تسلا المستقبل: للصعود أم الهبوط؟

شهدت أسهم شركة تسلا (ناسداك: TSLA) أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في العالم، انخفاضًا حادًا لأكثر من شهر حتى الآن، حيث أغلقت تعاملاتها يوم الثلاثاء عند 628.16 دولارًا، بانخفاض 7٪ تقريبًا خلال اليوم.

تأثر السهم بمجموعة من العوامل، بما في ذلك التوقعات الاقتصادية الكلية القاتمة، وزيادة حالات كوفيد في الصين، وتعهد إيلون ماسك بشراء تويتر (بورصة نيويورك: TWTR) في صفقة قيمتها 44 مليار دولار.

وعلى عكس تصحيحات العام الماضي، عندما تمكنت تسلا من الانتعاش بسرعة، يبدو أن الوضع مختلفًا هذه المرة. ففي وسط عمليات البيع الواسعة النطاق في الشركات ذات النمو المرتفع، شهد سهم تسلا – الذي انخفض بأكثر من 47٪ منذ بداية العام حتى الآن – انخفاضًا حادًا مقارنة بالشركات الأخرى ذات الوزن الثقيل، مثل أبل (ناسداك: NASDAQ:AAPL)، والذي انخفض سهمها بأكثر من 20٪ هذا العام.

في هذه الأثناء، نجحت فيه تسلا، (NASDAQ:TSLA) حتى الآن، في التغلب بنجاح على اضطرابات الإمدادات العالمية الحالية وارتفاع تكاليف المواد الخام بشكل أكثر فاعلية من المنافسين. وشهدت الشركة11 ربعًا متتاليًا من الأرباح بينما تفوقت باستمرار على تقديرات الإنتاج الذي يعلن عنها المحللون.

ومع ذلك، هناك دلائل على أن تفشي فيروس كورونا في الآونة الأخيرة في الصين – وما تبعه من تمديد لعمليات الإغلاق الجارية بالفعل والتي أدت بدروها إلى اضطرابات متعددة في عملية الإنتاج في مصنعها في شنغهاي - سيضر بالإنتاج في الربع الثاني.

وقد حذر آدم جوناس المحلل لدى مورجان ستانلي (NYSE:MS) في مذكرة حديثة، من أن قيود العرض في الصين يمكن أن تؤدي إلى فشل "كبير" في عمليات التسليم في الربع الثاني. ووفقًا لبيانات بلومبرج، يبلغ متوسط ​​تقديرات المحللين لعمليات التسليم من جانب تسلا في الربع الثاني إلى حوالي 303000 وحدة، بانخفاض 12 ٪ عن نهاية مارس.

حالة من عدم اليقين تحيط بصفقة تويتر

بالإضافة إلى عمليات الإغلاق في الصين وتدهور بيئة الاقتصاد الكلي، فإن مشاركة إيلون ماسك في تأمين شروط مواتية على تويتر يضاعف الموقف أيضًا. ذلك أن الرئيس التنفيذي لتسلا الملياردير قد غرد مؤخرًا مصرحًا بأن الصفقة "معلقة" حتى يحصل على مزيد من المعلومات حول جزء مستخدمي منصة التواصل الاجتماعي الذين يأخذون شكل حسابات البريد العشوائي.

حدث هذا في الوقت الذي تراجعت فيه أسهم كل من تسلا، التي يعتمد عليها ماسك في تمويل الصفقة، وأسهم تويتر. وفي غضون ذلك، يقول مجلس إدارة تويتر إنه يعتزم إنفاذ الاتفاقية، التي تطالبه بدفع 54.20 دولارًا للسهم. وتلقي هذه الحالة من عدم اليقين بثقلها على مستثمري تسلا الذين يخشون أن يضطر ماسك إلى بيع المزيد من ممتلكاته في شركة السيارات الكهربائية لتمويل الصفقة. وتشكيل نوع من الضغط الإضافي: تتضمن الاتفاقية أيضًا مبلغ مليار دولار "رسوم إنهاء عكسي" يمكن تفعيلها إذا تراجع ماسك عن الصفقة.

نظرًا للرياح المعاكسة التي لا تعد ولا تحصى، أحدثت مشاكل تسلا الأخيرة انقسامًا حادًا بين مجتمع المحللين فيما يتعلق بأسهم الشركة.

ومن بين 42 محللاً شملهم استطلاع Investing.com، أعطى 22 فردًا شملهم الاستطلاع شركة TSLA تصنيفًا يوصي بالشراء، بينما صنفها عدد متساوٍ تقريبًا إما باعتبارها سهم يوصى بشرائه أو سهم محايد.

المصدر: Investing.com

يشير متوسط ​​السعر المستهدف على مدى 12 شهرًا البالغ 973.84 دولارًا إلى ارتفاع بنسبة 55.03٪، لكن نطاق السعر كبير جدًا: من أدنى مستوى قدره 250 دولارًا إلى أعلى مستوى يبلغ 1620 دولارًا، وهي علامة على مدى عدم ثقة المحللين في المسار المستقبلي للسهم.

وقال برنشتاين في ملاحظة يوم الثلاثاء، إنه قلق من أن شراء إيلون ماسك لموقع تويتر قد يتسبب في مزيد من التراجع لأسهم تسلا. وقالت المذكرة:

"ربما يكون الخطر المالي الأكبر - ولكن الأقل احتمالا - هو أن يقوم ماسك بإتمام الصفقة، وسعر سهم TSLA ينخفض ​​ماديا، مما يؤدي إلى استدعاء الهامش."

ومع ذلك، فإن المضاربون على ارتفاع أسهم تسلا لديهم سبب وجيه للبقاء مخلصين للسهم. فقد ارتفعت أسهم تسلا بأكثر من 22000 ٪ منذ طرحها للاكتتاب العام في عام 2010، مما يوفر للمستثمرين عائدًا سنويًا بنسبة 58 ٪. ومن ناحية أخرى، عاد مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 373٪، بما في ذلك توزيعات الأرباح خلال نفس الفترة، بمتوسط ​​15٪ سنويًا.

وفي الوقت الذي قدر فيه بايبر ساندلر السهم على أنه زائد عن الحد، قال في ملاحظة له أن السهم لا يزال يمثل "حجر الزاوية".

"نحن نخفض تقديراتنا والسعر المستهدف لتعكس الضعف المرتبط بـكوفيد في الصين، بالإضافة إلى افتراضات أعلى من متوسط ​​تكلفة رأس المال المرجح في نموذج التدفقات النقدية المخصومة الخاص بنا. ومع ذلك، ما زلنا نعتبر TSLA بمثابة حجر الزاوية في أي" محفظة متقدمة للنقل".

خلاصة القول

أثبت أي تراجع في أسهم تسلا أنه تجارة مربحة للمشترين. لكن الوضع هذه المرة يبدو مختلفًا، نظرًا للعديد من التحديات التي تواجهها الشركة، بما في ذلك اضطرابات الإنتاج في الصين، وتدهور البيئة الكلية، وعدم اليقين المحيط بصفقة ماسك على تويتر.

***

هل أنت مهتم بالبحث عن الأسهم الكبيرة التالية أو أفكار عن صندوق تداول بالبورصة؟ يمنحك برنامج InvestingPro + فرصة لفحص أكثر من 135 ألف سهم للعثور على الأسهم الأسرع نموًا أو الأقل من حيث القيمة في العالم، باستخدام البيانات والأدوات والرؤى الاحترافية. تعلم المزيد "