سأكون أول من يعترف بأن الذهب كان أحد الأصول المحبطة للتداول في الثلاثة أشهر الماضيين، حيث انخفضت الأسعار من أعلى مستوياتها شبه القياسية فوق 2080 دولارًا للأوقية إلى مستويات تتراوح حول 1950 دولارًا للأوقية.
وبينما توجد مخاطر متزايدة على الجانب السلبي مثل الاحتياطي الفيدرالي، لا ينبغي للمستثمرين التقليل من القوة الأساسية للذهب في السوق. حتى البنك المركزي الأمريكي لا يمكنه إحداث تأثير كبير في الدعم الذي يستمر في الترسيخ لصالح المعدن الأصفر.
أهم حدث في الأسواق: الفيدرالي الأمريكي وكيفية التداول قبل قراره وهل يهبط الذهب؟
ينتظر الجميع قرار الفيدرالي وهو أهم حدث يحرك الأسواق العالمية ويكتب مستقبل التداولات والاتجاهات للذهب والدولار. لذلك يقدم لكم انفستنج السعودية ويبينار مجاني وحوار مفتوح مع المحلل، غيث أبو هلال، للوقوف على أهم نقاط قرار الفيدرالي وتداعياته وأفضل شكل للتداول الحذر مع هذا القرار.
كل ما عليكم هو التسجيل..مجانًا من هُنا
الذهب نحو مستويات قياسية جديدة
أصبح الاهتمام الآن منصبًا على مجلس الاحتياطي الفيدرالي ترقبًا لقرار الفائدة القادم، وذلك بعد أن ترك أسعار الفائدة دون تغيير في نطاق يتراوح بين 5.00٪ و 5.25٪. كان البنك المركزي واضحًا أن هذا كان مجرد توقف مؤقت في دورة التشديد النقدي.حيث ترى اللجنة إمكانية رفع أسعار الفائدة مرتين هذا العام.
كما هو متوقع، شهدت أسعار الذهب بعض عمليات البيع الكبيرة، حيث أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى رفع تكاليف الفرصة البديلة للمعدن الثمين، وقد يتكرر الأمر إبان الاجتماع القادم هذا الشهر، ولكن على المدى المتوسط والبعيد الذهب سيواصل صعوده لتحقيق مستويات قياسية جديدة.
على الرغم من التحيز المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، يبدو أن المستثمرين لا يحتاجون إلى الكثير من الأسباب لشراء الذهب. حيث أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أنه لا يزال بحاجة إلى رفع أسعار الفائدة في يوليو. وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن البنك المركزي لا يزال أمامه الكثير من العمل للسيطرة على التضخم.
وحتى مع زيادتين متوقعتين في أسعار الفائدة، فإن الاحتياطي الفيدرالي أقرب بكثير إلى نهاية دورة التشديد من البنك المركزي الأوروبي. هذا التضييق في فجوة السياسة النقدية بين البنكين المركزيين سيمنح اليورو أفضلية على الدولار الأمريكي، والذي بدوره سيدعم الذهب الفترة المقبلة.
وقالت شانتيل شيفين، رئيسة الأبحاث في Capitalight Research، إنه على الرغم من كل الحديث المتشدد، إلا أنها تعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي قد اقترب من إنهاء دورة التشديد النقدي. وتتوقع أن تبدأ الظروف الاقتصادية في التدهور خلال الصيف وستكون الخطوة التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هي خفض أسعار الفائدة بحلول نهاية العام.
يقارن بعض المحللين موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الحالي بموقف ديسمبر 2018 عندما أشار إلى رفع أسعار الفائدة مرتين في عام 2019. وانتهى الأمر بالبنك المركزي بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات في ذلك العام وارتفعت أسعار الذهب 18٪.
الركيزة الأخيرة لدعم سوق الذهب هي الدرجة غير المسبوقة من عدم اليقين في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي. حتى في بيئة ارتفاع الأسعار، قال جوزيف كافاتوني، كبير استراتيجيي السوق للأمريكتين في مجلس الذهب العالمي، إن الذهب لا يزال أحد الأصول الاستراتيجية المهمة في المحفظة.
بيانات التضخم تسقط الدولار
الأمر الآخر الذي يدعم أسعار الذهب، هو التراجع القوي الذي تعرض له مؤشر الدولار الأمريكي بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية. حيث تراجع الدولار بنسبة واحد بالمئة، يوم الأربعاء، إلى أدنى مستوياته خلال أكثر من عام بعد بيانات التضخم الأميركية، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
انعكست البيانات بشكل مباشر على أسعار الذهب، حيث وصلت أعلى مستوى لها في قرابة شهر بدعم بيانات التضخم الأميركية التي عززت الآمال في أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف قريبا عن تشديد سياسته النقدية.
وارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل طفيف في يونيو وسجلت أقل زيادة سنوية لها منذ أكثر من عامين مع استمرار التضخم في الانخفاض، لكن ربما ليس بالسرعة الكافية لجعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتوقف عن مواصلة رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ويراهن المتعاملون، على أن التضخم يتباطأ بصورة سريعة بما يكفي للسماح للمركزي الأميركي بإنهاء سياسة التشديد النقدي بعد رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه هذا الشهر كما هو متوقع بشكل كبير.
غولدمان ساكس وتراجعات جديدة بالدولار
انضم بنك "غولدمان ساكس (NYSE:GS)" إلى المجموعة المتزايدة من المتشائمين بشأن مستقبل الدولار الأمريكي في أعقاب تقرير التضخم المفاجئ الذي صدر يوم الأربعاء، وهو الأمر الذي من شأنه منح مزيدًا من الدعم لأسعار الذهب.
وتوقع المصرف الأمريكي بأن يستمر الدولار في التراجع بوتيرة معتدلة خلال الفترة المقبلة، ما يدعم العملات التي خضعت لضغط تشديد سياسة الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك الأسواق الناشئة والكرونا السويدية والين الياباني.
كتب محللو بنك غولدمان، مايكل كاهيل وإيزابيلا روزنبرغ وتيريزا ألفيس، في مذكرة يوم الخميس: "تعرض الدولار لضغوط بيعية حادة استجابة لتقرير التضخم الصادر يوم الأربعاء، وسط توقعات بموقف أكثر صبرًا من الاحتياطي الفيدرالي بعد يوليو".
وأضافت المذكر: "نعتقد أن هذه التراجعات يمكن أن تمتد لأن نفس العوامل التي أثرت على تقرير التضخم من المرجح أن تظل أكثر ليونة في الأشهر المقبلة".