مقدمة
إن هذا المقال عزيزي القارئ ما هو إلا تتمة لمقال سابق بعنوان عملتك الخاصة ومستويات الاستثمار، كنا قد تكلمنا فيه عن أنواع المستثمرين ومستوياتهم وخصصنا بالذكر المستويين الأخيرين (الثالث، الرابع)، والذي ميزهم أنهم يعملون على نطاق بعيد المدى، ومنهم من يفضل أن يكون لا كبيراً في السوق على العموم هي مجرد عقلية عزيزي القارئ فبمجرد امتلاكك عقلية من نوع معين يمكنك حينها أن ترى أن الاستثمار مختلف تماماً.
المرابطة بين مستويات الاستثمار والعملات الرقمية
قد يبدو لك للوهلة الأولى أن المرابطة ما بين مستويات الاستثمار والعملات الرقمية تكاد تكون معدومة إلا أنني أخالفك الرأي بالنظر إلى هذا السوق على أنه سبيل أسهل من الأسواق الأخرى وخصوصاً الاقتصاد القائم على مركزية الاقتصاد.
لقد أسلفنا بالذكر في المقال السابق إن المستثمر ذا المستوى الرابع هو الذي يصنع السوق، وما نقصده بالضبط بصناعة السوق هو أن يأس شركته الخاصة ثم يعمل على إدراج تلك الشركة في سوق الأسهم ليبيع من أسهم شركته ويستفيد من العائد في توسيع أعمال الشركة، وهنا أصبح من يصنع السوق لا يشتري مقارنة بالمستويات الثلاث الأخرى.
تنويه: إن هذا المقال مخصص لمن ينوي أن يندرج تحت المستوى الرابع من العقليات، علماً بأننا سنخصص لكل مستوى مقال وخصوصاً المستوى الثالث.
إن إدراج أي شركة في بورصة الأسهم وباختلاف قطاعها وباختلاف البورصة أيضاً يتطلب تعقيدات لوجستية وقانونية ومالية، وأبسط مثالا على ذلك إن الإدراج محصور بسيولة معينة وشروط معينة وهذا ما جعل الإدراج لشركات معينة دون غيرها، إلا أن الباحث عن الطريق الأسهل لم يلغ الفكرة وإنما بحث عن مدخل إلى الفكرة بطريقة أسهل.
وهنا يأتي دور العملات الرقمية من نوع (Token) وهي العملات التي تبنى على شبكات Coin فمثلا تكلمنا في مقال سابق لنا عن شبكة الإيثيريوم وأخبرنا سابقاً أن فيها ما لا يقل عن 1200 مشروع Token.
إن هذه المشاريع تعمل على غرار الأسهم تماماً فبعد الكثير من الأبحاث التي أجريتها رأيت تطابق رهيب ما بين الأسهم والعملات الرقمية من النوع Token، فإن المشروع الذي يؤمن بفكرته ينطلق ليؤسس هذه الفكرة وإذا أراد التوسع بهذه الفكرة يعمل على إطلاق Token خاص به ليوسع مشروعه والأمر مشابه للأسهم من هذه النقطة إلا أن الأفضل هنا هو غياب التعقيد القانوني والمالي.
إذا اطلعت على العديد من المشاريع التي بنيت على شبكات عالمية مثال الإيثيريوم وسولونا والترون نرى أنها تشترك بما يسمى الورقة البيضاء وهذه الورقة هي التي تفسر آلية عمل المشروع وكيف له أن يوزع السيولة الخاصة به وفق سياسة ما.
وهذا ما دفع كبار رؤوس الأموال لتوجه إلى قطاع العملات الرقمية، وذلك لغياب عامل الضرائب وعوامل تعقيد الإدراج لهذا يمكن أن نفتح لك المجال وبأبسط ما يمكن نحو خطوات أن يكون لديك مشروع ذو صلة بالإدراج الرقمي كما أسميه.
خطوات بناء عملة رقمية خاصة بك
-
أمتلك فكرة لتبني على أساسها المشروع (فكرة موقع، فكرة تجارية، فكرة لحل مشكلة يعاني منها الجميع)
-
ابني موقع يشرح ماهية الفكرة
-
اختر الشبكة التي تريد بناء العملة الخاصة بك عليها وحاول ألا يكن الاختيار عشوائي وإنما على أساس هذه الفكرة
-
ادرس مالية المشروع من حيث السعر التي تستهدفه لبيع تلك العملة
-
اختر شركة تسوق لفكرتك
-
أجمع جميع خطواتك ودراساتك وخططك وتوقعاتك ضمن ملف لعرضه للمستثمرين
-
أعمل بشكل مدروس على تنمية المشروع لا على بيع العملة
التكاليف والعائد
تقدر التكاليف لإنشاء عملة ذات صلة بمشروع أراد التوسع وسطياً 10.000 $ علماً أننا أطلعنا على تكاليف مشاريع في شرق آسيا فقط حيث إن تأسيس مشروع ذي صلة بالعملات الرقمية هي فكرة ليست شائعة حتى وقتنا هذا بين العرب، أما عن العائد فإنه يتعلق بالفكرة الخاصة بالمشروع لكن لنقل على أسوأ الأمور أن الفكرة مقبولة لا جيدة ليكن العائد ما بين 200 % من كل 25 % من العملات التي يتم بيعها للمستثمرين.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ ربما قد يبدو الأمر سهلا، لكن حتى أكون صريحاً وموضوعياً معك إنه أصعب بكثير مما صوره مقالنا السابق، حيث يتطلب الكثير من الدراسات وأهمها المالية والإدارية حيث بمقارنة ما لا يقل عن 60 مشروع Token نرى أن 40 % منهم فشل ليس لقلة التكلفة وإنما لسوء الإدارة والتسويق للمشروع وأضف عليها أن 20 % من المشاريع تراجعت لطول الفترة التأسيسية للمشروع، لكن ما نود أن نعرضه لك في النهاية أنه ليس مستحيلا وإنما صعب فقط.
المحلل: عمر الصياح
Omar Syyah:@SyyahOmar