الخبر الجيد وهو ما سأبدأ به المقالة أن العالم لم يمر بأزمة مالية كان يعلم أنه سيمر بها مسبقا وغالبا لن يمر العالم بالأزمات الحقيقية إلا بغتة لذلك اختار الفيدرالي الأمريكي وكل الاقتصاديات الكبرى أن لا تباغتهم الأزمة. فكان التشديد لمعالجة المبالغة في تيسيرات كورونا.
ونحن بعد ما يقارب من عشرين شهرا من انطلاق مواجهة السؤال الأهم هل يمكن لنا أن نتحمل ركودا تضخميا لن نستطيع إدارته أم ندير ركودا يواجهه التضخم؟ وأعتقد أنه أصبح جليا أننا أمام سياسات واضحة ﻹدارة ركود للتغلب على التضخم ما حدث للذهب يا سادة في هذه العملية ما تحدث عنه العظيم سمير غانم في مسرحية المتزوجين "جيت ألم البنطلون الجاكت ضرب" الذهب هنا كان الجاكت الذي دوما عانى المراقب لحركته واتجاهه من حالة عدم يقين، إلا أننا أمام حالة نادرة من حالات تحقق يقيني لاتجاه الذهب لزيادة أهداف بيعية قد تمثل فرصا ممتازة للمستثمرين والاقتصاديات الناشئة والتي اتجهت في وقت سابق ومبكر من العشرين شهر عمر إدارة الأزمة إلى شرائه في حالة من حالات عدم التحقق والتحوط من سعر 1800 دولار في وقت زار بعدها أهداف 1620 وكان ذلك أحد أهم الأسباب لإقالة عدد من رؤساء بنوك مركزية مصر وتركيا على سبيل المثال.
وقد تسبب هذا الانخفاض في الضغط على عملة البلدين بشدة ويجوز أن نقول انهيارات سعرية ورغم عدم إصابة العالم بأزمة ركود تضخمي سبق أن حذر منها عدد كبير من الخبراء الاقتصاديين إلا أنه كانت نتيجة عدم تنسيق الاقتصاديات الكبرى مع الاقتصادات الناشئة عدد من التوترات ليس المجال هنا لحصرها ويكفي الإشارة إلى أن السياسة تتبع الاقتصاد وليس العكس كما ظن الجميع.
هذه التوترات كانت إحدى نتائجها الاتجاه الضخم للتحوط الذهبي وما خفي كان أعظم في اجتماع بريكس القادم في أغسطس ورغم التأكيد على أن العالم الجديد لن يكون كالقديم إلا أن الحكمة تقتضي أن يكون ذلك بهبوط ناعم على المدرج قد يأخذ بعض الوقت حتى لا تزيد التوترات وهذا ما اعترفت به ضمنيا المخضرمة جانيت بالين وزيرة الخزانة الأمريكية الحالية والرئيس الأسبق للفيدرالي الأمريكي حول تعرض / الدولار لضغوط تجعل صدارته كعملة احتياطي موضع نظر رغم إشارتها إلى أن هذا سيأخذ وقتا.
ورغم أننا تعودنا من الولايات المتحدة عدم الإفصاح أولا إلا أن الإفصاح يكون دوما بعد مرور الذروة لذلك فقد كان ذلك ما تسبب لذروات / الذهب السابقة والعالم يشهد تفاهمات ليس آخرها زيارة وزير الخارجية الأمريكية للصين وسنشهد عرض أكبر من الطلب على الذهب مرة أخرى الجاكتة حتكش في الغسالة من تأن إلا أن الخبر السيئ يأتي دوما في النهاية ويجب أن نتذكر دوما أن الأزمة الحقيقية تأتي بغته لذلك اليقظ دوما والانضباط والحذر واجبه رغم اليقين بأن الذهب للبيع الآن.