بعد أيام من شن روسيا غزوًا على أوكرانيا في فبراير من هذا العام، فرضت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، العقوبات على روسيا 2022، بهدف دفع موسكو إلى أزمة اقتصادية من شأنها أن تؤدي إلى تراجع عسكري، وقد صرح مسؤولين أمريكان أن روسيا سوف تلجأ الى العملات الرقمية للهروب من العقوبات، ولقد توقعوا أن تتبنى سيناريو يُفيد المعدنين الروس من احتياطي الطاقة الوفيرة في البلاد لتعدين البيتكوين (BTC)
ولكن، حدث ما هو غير متوقع من السياسة الروسية.
بعد 7 أشهر على فرض العقوبات على روسيا، فاجأت روسيا الجميع ولم تستخدم العملات الرقمية. في الواقع تم توجيه القليل جدًا من الأموال الروسية من خلال العملات الرقمية، وفي أبريل.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن تداول الروبل اليومي في العملات الرقمية ارتفع إلى 6.6 مليار روبل (46 مليون دولار أمريكي) قبل أن ينخفض الروبل ليصبح مليار روبل ما يساوي 7 ملايين دولار.
كما أصبح التداول اليومي للروبل في العملات الرقمية ما بين 10-100 مليون دولار من أصل 4.3مليار روبل في أوائل مارس
ما هو التفسير إذًا؟
يرى الخبراء أن العملات الرقمية ثغرة متاحة جدًا أمام نجاة روسيا، لكن حتى الآن لم نر أي علامات على أي جهود روسية قوية، سواء – حكومية أو غير حكومية – لتعزيز سيولة العملات الرقمية، من أجل الاستناد على العملات الرقمية وفرصها المتاحة .
الرئيس الروسي يتجاهل العملات الرقمية لتجاوز مشاكل الاقتصاد ببديل آخر وهو:
عززت موسكو بشدة برنامجها المالي بجذب الشركاء التجاريين مثل لدى الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ونستطيع أن نقول أن حوالي عشرين بنكًا وقعوا من حوالي اثني عشر دولة على البرنامج المالي البديل لروسيا (SPFS)، بما في ذلك الهند وتركيا وإيران والصين وألمانيا وأرمينيا وسويسرا.
وأيضًا اعتمدت خمسة بنوك تركية نظام المدفوعات الروسي (MIR) في يوليو، وتجري حاليًأ مع إيران محادثات متقدمة للانضمام إلى الشبكة، كما صرحت الهند وكوبا وسريلانكا عن اهتمامها بالانضمام إلى برنامج MIR.
ماذا نرى في الحل البديل للرئيس الروسي لتجاوز العقوبات على روسيا 2022؟
تشير استجابة بوتين للعقوبات إلى أنه ورفاقه ينظرون إلى الأدوات والأنظمة المالية التقليدية على أنها أكثر قابلية للاختراق من العملات الرقمية، ويبدو فعلا أن الرئيس الروسي يعتقد أن بناء شبكة مالية تقليدية، وألا تكون غربية وبنظام أمريكي مراقب، يوفر طريقة أفضل للتهرب من العقوبات من العملات الرقمية.