في ظل ما نراه من حروب على الطاقة و توقعات كبيرة على أزمة الغذاء المستقبلية و اضف عليها الصراع الروسي الأوكراني مع ما نراه من أزمات متوالية على العديد من الأقطاب التي أسفرت عن تضخم كبير نسبياً مقارنة بالسنوات العشر السابقة والذي يؤول في نهاية المطاف إلى ركود لا مفر منه فكيف على المستثمر ، المتداول ، رجل الأعمال و أصحاب كبرى الشركات التصرف في ظل الركود المتوقع وكيف لهم أن يحققوا ما ذكره روبرت كيوساكي في كتابه عن الاستثمار حيث أن الأزمات هي التي تصنع الثروات وها نحن على حواف أزمة فكيف لنا أن نصنع ثروة.
ما هو الركود وما أثره على أهم القطاعات الاستثمارية؟
في بادئ ذي البدء علينا أن نفهم الركود و أثره بشكل بسيط على المجتمعات لأنه من هنا وفقاً لقوانين الاقتصاد تبدأ الآثار وصولاً إلى سعر مؤشر الذهب و السندات و الدولار حيث عليك أن تعلم أن كل شيء يبدأ من حالة المجتمع (بطالة ، عمالة ، سعادة ، تضخم ) ليصل التأثير إلى كل المستويات الاستثمارية ( مؤشرات ، سلع ، عملات )
الركود هو انخفاض النشاط الاقتصادي بشكل كبير ( بما لا يقل عن 3%) في الدولة ويمكن أن يتضح الركود من خلال متابعة التغيرات الاقتصادية و التي تقاس بالمؤشرات ومن أهمها مؤشر الناتج الإجمالي المحلي.
إن أثر ذلك الانخفاض يتجلى على حياة الفرد بانخفاض اهتمامه بالاستثمار و يؤثر على كبرى الشركات الخدمية و التجارية بانخفاض حركتها البيعية ومنه ضعف في حركة الأموال و التي تؤول إن لم يستطيع البنك المركزي المسؤول عن البلاد موازنة ما قد يحدث إلى كساد ترتفع فيه نسبة الانكماش الاقتصادي إلى 40% كما حدث في الكساد الكبير و ما نقصده بالانكماش أن الفرد يميل إلى أن يحافظ على مدخراته دون استثمار أو عمل و إنما لحالة الطوارئ و أضف عليها ان البطالة سترتفع لاتجاه الشركات للتخلي عن موظفيها لنرى انخفاض في الأسهم و ارتفاع في الذهب و تقلب على نطاق ضيق و عرضي في المؤشرات.
أمثلة من كبار صناع السوق؟
إن الركود المتوقع و أزمة الغذاء تذكرني صراحة بأفضل من استطاع التحوط في هذه الأزمة ألا وهو بيل جيتس الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) ، قام جيتس في الآونة الأخيرة بشراء العديد من المزارع المخصصة لزراعة الغذاء في الولايات المتحدة دون أي تصريح عن السبب إلا أن المحللين هنا أكدوا أن الأزمة قادمة لا محالة ، وهنا ننوه أن جيتس تنبأ بالجائحة الوبائية قبل عدة سنوات من وقوعها و استثمر قبل الجائحة بالعديد من الشركات الطبية.
علاقة الركود بأهم المستويات الاستثمارية وكيف لك أن تنجو؟
حتى تستطيع النجو من هذه الكارثة عزيز القارئ يؤسفني أن أخبرك أن التداول ليس الخيار الأفضل و إنما الأسوأ ، ولتضح الصورة أكثر سنصنف بشكل موجز المستويات الاستثمارية و على أساسها نعطيك أفضل الحلول.
-
الاستثمار بعيد المدى
إذا كنت من المستثمرين فهذه السنوات هي سنوات التخفيض بالنسبة لك وهي سنوات لن تتكرر على ما أعتقد حتى 7 سنوات بعدها ليكن أفضل تحوط هو الشراء وقت الركود و انتظار العاصفة لتمضي. -
التداول في سوق الصرف الأجنبي
إن المضاربة أو الشراء في سوق الصرف على مستوى بعيد المدى سيكون الخيار الأسوأ إن لم يكن الكارثي حيث سنرى تقلب شديد في الأسواق ، وهذا ما نراه في الذهب حيث لا احد يعلم لماذا يتصرف بهذا الطريقة في الوقت الحالي. -
خلق نظم عمل
نتيجة لانخفاض الأسعار و ارتفاع البطالة قد تكون فرصة مناسبة لأن تنشئ شركة تعمل بعد نهاية الركود
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ ، أذكرك أنك بالقرب من أسوأ و أصعب مجال عرفته البشرية فهو مجال حتى هذه اللحظة لم يألفه البشر لذلك أوصيك بأن تتقيد بإدارة المخاطر و أوصيك بأن تستثمر ما يفيض عن حاجتك لا ما تحتاجه.
المحلل: عمر الصياح
Omar Syyah:@SyyahOmar