فاجأ بنك الإحتياطي الأسترالي السوق في وقت سابق اليوم برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، في حين كانت أغلب توقعات المحللين تقع ما بين زيادة بـ 25 نقطة إلى 50 نقطة أساس. تعد هذه الخطوة هي أكبر عملية لرفع الفائدة منذ أكثر من عقدين.
وأشار المحافظ لوي إلى زيادات إضافية في أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، قائلاً أن البنك المركزي "سيفعل كل ما هو ضروري لإبقاء التضخم تحت السيطرة."
ويتبقى للبنك الإحتياطي الأسترالي ستة اجتماعات هذا العام. ووفقاً لبيانات، يبدو أن الأسواق حالياً قد سعرت بالفعل ما يقارب الـ 235 نقطة أساس لرفع الفائدة خلال هذا العام.
وفور صدور الخبر، ارتفع الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي من مستويات 0.7180 ليتداول أعلى 0.7240 لكنه فشل في الحفاظ على المكاسب ليرتد لاحقًا إلى ما دون 0.7200 حيث يتداول حالياً وقت كتابة التقرير حول مستويات 0.7188.
أما عن أسواق الأسهم الأسترالية، فقد انخفض مؤشر الأسهم الأسترالي الرئيسي ASX200 من مستويات 7200 نقطة وصولاً 7077 نقطة ولكن نجح في تقليص الخسائر بشكل طفيف إذ يتداول حالياً حول 7113 بتراجع يُمثل قرابة 1.33% خلال اليوم.
ويبدو أن البنك الإحتياطي الأسترالي ما يزال أمامه الكثير من قرارات رفع الفائدة على المدى القصير والمتوسط، إذ يشكل ارتفاع التضخم أعلى من مستوياته المرجوة عامل ضغط على الاقتصاد حاله كحال معظم الاقتصادات حول العالم. حيث كشفت قراءة مؤشر CPI الأخيرة وهو مؤشر أسعار المستهلكين عن ارتفاع التضخم لمستويات 5.1% على أساس سنوي وهي بذلك أعلى من مستهدف البنك الإحتياطي الأسترالي حول 2-3%.
ا عن سوق العمل الأسترالي، تشير بيانات وزارة العمل الأسترالية عن زيادة قدرها 4 آلاف وظيفة فقط في أبريل، وهي بالتالي أقل بكثير من التوقعات البالغة 30 ألفًا. ومع ذلك، فالمزيد من عمليات تشديد السياسة النقدية المتسارع لبنك الإحتياطي الأسترالي سيجبر الشركات على التقليل من فرص الاستثمار، وبالطبع سيؤدي هذا إلى مزيد من السلبية على مؤشرات تغيير التوظيف.
مؤشر الدولار الأمريكي
أما عن مؤشر الدولار الأمريكي، فقد وسع من مكاسبه وتجاوز أعلى مستوى في أسبوعين وصولاً لمستويات 102.73 نقطة. يستفيد مؤشر الدولار الأمريكي من حالة عدم اليقين المحيطة بإصدار مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الجمعة المقبل.
و تقدير الأولي للتضخم السنوي في الولايات المتحدة هو 8.2 في المائة، بانخفاض عن 8.3 في المائة في القراءة السابقة. ولذلك لا أعتقد أن يؤدي التراجع الطفيف في التضخم الأمريكي إلى تباطؤ زخم المضاربين على ارتفاع الدولار الأمريكي، ولكنه سيزيد من فرص قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي الأسبوع المقبل.
أرى أن زوج الأسترالي دولار أمام اختبار صعب ومستويات محورية وهي 0.7265 على المدى المتوسط. إذ يُعد اختراق هذه المستويات والثبات أعلاها إشارة إيجابية لإستمرار الصعود وحصد المزيد من المكاسب وصولاً لمستويات المقاومة القوية حول 0.7550 على الفاصل الزمني اليومي.
ولكن وفقاً لمؤشر الزخم، واعتماداً على نظرتي الإيجابية لمؤشر الدولار الأمريكي، أعتقد أن السيناريو الأقرب على زوج الأسترالي دولار هو التراجع من المستويات الحالية لاستهداف مستويات 0.7000 ثم 0.6830 على التوالي على المدى الزمني المتوسط.