" يسود معظم الأنشطة الاقتصادية عدم التأكد ، وهذا لأن معظم القرارات يتم اتخاذها بواسطة الخبرة و البداهة"
جون كينز
" السوق لو كان قائماً على اليقين ، لاختلفت المعايير تماماً "
مارك دوجلاس
إن أفضل المتداولين قد تطوروا تدريجيا للوصول لمرحلة من الإيمان بأن أي شيء في الأسواق يمكن أن يحصل ، وليس من يربح فيها هو من يكون على صواب وإنما من يكون قادراً على إدراك أنه مخطئ فيناظر السوق إلى ما يحتاجه...
آخر التطورات الفنية
في مقالنا السابق الذهب ومنتصف السنة ، أخبرناكم أنه بحال أغلق الذهب أسفل 1985 فإنه لا بد حينها أن يزور 1950 وخصوصاً إذا وافق التحليل الفني ، التحليل الأساسي ، وبعدها صرحنا على التويتر الخاص بنا أنه بحال استطاعت 1950 رد السعر فإننا نعود بذلك إلى الاحتمال الراجح بأن السوق صاعدة وهذا لأن التحليل الفني يناصر الصعود ولكني انطلاقاً من إيماني بأن الأسواق بيئة احتمالات وأن أي شيء يمكن أن يحصل وحتى اتفادى الأخطاء فإني أضع أسلوب شرطي لكل نتيجة وعلى هذا ونظراً للتطورات يتشكل لدينا للتحليل التالي
آخر التطورات على الصعيد الأساسي
الذهب على موعد غرامي في يومي الخميس و الجمعة مع مؤشرات التضخم ، وعلى موعد انتقامي في مساء اليوم لماذا؟
لأنه في مساء اليوم ينتظر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح وهذا المحضر اعتاد اتباع ذات السلوك منذ أعوام ألا وهو المناصر للقضية للدولار
أما في يومي الخميس والجمعة فإن جميع المؤشرات ستكون داعمة لسعر الذهب وخصوصاً بحال ارتفعت نسب التضخم ، إضافة إلى انتظار الذهب تداعيات ونسب البطالة ( الذهب على علاقة طردية مع البطالة)
أثر الأخبار على المدى القريب
خلاصة التحليل الأساسي: يمكن القول أنه بحال ارتفعت نسب التضخم و على الأقل 0.1% حينها سنرى صمود لسعر الذهب أعلى 1950 ( وهنا نلغي أمل أن يزور الذهب مستويات أقل من 1930) ، ولكن بحال انخفضت نسب التضخم أو بقيت على حالها فإن الذهب بهذه الحالة سيعيد اختبار 1950 مع ذيل طويل يختبر 1930.
السعر فنياً في الوقت الحالي
(ما الذي يخبرنا به التحليل)
أسلفنا سابقاً وفي مقالنا الأخير أن الذهب ضمن الموجة الرابعة لإليوت ( الهابطة) من أصل خمس أمواج صاعدة وإنه الآن بحاجة تشكيل الموجة الخامسة إلا أنه لا بد من شروط تشكيل وما نمر به ما هو إلا ظروف تشكيل.
إضافة فنية
نوهنا أيضاً ومن حيث التحليل الفني على المدى الزمني البعيد أن إعادة اختبار مستوى 1950 ، هو تحقيقاً لشرط الرأس و الكتفين الصاعد الاستمراري إلا أن الصعود مع توقعه ( أي بحال كان الجمهور يتوقعه) يلغى أو يتأخر حتى يفقد الجميع يقن الصعود
وفقاً لآخر التطورات
وفقاً لما لدينا من أهم عاملين لاستمرار الصعود أو الحفاظ على الأسعار الحالية إلا أنه البناء فنياً على ما نستخلصه سيحصل هو أكبر لعنة قد تمر بها في التحليل الفني فكبار الاقتصاديين اليوم يخبرونك أنه لا يقين في الأسواق ولا وجود لما يسمى تنبؤ وإنما كل شيء هو احتمالي وما تحاول معرفته أو أن تعرفه ما هو إلا محاول لاستكشاف ما الذي قد يحصل وهذا يزيد من احتمال نجاحك لا أكثر ، وحتى تتفادى الاحتمالية في السوق لا بد لك من اتباع أسلوب الشرط و النتيجة وهو وجود شرط يقيني حتى تعتمد الصعود
على المدى المتوسط
نظراً لأن 1985 هي اقرب منطقة حرجة فإننا سنقيس بناء عليها
السيناريو الأول
بحال أغلق الذهب أعلى 1985 في مساء اليوم ، فإننا نتوقع استمرار الصعود نحو 2000 ، وبحال ارتفعت مستويات التضخم في يوم الخميس سنتوقع استمرار الصعود حينها نحو 2025 ثم 2050
السيناريو الثاني
بحال أغلق الذهب أسفل 1985 ، حينها نتوقع إعادة اختبار 1950، وبحال كانت نسب التضخم قليلة أو اقل بكثير من المتوقع حينها قد يضرب الذهب 1930 بذيل شمعة طويلة
لماذا أتبع هذا الأسلوب
إن ذكري لعدة سيناريوهات يعود لمجموعة من الأسباب أهمها
1. أني أرى السوق من وجهة نظر احتمالية ( كل احتمال هو وارد ) ، وهذا ما وضحته في مقال بعنوان لن تربح من الأسواق أنصحك بقراءته بشدة بحال استهجنت الفكرة
2. اعتمادي على أسلوب تداول يسمى أسلوب الشرط و النتيجة وهو أسلوب يقتضي على أنه لا يمكن حدوث احتمال معين في السوق إلا بحال تحقق شرط معين كأن لا يصعد السوق إلا إذا أكتسب عزماً وأغلق أعلى منطقة معينة
3. صعوبة النشر المتتابع الذي يواكب الاختلاف المستمر للأسعار
خلاصة القول ورأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ و استشهاداً بما بدأنا به ، إن اليقين في الأسواق هو ما يجعلك أمام خسارة لا مفر منها فعلى الرغم من الكم الكبير الذي نملكه كمحللين من معلومات إلا أننا لا نعامل السوق سوى أنه بيئة من الاحتمالات لا أكثر
المحلل: عمر الصياح
لا تتردد في طرح أي سؤال، أو التواصل معنا إن تطلب الأمر، فنحن نخصص الكثير من الوقت لكي نسمع منك.
للمزيد....
Twitter: @SyyahOmar