البيتكوين بين المطرقة والسندان يصارع حروب المنصات من جهة ويصارع البنوك المركزية من جهة أخرى، وحيتان الأسواق يستغلون هذه الأزمات ويضيقون الخناق عليه أكثر فأكثر.
رأينا تصريح رئيس الوزراء الروسي بالأمس وهو يلمح لضخ الأموال وتداولها في عالم العملات الرقمية ويستشهد بالتجربة الإيرانية وإيرادات المناجم بها وكأنه يعطي إشارة للبنوك المركزية أنه اقترب وقت الضربة القاسية لكم وللعملات النقدية بعد هيمنتها طوال العقود السابقة.
الخوف الآن ليس من ضخ هذه الأموال وتداولها، بل الخوف من ردة فعل البنوك المركزية وما يمكن أن تكون ردة فعلها وضررها على هذه الأسواق الرقمية الناشئة والتي لا زالت تصارع القيود في الكثير من الدول أم سيكون هناك سيناريو آخر وهو الرضوخ التام وهيمنة البنوك عليها وتنفيذ ما يخدم مصالحها.
كل هذه السيناريوهات واردة جداً وليست بالبعيد لذلك نرى هذه التقلبات الشديدة والتصاريح الشرسة في بعض الأحيان التي تجعل من الخوف وعدم اليقين لدى المستثمرين كابوسا يطاردهم وينعكس على ردات الفعل في كل ارتفاعات في أسواق الرقمية ومع كل ارتفاع في شهية مخاطر يقابله ضربه شرسة في البيع.
المتوقع الآن وفي ظل هذه الأحداث والمتغيرات الأخيرة أن أسواق العملات تأخذنا لمستويات ما دون 10.000 $ للبيتكوين وهذا على أقل تقدير ما لم يكن هناك اعترافات وتقنين في بعض الدول المؤثرة يدفع من حالة الشك وعدم اليقين المسيطرة.
من الناحية الفنية وعلى المستوى القريب، البيتكوين يستهدف مستويات 17.600 $ بعد كسر مستويات 20700 $ والثبات أسفلها بكميات بيع كبيرة تضغط عليه وتحد من ارتفاعه، ومن الصعب التوقع ما لم يعاود الصعود أعلى مستويات 20700 $ والثبات أعلاها وغير ذلك ستظل في قلب السيناريو الهابط.