تنويه:
هذا المقال هو اختصار وتتمة للمقال السابق بعنوان الذهب تحت رحمة التوقعات أقرأ المقال السابق بحال أردت الإحاطة بالصورة كاملة..
" إن الأسواق بأسرها تحت رحمة ما نتوقع"
د. والتر بيترز (دكتور في علم النفس التجريبي)
على هذه الفكرة يعلق مارك دوجلاس مؤلف كتاب ( Trading in the Zone ) ، والذي يؤمن بأن السوق بيئة من الاحتمالات الرياضية و أي احتمال هو وارد ، إلا أن تشكل هذا الاحتمال كحدث ممكن أن يحدث في السوق يعتمد على ماذا نتوقع كاقتصاديين من هذا السوق
نظرية التوقعات العقلانية
" إن الاقتصادين يشكلون توقعاتهم حول الأسواق بعقلانية ، وذلك باستخدام جميع ما لديهم من معلومات "
تعود نظرية التوقعات العقلانية إلى الأستاذ Muth أستاذ ومحاضر في جامعة Indian والتي تبنى في أساسها على أن الاقتصاديين عقلانيين في توقعاتهم ، ومن هذا الأساس نشتق مجموعة من أهم القواعد ( دون ذكر التبرير لهذه القواعد):
1. كل ما هو متوقع في الاقتصاد لا يحدث أثر على المدى القريب و إنما على المدى البعيد
2.كل ما هو غير متوقع في الاقتصاد يحدث أثر على المدى القريب و البعيد
أي أنه بحال كنا ننتظر خبر وكنا متوقعين على هذا الخبر تغير بمقدار معلوم حينها ، لن يكون هناك أثر على المدى القريب و إنما على المدى البعيد ، يشبه الأستاذ موث في هذه القاعدة بمن يقود بسرعة عالية ولا يعلم العقبات في طريقه ويأتي منعطف مفاجئ ، فإذا كان الطريق جديد على السائق سيفاجئه المطب وسيخفض سرعته بقسوة وبشكل عنيف مقارنة فيما إذا كان يعلم تفاصيل الطريق الذي يقوده.
آخر الأخبار وأثرها على الذهب
"الأسواق دوما ما تحركها الأخبار ، و المتداول المحترف هو الذي يستطيع مرابطة القاعدة الصحيحة مع الخبر"
توم وليامز
التضخم في الولايات المتحدة في مايو ينخفض إلى 4%ويأتي أقل بكثير من التوقعات وعلى هذا الأساس نرجح السيناريو الأول و الذي ذكر في مقالنا السابق بأن الفيدرالي سيلغي فكرة أن يرفع الفائدة مرة أخرى ، وسيميل إلى تثبيت الفائدة ، ولكن خطاب بأول سيكون شديد جداً في إعادة رفع الفائدة وخصوصاً إذا عادت بيانات التضخم لأنه في الأساس المنطقي لعمل الفيدرالي فإن الفيدرالي تكبد الكثير من الخسائر من أجل كبح التضخم الذي أتى نيف الجائحة و نيف أزمة البنوك التي لحقت بالولايات المتحدة مثل بنك فالي.
القاعدة التي توضح العلاقة بين التضخم والذهب
الأساس في العلاقة ما بين الذهب و التضخم تكون طردية على مدار السنة و عكسية في فترات دراسة الفيدرالي أي أن ارتفاع نسب التضخم خلال السنة و على مدار السنوات يجعل من سعر الذهب يرتفع لكون الذهب في الأساس سلعة تستخدم للاحتياط من التضخم (لهذا يسمى استثمار آمنة ) ، بينما في حال أراد الفيدرالي أن يقرر تحديد سعر الفائدة وفقاً لنسب التضخم و التي يتم استقصائها في الشهر السادس والأخير من كل سنة فهنا تصبح العلاقة بين التضخم و الذهب عكسية وهذا لكون نسب التضخم تدخل في معادلة تحديد سعر الفائدة.
( للتسهيل ، تصبح العلاقة عكسية في الشهر الذي يحوي خبر عن الفيدرالي)
القاعدة الأساسية فيما يتعلق بسعر الفائدة
" إن العلاقة في الأساس ما بين الفائدة والذهب عكسية، أي رفع سعر الفائدة يؤدي إلى خفض سعر الذهب وهذا لكون سعر الفائدة أحد أهم الأدوات في كبح التضخم"
( صورة من أحد الكتب الذي قمنا بتأليفها ، توضح الأثر الذي تحدثه أسعار الفائدة)
أي بنك مركزي و باختلافه ( ومن ضمنه الفيدرالي) ، يحدد أسعار الفائدة وفقاً لمعادلة تسمى معادلة تايلور في تحديد سعر الفائدة و التي ترتبط ارتباط وثيق بمستويات التضخم
بالمرابطة لما لدينا في التحليل الأٍساسي وما نعرفه من قواعد
على مدار الأشهر الست السابقة، لاحظنا ارتفاع مستويات التضخم، وهذا ما يجعلنا نلغي فكرة ان الفيدرالي سيخفض الفائدة ، ويجعلنا أمام خياريين لا ثالث لهما:
1.تثبيت سعر الفائدة عند 5.25% ، وهذا ما يتوقعه الاقتصادين وبحال حدث سيكون أثره وفقاً لنظرية التوقعات الاقتصادية لا يذكر على المدى القريب ( أي لا وجود اثر على المى القريب ) وإنما على المدى البعيد اعتراف من الفيدرالي أنَّ مستويات التضخم ما زالت مرتفعة ومنه ارتفاع سعر الذهب على المدى البعيد وتذبذبه على المدى القريب ،وتثبيت الفائدة يجعلنا على اعتقاد كبير بأن أسعار الذهب على المدى البعيد سوف ترتفع لأن الفدرالي عليه أن ينظر بالأضرار الذي ألحقها بالاقتصاد نتيجة هذا الرفع الشديد لأسعار الفائدة و سنرى هذا الضرر يتجلى بمستويات البطالة التي سترتفع نتيجة الكبح لمستويات السيولة و التي منعت عدد كبير من المستثمرين على الاستثمار و تشغيل اليد العاملة.
2.رفع سعر الفائدة أكثر من المتوقع وهذه الحالة تصريح من الفيدرالي بأنه سيتبع سياسة انكماشية أقسى من سابقتها لكبح جمح لتضخم وهذا سيجعل سعر الذهب سنخفض بقوة نحو 1930 كون رفع سعر الفائدة خيار لم يتوقعه الاقتصاديون
الخلاصة فيما يتعلق بالفائدة
نحن نميل إلى تثبيت سعر الفائدة، وهذا لكون انخفضت نسب التضخم التي صدرت في مساء يوم الثلاثاء
آخر التطورات الفنية
(ما الذي يخبرنا به التحليل)
" لا بد أن يتوافق التحليل الفني مع التحليل الأساسي، وإن لم يتوافقا، فأنت إما بحالة شذوذ ولا بد من أن تمتلك القاعدة أو أنك تقوم بشيء خاطئ "
جون مورفي
منذ بداية الأسبوع و كان الذهب يتداول ضمن نطاق عرضي ضيق جداً ( ركز على الشارت اليومي تلاحظ مجموعة من الشموع ضمن نفس المستوى) ، وهذا ما يؤكد نظرية الانحسار السعري و التي تعني أن السعر يحوي زخم إلا أنه يفتقر للعزم الذي يأتي عن طريق الخبر ونحن هنا ننوه لفكرة بسيطة أن الذهب من حيث الرؤية الفنية مناصر للصعود إلا أن هذا الصعود يتطلب زخم وقد ذكرت هذه العوامل التي تدعم الصعود في المقال السابق ، ولكني أخبرتك اني انطلق من أن السوق بيئة احتمالية وأن أي احتمال وارد وعلى هذا الأساس لدينا السيناريوهات التالية.
السوق على المدى المتوسط
مناطق التحييز السعري 1950، 1920
الإغلاق لشمعة ، يوم الأربعاء
السيناريو الأول
بحال أغلق السعر أسفل 1950 في مساء اليوم ، وتم تثبيت سعر الفائدة ، سيهبط الذهب نحو 1900 وبعدها يترك الامر لمجموعة أخرى من العوامل من أهما البطالة و سعر إغلاق يوم الخميس
السيناريو الثاني
بحال أغلق السعر أعلى 1950$ ، وتم تثبيت سعر الفائدة ، فإن السعر سيصعد بأقصى حد نحو 1985 ، ولكن بعد شمعة ذو ذيل طويل تضرب 1930
السيناريو الثالث
بحال أغلق السعر أسفل 1950$ مع رفع سعر الفائدة أكثر من المتوقع حينها سنرى هبوط قوي لسعر الذهب نحو 1890$ وتلغى جميع العوامل الفنية التي تناصر الصعود ولكن ننوه هنا أنه بحال حدث هذا السيناريو فإنه أفضل سيناريو للاستثمار لأنه يعطي السوق عزماً كفيلاً بأن يستهدف مناطق سعرية بعيدة المدى نحو 2100$ ولكن بفترة لا تقل عن ثلاث أشهر
أي سيناريو مخالف لما ذكر فنحن أمام حالة من العشوائية لا نعلم عنها شيء ، وقد يتطلب الأمر انتظار برهة من الوقت لتتضح القواعد الجديدة التي سنستخدمها ( سنقوم بالتحديث عبر مقال جديد)
لماذا أتبع هذا الأسلوب؟
" يسود معظم الأنشطة الاقتصادية عدم التأكد ، وهذا لأن معظم القرارات يتم اتخاذها بواسطة الخبرة و البداهة"
جون كينز
إن ذكري لعدة سيناريوهات يعود لمجموعة من الأسباب أهمها
1. أني أرى السوق من وجهة نظر احتمالية ( كل احتمال هو وارد ) ، وهذا ما وضحته في مقال بعنوان لن تربح من الأسواق أنصحك بقراءته بشدة بحال استهجنت الفكرة
2.اعتمادي على أسلوب تداول يسمى أسلوب الشرط و النتيجة وهو أسلوب يقتضي على أنه لا يمكن حدوث احتمال معين في السوق إلا بحال تحقق شرط معين كأن لا يصعد السوق إلا إذا أكتسب عزماً وأغلق أعلى منطقة معينة
نصيحة المحلل
" عليك أن تحدد العقلية التي من المفترض أن تفكر بها ، فإذا كنت تتداول فأنت بحاجة عقلية مختلفة تماماً ، عن العقلية التي تحتاجها في التحليل وهذه أكبر عقبة قد تواجهها في سواق تداول ألا وهو اختيار العقلية المناسبة للموقف المناسب"
مارك دوجلاس في كتابه Trading in the Zone
إني على اعتقاد ومن باب الخبرة أن على الذهب أن يزور 1920 قبل أي خطوة جديدة وهذا حتى يكمل موجة إليوت الرابعة الهابطة وبعدها يبدئ بموجة إليوت الخامسة الصاعدة وخصوصاً أن مؤشر الدولار منذ مساء الغد وهو يتداول أسفل 103.5 ، بالإضافة إلى أني أنوه أن السوق سيحترم القواعد الفنية في هذه الفترة لأن مؤشر العشوائية منخفض نحو 14.
إن أفضل سعر لشراء الذهب بغية الاستثمار هي أسفل 1950 باستهداف لا يقل عن 2200$ لمدة لا تقل عن سنة ، وبهدف المضاربة فإن أفضل سعر للشراء هو 1900 بهدف 1985 كأقصى حد
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ تذكر أن التداول ليس عالي المخاطر و إنما الجهل بمعلومات التداول في السوق هو الذي يجعل منه عالي المخاطر
تنويه مهم
سنقوم يوم الأربعاء في تمام الساعة السابعة بتوقيت السعودية ( وقبل خبر الفائدة بساعة) ببث مباشر على التويتر برعاية investing على التوتير الخاص بهم وذلك لمتابعة خبر الفيدرالي أبقى معنا
المحلل: عمر الصياح
وإذا كنت تواجه أي صعوبةٍ ضمن أسواق المال.. تواصل معي ، فأنا وكادري موجودون دائماً.. للرد على كل استفساراتكم وبشكلٍ يومي
التويتر ...
Twitter: @SyyahOmar