يبدو أن المعدن الثمين على موعد ما انعكاس بالاتجاه الهابط الذي سيطر عليه خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن هبط أدنى مستوى الـ 2000 دولار للأوقية. حيث تشير بعض العلامات إلى أن عمليات البيع بسوق الذهب على وشك الانتهاء، وستتجه الأسعار إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بعد ذلك.
بعد اختبار ارتفاعات قياسية قبل حوالي أسبوعين، انخفض سعر الذهب، مع تداول العقود الآجلة للذهب لشهر يونيو بالقرب من 1960 دولارًا خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم. هذا أقل بنحو 125 دولار منذ اختبار هذه الارتفاعات القياسية عند 2085 دولارًا في 4 مايو.
تشير الدلائل -التي سيتم ذكرها لاحقًا- إلى أن الذهب لا يزال لديه بعض التدفقات التجارية للاستثمار والتي من شأنها أن تدفع الأسعار إلى الأعلى.
ونتوقع أن يتدفق رأس المال التقديري نحو الذهب بالنظر إلى الروابط التاريخية القوية مع توقعات السوق لتعمق دورة خفض الاحتياطي الفيدرالي خلال العام المقبل. حيث قد تكون أسعار الذهب قريبة من أعلى مستوياتها على الإطلاق عندئذ.
ومن المتوقع أن يختبر الذهب ذروته الجديدة عند مستوى 2150 دولارًا، والتي من الممكن أن يصل إليها بنهاية العام.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عانى الذهب من اتساع الفجوة بين توقعات السوق وما يشير إليه الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
بيد أن هناك دعم قوي بحوالي 1950 دولارًا. وما زال طريق الذهب ممهد للقفز نحو 2150 دولارًا، لكن هذا لن يستمر حتى الجزء الأخير من العام عندما يصبح من المؤكد أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض الفائدة.
الذهب يحير الأسواق الآن.. ما بين توقعات التحرك لمستويات قياسية، وتوقعات توقف الصعود في بيئة اقتصاد كلي متغيرة.
اعرف الآن اتجاه الذهب مع أسلوب عملي مبسط وشرح تطبيقي.. حتى تكون أول من يعرف الحركة التالية. للتسجيل اضغط هنا
ما الذي يحرك الأسعار؟
يعد طلب صناديق الاستثمار المتداولة ETF، أحد أهم الأسباب التي تدعم ارتفاع الأسعار.
حيث توقع بعض الخبراء تحول تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة للذهب إلى إيجابية لبقية هذا العام.
بجانب أنن مشكلات القطاع المصرفي الأمريكي وارتفاع أسعار الفائدة وعدم اليقين بشأن سقف الديون تضعف التوقعات الاقتصادية وتعزز الطلب الآمن على الذهب.
وقد يدفع هذا المستثمرين إلى زيادة المخصصات الاستراتيجية للذهب لتنويع المخاطر. شهدت ممتلكات الصناديق المتداول من الذهب ETF زيادات صافية قدرها 56 طناً منذ أزمة بنك سيليكون فالي.
الدولار يزداد ضعفًا
جانب آخر من هذا الاتجاه هو انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، والذي يتناسب تمامًا مع توقعات أسعار الذهب المرتفعة. وفقد مؤشر الدولار الأمريكي 20% بالقيمة الاسمية، بينما ارتفع الذهب 51 مرات.
كان الدولار الأمريكي في اتجاه هبوطي منذ أن بلغ ذروته في سبتمبر 2022، وقد يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي ومخاوف سقف الديون إلى فقدان إضافي للثقة في الدولار الأمريكي.
ويعد خفض قيمة الدولار الأمريكي عاملاً آخر يحفز البنوك المركزية على تنويع احتياطياتها. حيث إن الذهب يحافظ عادة على قيمته بينما فقدت العملات قوتها الشرائية بسبب التيسير الكمي حيث زادت المعروض النقدي عن طريق طباعة النقود.
ويعد اتجاه إزالة الدولرة جزءًا من السرد أيضًا، حيث تلعب عملات الأسواق الناشئة دورًا أكبر في المدفوعات الدولية. بدأت الصين في تسوية الصفقات مع روسيا باستخدام اليوان الصيني، بينما تجري الإمارات والهند محادثات لتسوية تجارة الطاقة بالعملة الهندية. حيث من المتوقع أن يشهد هذا النظام المتطور متعدد العملات تحولًا تدريجيًا في محافظ الاحتياطي الأجنبي، ومن المرجح أن يلعب الذهب دورًا مهمًا مع تطور ذلك.
الركود وأزمة سقف الديون
مجهول كبير آخر هو أزمة سقف الديون الأمريكية، مع اقتراب الموعد النهائي في 1 يونيو ما يزيد قليلاً عن أسبوعين. خلال مفاوضات سقف الديون لعام 2011، شهدت الولايات المتحدة انخفاض تصنيفها الائتماني، مما أدى إلى انخفاض الدولار الأمريكي وارتفاع أسعار الذهب. ففي عام 2011، بلغ إجمالي تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة 161 طنًا حتى تم رفع سقف الديون في أغسطس 2011.
علاوة على ذلك، يتباطأ الاقتصاد الأمريكي، حيث قام العديد من المحللين يتوقع الركود في النصف الثاني من العام. بالإضافة إلى ذلك، تعزز التوترات بين الولايات المتحدة والصين وشراء الذهب من البنك المركزي جاذبية الملاذ الآمن للذهب.