى الاستدانة لحل الأزمة (طبعا هذا الشي فعله لبنان مرات عدة قبل سنوات على غرار الأرجنتين في السابق ) واعتقد بأن الوضع لن يساعد ولن يأتي بالقبول في حل إعادة الجدولة إلا إذا كان هناك ضغط دولي للموافقة على ذلك !

الخيار الثالث: هو أن يتم رفع دعوى ضد لبنان وأن تستولي البنوك على الأصول الخارجية للبنان وربما على المرافق المهمة مثل المطار الميناء داخل لبنان .

النظام الرأسمالي العالمي يفضل دائما الخيار الثاني وهو حل إعادة الجدولة للديون وهنا نكون قد وضعنا قدمنا في دوامة كبيرة جدا أولها زيادة في التضخم ودخول لبنان في كساد اقتصادي كبير وانخفاض أكثر في قيمة سعر الصرف وهذا ما يبحث عنه بعض الدول لتسهيل عملية السيطرة على لبنان

وان المرشح الأول دائما هو فرنسا خصوصا بظهور الدولة الفرنسية إبان تفجير الميناء الضخم وهذا ما يريده الاغلبية  في لبنان وبعض الأصدقاء للبنان  واعتقد في أن الغرب مرحب بذلك وموافق عليه ومن جانب آخر هناك تدخل ودعم إيراني وبرأي وهي وجهة نظر شخصية.

والآن السياسة الخارجية لإيران في مرحلة هدوء واستقرار خصوصا بعد إعادة فتح الملف النووي والمفاوضات مع أميركا، والأهم في ذلك عدم وضع إيران نفسها  في مواجهة مباشرة مع المملكة العربية السعودية التي تمتلك نفوذا ومصالح كبيرة في لبنان.