مازال الذهب يتم تداوله حالياً بالقرب من 1953 دولار للأونصة مُحتفظاً بجُل ما كسب عقب قيام الفدرالي برفع سعر الفائدة بواقع 25 نُقطة أساس كما كانت تُشير أغلب التوقعات نتيجة لتراجُع الضغوط التضخمية للأجور خلال الأشهر الماضية.
التقييم الاقتصادي الصادر عن اجتماع لجنة السوق المُحددة للسياسة النقدية للفدرالي أبرز هذا التراجُع لكنه أشار في نفس الوقت إلى أن مُعدل التضخم لايزال مُرتفعاً، التقييم أشار إلا أن الرفع الذي قام به الفدرالي مُناسب للهبوط بمُعدلات التضخم لمُعدل ال 2% سنوياً الذي يستهدفه الفدرالي، كما أشار أيضاً القيام بالمزيد من الرفع حال الاحتياج لذلك لاحتواء التضخم الأولية الأهم لدى الفدرالي في الفترة الحالية.
كما أكد رئيس الفدرالي في بداية المؤتمر الصحفي المُعتاد له بعد اجتماع أعضاء اللجنة على التزام الفدرالي بالهبوط بمُعدل التضخم لهذا المُعدل المُستهدف.
كما جاء عن رئيس الفدرالي قوله بخصوص سعر الفائدة أنه ربما يحتاج للرفع بربعين آخرين للوصول لهذا المُعدل، كما ذكر هذه المرة أن احتمال خفض سعر الفائدة وارد بعد ذلك في حال رأينا انخفاض كبير لمُعدلات التضخُم، إلا أنه طبقاً لتوقعتنا بالنسبة للتضخم لايزال خفض سعر الفائدة هذا العام يُعد أمر مُستبعد.
كما أوضح أنه لم يكن هناك حديث يُناقش تفاصيل عن إحداث توقفات عن الرفع خلال تضييق السياسة النقدية الحالي بين أعضاء اللجنة.
رئيس الفدرالي أشار مرة أخرى إلى قوة أداء سوق العمل لكنه توقع تراجع أدائه مع بداية ظهور ضغوط انكماشية داخل الاقتصاد جراء ما قام به من تضييق للسياسة النقدية في سبيل احتواء التضخم، كما أضاف رئيس الفدرالي صراحةً أنه يُمكننا القول إن هذه الضغوط بدأت بالفعل بالظهور.
كما جاء عنه أنه من وجهة نظره لا يُمكن الوصول لهذا المُعدل المُستهدف للتضخُم دون إحداث تباطؤ داخل سوق العمل، كما أظهر ترحيب بتراجع الضغوط التضخمية للأجور الذي أظهره تقرير تكلفة الوحدة العاملة خلال الربع الرابع كان قد جاء بارتفاع ربع سنوي جاء ب 1% فقط في حي كان المُنتظر ارتفاع ب 1.1% بعد ارتفاع ب 1.2% في الربع الثالث.
رئيس الفدرالي بدا أكثر تفاؤلاً بالنسبة للنمو مُشيراً هذه المرة إلى أنه ربما يكون هناك طريق للوصول لمُعدل التضخم المُستهدف دون الإضرار بالنشاط الاقتصادي بشكل بالغ، فمع تراجُع التضخم سيتحسن المناخ الاقتصادي، بينما بدء الاقتصاد العالمي بالتعافي بعض الشيء.
تراجع الدولار أمام الذهب وأمام كافة العملات الرئيسية لاسيما اليورو الذي لايزال يدعمه ما جاء مؤخراً عن أعضاء من المركزي الأوروبي مثل عضو المركزي الأوروبي كلاس نوت الذي صرح بأنه لايزال هناك المزيد من التضييق في السياسة النقدية للمركزي الأوروبي حتى يوليو من 2023 لاحتواء التضخم، فلايزال الخطر الأكبر هو القيام بأقل مما يجب لاحتواء التضخم متوقعاً رفع سعر الفائدة ب 50 نُقطة أساس خلال الاجتماعين القادمين للمركزي الأوروبي.
كما جاء عن أجنازيو فيسكو عضو المركزي الأوروبي الإيطالي أنه يتفهم ضرورة القيام بمزيد من التضييق في السياسة النقدية للمركزي الأوروبي بشكل تدريجي لاحتواء التضخم وأن إيطاليا تستطيع التعامل مع تأثير ذلك التضييق، كما أعرب عن أمله في أن يتمكن المركزي الأوروبي من القيام بهذه المهمة دون إحداث تأثير سلبي على الاقتصاد الأوروبي وسوق العمل داخله.
بينما كان أولي رين عضو المركزي الأوروبي النمساوي أكثر حماساً لرفع سعر الفائدة مُشيراً إلى أن الأرضية الحالية تسمح بتضييق السياسة النقدية خلال الشتاء والصيف القادم بشكل بالغ.
كما جاء عن رئيسة المركزي الأوروبي كريسيتين لاجارد قولها ما زالت هناك ضرورة لرفع سعر الفائدة بشكل ثابت ومُلائم والإبقاء عليه مُرتفعاً ما تطلب الأمر ذلك في سبيل احتواء التضخم، بينما يُنتظر اليوم اجتماع أعضاء المركزي الأوروبي بخصوص السياسة النقدية بإذن الله.
للاطلاع على المزيد يُمكنك مُشاهدة الفيديو مع رسوم بيانية توضيحية لحركة الأسعار.