بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
يوم الجمعة كشفت البيانات الصادرة من سوق العمل الأمريكي ما زال قوياً وأنه يساهم في النمو الاقتصادي الأمريكي يعطي أريحية للفيدرالي لعمليات تشديد السياسة النقدية وهو السبب في تراجعات الذهب بنهاية تداولات الأسبوع الماضي ليهبط من 2053$ للأونصة ويغلق عند 2016$ للأونصة في الأسعار الفورية ويحاول التشبث فوق مستويات 2000 دولار للأونصة.
سوق العمل ما زال قوياً:
حيث صدرت بيانات مهمة جدا لسوق العمل الأمريكي متمثلة في:
نمو التوظيف في القطاع الخاص بأعلى من التوقعات من 180 ألف وظيفة متوقعة إلى 253 ألف وظيفة فعلية يضيفها الإقتصاد الأمريكي
كما نما الوظائف في القطاع الخاص غير الزراعي باعلى من التوقعات من 160 ألف وظيفة متوقعة إلى 230 ألف وظيفة تضاف للاقتصاد الأمريكي
كذلك انخفض معدل البطالة الأمريكية من 3.5% إلى 3.4% وأقل من التوقعات التي كانت تتوقع أن يصل إلى 3.6% .
استمرار أزمة البنوك
بالتالي فالمعتاد أن يسعر السوق ذلك بأن الفيدرالي سيكون لديه الأريحية للمزيد من رفع لمعدلات الفائدة وطبعا ذلك كفيل بعودة انتعاش الدولار مجددا وسقوط الذهب ولكن المعادلة اختلفت حيث تزايدت المخاوف من حدوث ركود اقتصادي قوي مع امتداد أزمة البنوك الأمريكية وتعثرات وانهيارات سعرية تلحق ببعض البنوك وصناديق الاستثمار في البنوك المتوسطة والصغيرة إليك التفاصيل :
إنخفاض صندوق الاستثمار المتداول ETF للبنوك الإقليمية KRE بأكثر من 16%بعدما تم فرض الحراسة على بنك فيرست ريبابليك وتم بيعه لجي بي مورجان فيما بعد
إنخفاض أسهم بنك باكويست PACW بأكثر من 65% وويسترن إليانس WAL انخفض بأكثر من 51%
ومن مخاطر تلك الأسهم حاليا وتشير بالمزيد من تراجعات المؤشرات الأمريكية نتيجة قوة المتداولين الثيران مستخدمين آلية البيع على المكشوف مما قد تؤدي المزيد من التراجعات بالمؤشرات الأمريكية
جيروم باول ترك الباب مفتوحاً:
جيروم باول في أجتماعه الأخير ترك الباب مفتوحا أمام الفيدرالي للمزيد من رفع معدلات الفائدة معتمداً على البيانات الإقتصادية القادمة مع تفهمه بأن رفع معدلات الفائدة لها جوانب سلبية على الإقتصاد الأمريكي من ضمنها حدوث ركود إقتصادي مع ضبابية حمق هذا الركود وفترة بقائة إن حدث ولكن جيروم باول يتوقع أن يكون ركود خفيف وغير عميق.
الخلاصة - الدولارالأمريكيفيحيرة :
سوق عمل قوي يعطي الأريحية للفيدرالي للمزيد من رفعات لمعدل الفائدة لاستمرار محاربة التضخم - من جهة
ومن جهة أخرى - تزايد المخاوف من الركود الاقتصادي وتعثر البنوك وامتدادها على القطاع البنكي والقطاع الاقتصادي للكل وبالطبع يحتاج ذلك إلى توجه الفيدرالي إلى إنهاء السياسية التشددية لدعم الإقتصاد.
ولكن الدولار الأمريكي حسب توجه السعري سيعكس إلى أي جهة سيميل أو سينحاز .. هل لاستمرار السياسة التشددية بخروجه من المنطقة العرضية صعودا اختراقا للمقاومة 102.239 ، أم إنهاء تلك السياسة التشددية التي قد تضر الاقتصاد الأمريكي بالركود كما أضرت اقتصاديات العالم بالتضخم العالمي وذلك بخروجه من المنطقة العرضية هبوطاً كاسراً الدعم 100.829.
هل التاريخ سيعيد نفسه؟
لو نتذكر بأن الدولار شهد ارتفاعات سعرية قبل توجه الفيدرالي للسياسة التشددية ما بعد جائحة كورونا مع إستمرار جيروم باول بوصف التضخم مؤقتاً وخطأه الشديد الذي تدفع الأسواق ثمنها حاليا وهذا السلوك من الدولار كما لو كان يناجي الفيدرالي بضرورة إنهاء السياسة التيسيرية.
وحاليا نرى الدولار الأمريكي شهد انخفاضات في نهاية العام الماضي منذ سبتمبر 2022 على الرغم من إستمرار الفيدرالي على سياسته التشددية كما لو كان الدولار يناجي الفيدرالي بضرورة إنهاء السياسة التشددية مع تسبب رفعات معدلات الفائدة بتعثر البنوك الصغيرة وإنهيارات العديد من البنوك الأمريكية
الكلمة الأخيرة ستكون من الدولار وخرجه من المنطقة العرضية إلى أي قضية سينحاز؟
مرفق لكم التقرير الأسبوعي المصور بمشاركة وإستضافة خبير الأسواق المالية وكبير استراتيجي الأسواق بشركة ATFX الأستاذ/ رامي أبو زيد
أتمنى أن يكون التقرير المرفق شامل ووافي ويرسم لكم خارطة الطريق لتداولات هذا الأسبوع .. ولا تنسوا تعليقاتكم وآرائكم على التقرير .. ونحن جاهزون للرد عليها
دمتم بخير
د. محمد الغباري
الرئيس التنفيذي للأكاديمية الإقتصادية