بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
بداية مرفق لهذا التقرير تحليل فني مصور عن توقعاتي الفنية للدولار والذهب والنفط والبيتكوين أتمنى ينال إعجابكم ويثبت صدق توقعاتي إن شاء الله تعالى
https://www.youtube.com/watch?v=0AuZSEYsQw8
ما يسعره الدولار الأمريكي؟
مقولة تتحقق لدينا أشتري على الإشاعة وبيع عند الخبر، لذلك من الطبيعي إن يصحح الدولار الأمريكي في ظل أن الأسواق لديها علم مسبق بأن الفيدرالي سوف يرفع معدل الفائدة 50 نقطة أساس ليرتفع معدل الفائدة من 1% إلى 1.50% في الاجتماع المقبل المزمع يوم 15 مايو.
لذلك لا يخفي على الأسواق هذه الخطوة من الفيدرالي مما يعطي الفرصة للدولار من التصحيح والهبوط أمام العملات الأخرى وأمام الذهب أيضا.
ما يحاول تسعيره الأسواق:
حسب ما صرح اللجنة الفيدرالي في محضرها الأخير يوم 25 مايو بأن النقاشات مستمرة حوله وتيرة تسريع رفع الفائدة والزيادة اللاحقة في معدلاتها ونفهم من ذلك بأن الأسواق ستحاول الفترة القادمة تسعير ما يلي :
- مدى سيطرة الفيدرالي في التحكم بمعدلات التضخم وهذا يعتمد على مدى تجاوب التضخم لأدوات الفيدرالي وسياساته التشددية
- التوقعات بأهداف الفيدرالي لمعدلات الفائدة على نهاية العام الحالي
- مدى قدرة الفيدرالي على الحفاظ بسلامة سوق العمل والإبقاء على متانته دون التأثر بالسياسات التشددية
- مدى تحقق التوقعات بحدوث ركود إقتصادي منتظر
هذه الأسئلة التي تحاول الأسواق تسعيرها والإجابة عليها من خلال السلوكيات السعرية التي نراها
هل السياسات النقدية ستجدي نفعًا؟
أتوقع أن جيروم باول في حديث من تصريحات ذكر بأن التضخم نتيجة عوامل خارجة عن السيطرة والتحكم، لذلك الإجابة على هذا السؤال سيكون من خلال التعرف على أسباب التضخم ؟
أسباب التضخم:
للأسف الشديد الدول الغربية قارة أوروبا والولايات المتحدة من تسببوا في هذه الأزمة ولم يفكروا للحظة عواقب العقوبات الإقتصادية المفروضة على روسيا بل أدخلوا جميعا في معادلة صعبة بل يزدادوا في فرض المزيد من العقوبات، الولايات المتحدة والحفاظ على مكانتها وتربعها على العرش الإقتصاد العالمي سبب لنا جميعا أزمة حقيقية
لذلك لو رجعنا سنجد أن أسباب التضخم يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
- تعطل سلاسل التوريد نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك إغلاق الصين لمحاربة كورونا
- إرتفاع أسعار الطاقة بسبب التفوق الطلب العالمي على المعروض والمخاوف من شح الإمدادات نتيجة احتمالية تنفيذ خطة أوروبا لحظر النفط الروسي "روسيا تمثل شريان الحياة للطاقة الأوروبية"
- إرتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا حيث روسيا وأوكرانيا مجتمعين بيصدروا 29%من صادرات القمح العالمية لذلك لهم مكانة كبرى في تأمين الغذاء العالمي، أوكرانيا مصدر رئيسي للذرة والشعير والبذور الزيتية وزيوت عباد الشمس ومصدر رئيسي لبذور اللفت أي تمثل سلة غذاء عالمية.
إذا ما يقوم به الفيدرالي هو التأثير على تخفيض الإنفاق الإستهلاكي من خلال تقليل المعروض النقدي الدولاري بتشديد لسياسته النقدية، إذا لا أتوقع أن السياسات النقدية قد تساهم في تخفيض التضخم ما لم يتم معالجة أسبابه الرئيسية وإلا لن يجدى نفعا ما تقوم به البنوك المركزية.
المعادلة الصعبة:
شركة بلاك روك كأكبر شركة لإدارة الأصول في العالم ذكرت بأن سياسات الفيدرالي التشددية في مراحل صعبة حيث أن إتجاه الفيدرالي لرفع الفائدة أكثر من اللازم قد يعرض الإقتصاد لركود، أما إذا لم يتم التشديد بشكل كافي سيكون هناك مخاطر حدوث تضخم جامح
إذا يجب تحرك الفيدرالي أن يكون بحذر شديد وللأسف أخفق مسبقا عندما تأخر في تشديد سياسته النقدية بعد جائحة كورونا ووصفه بأن التضخم مؤقت .. فهل يصيب الفيدرالي في هذه المرة؟
الذهب:
ربما لم يستجيب الذهب ولم يعود للبريق بالفترة الماضية بسبب قوة الدولار الأمريكي نتيجة السياسة التشددية التي تزيد من قوة الدولار الأمريكي ولعل أهم أسباب عدم عودة البريق للذهب واستمراره بالصعود هو إنتهاء السياسات التيسرية من قبل البنك الفيدرالي والبدء بتشديد السياسة النقدية برفع معدل الفائدة وربما المزيد من رفع الفائدة بالتالي من الطبيعي الإستغناء عن الذهب من أجل توجه السيولة والمستثمرين للاستثمار في أدوات الدين الأمريكية المتمثلة في سندات الخزانة الأمريكية للإستفادة من إرتفاع أسعار الفائدة.
ولكن ربما الذهب سيجد الفرصة بالصعود في الفترة التي من المتوقع أن يصحح فيها الدولار الأمريكي لذلك نتوقع أن الذهب يستهدف مستويات 1871.40 و 1900 دولار تقريبا وإليكم تفاصيل تحليل الذهب بالفيديو المرفق بالتقرير.
النفط خام البرنت:
ربما كان يجب على النفط الهبوط ويكون عليه نفس التأثير الحادثة على الذهب نتيجة السياسات الشديدة من قبل الفيدرالي حيث رفع معدل الفائدة يؤدي إلي ارتفاع الدولار الأمريكي وهي العملة الرئيسية المستخدمة لتقييم النفط مما يجعل النفط الخام والمشتقات النفطية أكثر تكلفة لمستهلكي النفط المستخدمين العملات الأخرى غير الدولار مما يؤثر على الطلب العالمي على النفط مما يؤدي إلى إنخفاضه.
إلا أن مع وجود عوامل أخرى أكثر تأثيرا على أسعار النفط مثل الحرب الروسية الأوكرانية والمخاوف بحظر النفط الروسي الذي قد يهدد الإمدادات النفطية العالمية غيرت من سلوك السعري للنفط لذلك من المتوقع إستمرار إرتفاع النفط مع أهمية ترقب اجتماع أوبك+ الخميس المقبل مع الضغوطات الغربية على أوبك بشأن زيادة الإنتاج.
البيتكوين:
من الطبيعي في ظل توجه السيولة لأدوات الدين المتمثلة في سندات الخزانة الأمريكية للاستفادة من معدل الفائدة المرتفعة ممكن يفقد السيولة للأصول عالية المخاطر وعلى رأسها العملات المشفرة
راقب التحليل الفني للبيتكوين عبر التحليل المصور المرفق بالتقرير وبكده ننتهي من تقريرنا لهذا الأسبوع
وأدعوا الله أن ينال على إعجابكم ويشرفنا استقبال تعليقاتكم والرد على إستفساراتكم.
د. محمد الغباري
الرئيس التنفيذي للأكاديمية الإقتصادية