" إن صناع السوق بارعون جداً في تحديد أي من الأسهم او السلع يستحق شرائها ، وأي منها يجب الابتعاد عنها حالياً ، ولكن ما عليك أن تعلمه أنه إذا قرر أحد صناع السوق شراء سلعة معينة إنهم لن يقوموا بذلك اعتباطياً كما يقرر أي متداول و إنما يخططون لذلك بدقة لا متناهية و كأنما الأمر خطة عسكرية الخطأ فيها يقتل ، فيتعاونون فيما بعد فيما بينهم لتنفيذ هذا الشراء ، وهذا فعلياً ما يسمى بالتجميع ( Accumulation)"
توم وليامز في كتابه The Art of trading
قاعدة التجميع السعري
توم وليامز في كتابه فن التداول يقول إن التجميع هو أن يتداول السوق بشكل عرضي ، وهذا فنياً ما هو إلا انعكاس بأن السوق يحاول بهذا التداول العرضي أن يكتسب عزماً يدفعه بعيداً عن هذه المنطقة و لكن إن المنعكس الاقتصادي لهذا التداول العرضي هو أن صناع السوق يتفوق في هذه المرحلة من التداول العرضي على وضع أوامر شراء أو بيع ولكن دون أن يتأثر السعر بهذه الأوامر وهذا هو الهدف الأساسي من التداول العرضي _ التخطيط لوضع الأوامر_ وهذا ما نمر فيه في الوقت الحالي في شارت الذهب.
آخر التطورات الفنية
في الأسبوع الماضي تم تثبيت سعر الفائدة ، مما أدى إلى تراجع سعر الذهب بعد تثبيت الفائدة بقوة نحو 1927 ، لتأتي بيانات البطالة بعدها مرتفعة مما يعزز من سعر الذهب ليرتفع نحو 1960 ثم يعود إلى 1950 ، وهذا لمجموعة من الأسباب أولها أن تثبيت الفائدة أمر كان متوقعاً مما يجعل أثر تغير سعر الفائدة أثر لحظي سيزول وهذا ما نوهنا عليه ضمن قاعدة تسمى التوقعات العقلانية في مقالنا السابق ، و السبب الثاني لبقاء السعر ضمن هذه المستويات هو أن السعر ضمن مرحلة تداول عرضي أثبتت وجودها عندما ارتد السعر مرتين من 1960 و أربع مرات من 1985 ، و ثلاث مرات من مستويات مقاربة 1927.
آخر الأخبار
من حيث التحليل الأساسي فإن الذهب بانتظار مجموعة من التصريحات التي سيدلي بها الفيدرالي حول خططه المستقبلية فيما يتعلق بسعر الفائدة والذي من المتوقع أن تكون لكنته قاسية فيما يتعلق باستمرار التشديد و هذا ما سيبقي الذهب ضمن هذه المستويات إلى أن يقرر الفيدرالي خطوته الثانية سواء بالرفع او الخفض ولكن كون التوقعات تشير أنه على الأقل ما زال لديه أمل بأن يرفع الفائدة مرة واحدة على الأكثر ثم يبدأ بعدها الخفض كون الرفع المتكرر للفائدة بدأ بتشكيل آثار سلبية على الاقتصاد ككل أكثر من كونه كبح التضخم ، لهذا سيكون الأثر على الذهب سلبي على المدى القريب ( الثلاثاء) ، وإيجابي بشدة على المدى البعيد
نضيف على ذلك أن الذهب بانتظار تصريحات البناء في ظهر يوم الغد ، و التي تشير بحال ارتفاعها أكثر من المتوقع على بدء تحسن الاقتصاد الأميركي مما ينعكس إيجاباً على الدولار وسلباً على الذهب
ونختم من حيث التحليل الأساسي أن الضغوط التي أتت على قطاع العملات الرقمية ككل ، جعل فئة كبيرة من التجار تحتاط في الذهب وهذا ما يجعله يتماسك ضمن هذه المستويات
أثر الأخبار على الذهب
"الأسواق دوما ما تحركها الأخبار ، و المتداول المحترف هو الذي يستطيع مرابطة القاعدة الصحيحة مع الخبر"
توم وليامز
من حيث المبدأ جميع ما سبق سيؤثر على الذهب لكن من حيث المنطلق الاقتصادي ، فجميع الأخبار ستبقيه ضمن مرحلة التداول العرضي وهذا لكون العوامل التي تناصر الصعود ضعيفة (تأثر العملات الرقمية ) و العوامل التي تناصر الهبوط ضبابية ( تصاريح البناء ، الفيدرالي)
لذلك يمكن القول أن التداول سيكون عرضي من حيث ما يخبرنا به التحليل الأساسي ، وهذا ما يجعلنا على مرابطة مع التحليل الفني
"سجل معنا في وبنار التحليل الأساسي و أسراره ، عبر الرابط التالي"
ما الذي يخبرنا به التحليل الفني
إن الانحياز الذي يتبعه السعر في مرحلة التداول العرضي، تذكرني بالصورة الذي دوماً ما ارفقها في هذه الأوضاع، وتبقى نصيحتي قبل الإدلاء بمقتضيات التحليل الفني أن أخبرك أنه في مثل هذه الحالات لا يستحب أبداً اتخاذ قرار حول السوق حتى تتحقق من الشرط بأكبر ما يمكن من الدقة ، لأن التداول العرضي هو دليل على أن السوق سيتخذ خطو كبيرة لكن لن يخبرك عن هذه الخطوة بهذه السهولة.ما الذي يخبرنا به التحليل الفني
إن الانحياز الذي يتبعه السعر في مرحلة التداول العرضي، تذكرني بالصورة الذي دوماً ما ارفقها في هذه الأوضاع، وتبقى نصيحتي قبل الإدلاء بمقتضيات التحليل الفني أن أخبرك أنه في مثل هذه الحالات لا يستحب أبداً اتخاذ قرار حول السوق حتى تتحقق من الشرط بأكبر ما يمكن من الدقة ، لأن التداول العرضي هو دليل على أن السوق سيتخذ خطو كبيرة لكن لن يخبرك عن هذه الخطوة بهذه السهولة
الذهب فنياً
بالنظر إلى الشارت الأسبوعي نلاحظ ما يلي
1. اكتمال تشكل موجة إليوت الرابعة (الهابطة)، بعد اختبار عنق القناة الاستمراري
2. فوليوم مرتفع عند الشموع الصاعدة
3. بداية تشكل موجة إليوت الخامسة ولكن بانتظار دليل
بالنظر إلى الشارت اليومي نلاحظ:
1. التداول بفوليوم متساوي ما بين الشموع الصاعدة والهابطة
2. صعوبة بالغة في اختراق 1950 و كذلك 1927
لذلك يمكن القول أن الشارت الأسبوعي بجميع ما لدينا من معايير علمية تشير إلى الصعود ، ولكن هذا الصعود لا يكون إلا بالخروج من منطقة التجميع وهذا الخروج لا يكون إلا بتحقق مجموعة من الشروط وبحال لم تتحقق سنبقى ضمن مرحلة من التداول العرضي.
السوق على المدى المتوسط إذا يضعنا أمام الخيارات التالية
إن شرط الخروج من منطقة التجميع هو اختبار 1930 ، ثم الإغلاق لمرتين على التوالي من شمعة اليوم أعلى 1950
السيناريو الأول
بحال تحقق الشرط المذكور أعلاه ، فإن السعر بتوجه نحو 1985 وإن أغلق أعلاها فهو متوجه إلى 2075
السيناريو الثاني
بحال لم يتحقق شرط الصعود ، فإن السوق سيبقى ضمن مرحلة تداول عرضي حتى وجود إشعار يخالف ذلك.
لماذا أتبع هذا الأسلوب؟
" يسود معظم الأنشطة الاقتصادية عدم التأكد ، وهذا لأن معظم القرارات يتم اتخاذها بواسطة الخبرة و البداهة"
جون كينز مؤلف النظرية الكنزية في الاقتصاد
إن ذكرى لعدة سيناريوهات بسبب:
1. إني أرى السوق من وجهة نظر احتمالية (كل احتمال هو وارد ) ، وهذا ما وضحته في مقال بعنوان لن تربح من الأسواق أنصحك بقراءته بشدة بحال استهجنت الفكرة
2. اعتمادي على أسلوب تداول يسمى أسلوب الشرط والنتيجة وهو أسلوب يقتضي على أنه لا يمكن حدوث احتمال معين في السوق إلا بحال تحقق شرط معين كأن لا يصعد السوق إلا إذا أكتسب عزماً وأغلق أعلى منطقة معينة
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ لا تظن أن التداول والاستثمار بهذه البساطة فقد يتطلب منك الأمر أكثر من مجرد قراءة مقال، وإن كنت تظن أن الموضوع ينتهي عند وجود استراتيجية تداول فلا يسعدني أبداً أن أخبرك أنك في المكان الخاطئ...
المحلل: عمر الصياح
وإذا كنت تواجه أي صعوبةٍ ضمن أسواق المال.. تواصل معي، فأنا وكادري موجودون دائماً.. للرد على كل استفساراتكم وبشكلٍ يومي... كل الحب
التويتر
Twitter: @SyyahOmar