تأثر الذهب بتعليقات الفيدرالي التي صدرت منذ قليل ليهبط الآن بنسب تخطت الـ 2% وقت كتابة التقرير، حيث أربكت البيانات الصادرة منذ قليل أيضًا الأسواق بشأن تسعير الفائدة بالاجتماعات القادمة، ليراهن المستثمرون على رفع آخر في يونيو بـ 25 نقطة أساس بجانب مايو.
وفي الوقت نفسه، قال فيليب نيومان، العضو المنتدب في Metals Focus، إنه من غير المرجح أن يحتفظ الذهب بمستوى 2000 دولار للأوقية على المدى الطويل ما لم يشر الاحتياطي الفيدرالي إلى تحول واضح في سياساته.
الذهب إلى 3000..هل نصدق؟ وما السلعة التي تتفوق عليه؟
البيانات لم تدعم الذهب
على الرغم من تباطؤ مبيعات التجزئة في مارس، إلا أن استهلاك الربع الأول قد يظل مرتفعًا بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، كما يقول بول أشوورث من كابيتال إيكونوميكس في مذكرة.
وأضاف: "بفضل شهر يناير القوي، يجب أن يقترب نمو الاستهلاك الحقيقي في الربع الأول من 4.5٪، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.8٪". تقلصت مبيعات التجزئة السابقة للسيارات في مارس بنسبة 0.8٪، بعد أن لم تتغير في فبراير مقابل إجماع على انكماش بنسبة 0.4٪.
وأوضحت توقعات مسح جامعة ميتشغان، وهو أحد التوقعات الهامة من وجهة نظر الفيدرالي، احتمالية لارتفاع التضخم في شهر أبريل لـ 4.6%، مقابل تسجيل المؤشر 3.6% في شهر مارس الماضي.
تصريحات أسهمت في تراجع الذهب
هبط الذهب متأثرًا أيضًا بسلسلة تصريحات هامة من الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان، وبلاك روك وهما أكبر مؤسسات استثمارية في الولايات المتحدة، بأن الفائدة سوف تظل مرتفعة لفترة أطول. وجاءت كالتالي:
قال لاري فينك، الرئيس التنفيذي لأكبر صندوق استثماري في العالم بلاك روك:
-
- لا أتوقع ركودًا في 2023، ربما في مستهل 2024.
-
- التضخم لن ينخفض دون 4% في أي وقت قريب.
-
- لا أتوقع ركودًا قويًا في الولايات المتحدة.
بينما قال الرئيس التنفيذي لجيه بي مورجان:
-
- الأزمة المصرفية سوف تمر دون أثر كبير
-
- يجب أن يكون المواطنون على استعداد لمعدلات فائدة أعلى لفترة أطول.
تصريحات الفيدرالي أيضًا تُسقط الذهب
قال مسؤول كبير في مجلس الاحتياطي الفيدرالي منذ قليل، اليوم الجمعة، إنه كان هناك تقدم ضئيل في السيطرة على التضخم، مشيرًا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة للسيطرة عليه.
لم يحدد كريستوفر والر، عضو مجلس إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي، عدد الزيادات الأخرى التي يدعمها، لكنه قال في ملاحظات مكتوبة إن التضخم "لا يزال مرتفعًا للغاية وبالتالي لم يتم إنجاز مهمة الفيدرالي".
في الشهر الماضي، تباطأ التضخم مع انخفاض أسعار الغذاء والغاز، ولكن باستثناء تلك الفئات المتقلبة، استمرت الأسعار "الأساسية" في الارتفاع وهي أعلى بنسبة 5.6٪ عن العام الماضي. وأشار والر إلى أن الأسعار الأساسية ارتفعت بنفس الوتيرة أو أعلى منذ ديسمبر 2021.
قال والر إنه، مثل معظم زملائه، يراقب عن كثب ما إذا كان انهيار بنكين كبيرين الشهر الماضي سيؤدي إلى تقليص واسع في الإقراض من قبل النظام المصرفي، مما قد يبطئ الاقتصاد.
لكنه قال إنه حتى الآن ليس من الواضح حجم التأثير، ولا يزال نمو الوظائف قوياً والتضخم أعلى بكثير من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪، "لذلك يجب تشديد السياسة النقدية أكثر".
وتعكس كلماته تعليقات العديد من زملائه، الذين قالوا في الأسابيع الأخيرة إنهم يدعمون رفع سعر الفائدة مرة أخرى على الأقل. وهذا من شأنه أن يضع سعر الفائدة القياسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي عند حوالي 5.1٪، وهو أعلى معدل منذ 16 عامًا.
الذهب إلى أين؟ هبوط قوي؟
قال فيليب نيومان، العضو المنتدب في Metals Focus، إنه من غير المرجح أن يحتفظ الذهب بمستوى 2000 دولار للأوقية على المدى الطويل ما لم يشير الاحتياطي الفيدرالي إلى تحول واضح في سياساته.
وارتفع الذهب بعد الاضطرابات المصرفية، واستمرت الأسعار في التداول فوق 2000 دولار للأوقية. لكن نيومان قال إن هذا الاتجاه لن يستمر حتى النصف الثاني من العام.
"الذهب الذي يزيد عن 2000 دولار مدفوع بكيفية نظر السوق إلى سياسة سعر الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. حيث قفزت الأسعار بفعل انهيار بنك " سيليكون فالي" وأيضًا بسبب حالة عدم اليقين في أوروبا بعد تعثر كريدي سويس".
مع توقع الأسواق بأن ثمة تخفيضات في أسعار الفائدة ستحدث في وقت لاحق من هذا العام، يستفيد الذهب من الدلالات السلبية للدولار وانخفاض تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الثمين.
لا يزال سوق الذهب حساسًا للغاية لإصدارات البيانات من الولايات المتحدة ومن المرجح أن تتعارض القراءات القليلة القادمة مع توقعات السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد لبدء خفض أسعار الفائدة. وفي هذا السيناريو، يمكن أن ينخفض الذهب بسرعة.
"نحن متشككون في أن الذهب سوف يظل عند هذا المستوى لبعض الوقت. حيث إن بنك الاحتياطي الفيدرالي لم يقل بعد إنه مستعد لبدء خفض أسعار الفائدة. وفي الوقت الحالي، لدينا تفاوت بين ما يتوقعه السوق وما يقوله بنك الاحتياطي الفيدرالي في الواقع".
هذا هو السبب في أن نيومان يعتقد أن الذهب لن يتم تداوله فوق 2000 دولار للأوقية لفترة أطول.
الذهب نحو الـ 1700؟
وقال نيومان "أتوقع أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى ثم يبقيها مرتفعة لفترة كافية لدرجة أننا سنشهد ظهور تصفيات كبيرة في سوق الذهب، مما يؤدي إلى انخفاض السعر".
وأضاف: "لا يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي رؤية توقعات التضخم تتعزز، وإذا حدث ذلك ستمتمر الموجة التشددية".
"من السهل قول الذهب الذي سيحتفظ به الذهب عند هذه المستويات. لكن علينا أن نتراجع خطوة إلى الوراء. ونرى أسبابا أكثر لضعف الذهب من الاحتفاظ بهذا المستوى".
بمجرد انطلاق عملية البيع، قد ينتهي الأمر بسعر الذهب إلى انخفاض عند 1700 دولار. ولكن إذا تمكن الذهب من الصمود فوق 1900 دولار لفترة أطول، فقد يحد ذلك من البيع. "قد يعني ذلك أن سعر الذهب ينخفض بشكل أقل. لكننا ما زلنا نعتقد أن السعر سيضعف بشكل كبير".
ستكون الدوافع الرئيسية التي تؤثر على الذهب في الجزء الثاني من العام هي ضعف الطلب على الذهب من البنك المركزي وإدراك السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال متشددًا.
وقال نيومان: "هذه العوامل مجتمعة ستدفع أسعار الذهب إلى الانخفاض، ربما إلى 1700 دولار".
على المدى القصير، هناك زخم كافٍ لدفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. ولكن لكي يحدث ذلك، يجب أن يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تحول في سياسته النقدية وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وختم نيومان: "عندما نصل إلى هذه المستويات القياسية الجديدة، سترى عمليات بيع قوية مما سيؤدي لهبوط الأسعار مرة أخرى".