حقق سعر النفط مكاسب بما يقرب من 10% منذ بداية شهر مايو وهذا يرجع إلى حدٍّ كبير لخفض الإنتاج المفاجئ من جانب دول منظمة أوبك الذي جرى تنفيذه بداية الشهر الجاري. كما أن البيانات التي صدرت في الثالث والعشرين من مايو عن التراجُع الهائل في المخزونات الخام الأمريكية ساهمت في رفع سعر "الذهب الأسود"، في حين حذَّر وزير الطاقة السعودي البائعين على المكشوف الذين يُراهنون على هبوط أسعار النفط من أنه عليهم "ترقُّب الألم"، في إشارة محتملة منه إلى أن اجتماع منظمة الأوبك القادم المُقرر انعقاده في الرابع من يونيو قد يأتي بمزيدٍ من التخفيضات في الإنتاج.
وقال Antreas Themistokleous، محلل أسواق لدى Exness: "تحوَّل أيضًا تركيز المستثمرين والمتداولين إلى الحديث الدائر عن سقف الدين الأمريكي الذي لم يُحسم بعد أو تُظهِر بعض التقدم نحو التوصل إلى قرار بشأن مسألة الدين العام. ومع اقتراب موعد انعقاد اجتماع منظمة أوبك في الرابع من يونيو و"الموعد النهائي" لحسم مسألة سقف الدين في الأول من يونيو، نستطيع أن نستقرئ من ذلك أن بداية الشهر المُقبل ستشهد تقلُّبات سعرية شديدة في سوق النفط الخام".
ومن منظور التحليل الفني، شهِد السعر مقاومةً كافية في منطقة السعر $74700 التي هي المستوى 50% من ارتداد فيبوناتشي اليومي والنطاق العلوي لمؤشر البولنجر باند، وهو منخفض حاليًّا إلى منطقة $73400 وقت كتابة هذا التقرير. يشير مؤشر ستوكاستيك المتذبذب الذي في منطقة ذروة الشراء إلى احتمالية حدوث تصحيح في الاتجاه الهابط في الجلسات المُقبلة، في حين أن المتوسط المتحرِّك لـ 50 يومًا يتجه فوق المتوسط المتحرِّك لـ 100 يوم؛ مما يُشير إلى ازدياد الزخم الصعودي.
وبوجه عام، لا تشير المؤشرات المتضاربة للتحليل الفني إلى أي اتجاه واضح في الجلسات المُقبلة، ومن ثَم فمن المحتمل أيضًا أن نشهد بعض التقلُّبات قبل البيانات الاقتصادية المهمة الأسبوع المُقبل حول التضخم ومعدلات البطالة في أوروبا، وكذلك تقرير الوظائف غير الزراعية في الثاني من يونيو.