شهدت العقود الآجلة للذهب في التعاملات الصباحية ليوم الاثنين انخفاضًا واستقرت عند أدنى مستوى لها في أسبوع تقريبًا، جاء ذلك على خلفية قرار مفاجئ من قبل منظمة "أوبك +" بتخفيض إنتاج النفط، مما قد يدفع بأسعار النفط للارتفاع وزيادة معدل التضخم. يعتبر هذا الأمر تحديًا لكافة البنوك المركزية العالمية وخاصة الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتمد على رفع أسعار الفائدة كوسيلة لمواجهة التضخم، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز قيمة الدولار وزيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب.
خلال الأسبوع الماضي انخفضت العقود الآجلة تسليم شهر يونيو/ حزيران بنسبة بلغت -0.75%.
استفاد المعدن الثمين خلال الربع الأول من توقعات بانتهاء سلسلة رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قريبًا، كما ساعدت أزمة الثقة في البنوك الإقليمية الأمريكية والمقرضين الأوروبيين الرئيسيين على دفع المستثمرين نحو الملاذ الآمن وتعزيز الذهب. وقد سجل الذهب مكاسباً فصلية للربع الثاني على التوالي وأكبر زيادة بالنسبة المئوية في شهر واحد منذ يوليو/تموز من العام 2020.
تعرض الذهب للضغط في نهاية تداولات الأسبوع الأخير بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أن مؤشر الاستهلاك الشخصي الأساسي لشهر فبراير/ شباط ارتفع بنسبة 4.6٪ على أساس سنوي، في ظل التوقعات بارتفاع 4.7٪ وتراجع من 4.7٪ في فبراير، قد يوفر الارتفاع الأقل من التوقعات لبنك الاحتياطي الفيدرالي بعض الراحة، فهذا يعني أن سلسلة الزيادات في أسعار الفائدة التي قدمها البنك فعالة في إبطاء الاقتصاد لخفض التضخم وهو الهدف الرئيسي الذي طالما أعلن عنه البنك.
حالياً يبدو أن الأسواق تتوقع بنسبة 57.9٪ أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماعه المقرر في مايو/أيار المقبل، وهذا الأمر ساهم في ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، ما يتسبب في الضغط السلبي على الذهب المقوم به خارج الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه شهدت أسعار النفط ارتفاعًا حادًا بعد إعلان السعودية وأعضاء آخرين في منظمة أوبك+ عن خفض في إنتاج النفط، مما قد يشير إلى تصاعد التضخم العالمي، وبالتالي قد يؤدي هذا إلى تزايد احتمالية رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر ولفترة أطول، ومن المحتمل أن يؤدي هذا الإجراء إلى المزيد من الارتفاع في قيمة الدولار الأمريكي، مما يمكن أن يؤدي بدوره إلى انخفاض أسعار الذهب.
نظرة فنية للذهب على إطار زمني (يومية):
يسيطر الاتجاه التصحيحي الصاعد على حركة المعدن الثمين بالمدى القصير وبنطاق قناة سعريه، مدعوماً بتداولاته المستمرة فوق متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، بالإضافة إلى ذلك تشير مؤشرات القوة النسبية إلى تشبع بيعي مفرط في السوق، مما يمنح الذهب زخمًا إيجابيًا خلال تداولاته المقبلة.
وسط هذا نلاحظ تكون نمط الراية خلال تداولاته الأخيرة وهو نموذج فني إيجابي ما يدعم السيناريو السابق، ولكن نحتاج تأكيد هذا السيناريو الإيجابية وصحة النموذج المتكون بنقطتين مهمين، أولاهما ثبات مستوى الدعم 1,950، وثاني نقطة اختراقه لمستوى المقاومة النفسي 2,000، وذلك ليؤكد عزمه على الصعود والتوجه بعدها إلى مستوى المقاومة المحوري البالغ 2,070، ويمكن أن نشهد في تلك الحركة انفجارًا سعريًا ناتجًا عن اكتساب المعدن الأصفر للزخم الإيجابي خلال فترة تداولاته العرضية.