مددت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية تقدمها الأسبوع الماضي بعد ظهور تباطؤ في معدلات التضخم حيث جاءت أرقام مؤشر أسعار المستهلكين الأخيرة بأقل من التوقعات.
وارتفع مؤشر الداو جونز بنسبة 2.3٪ على أساس أسبوعي، مسجلاً أفضل أداء له منذ مارس الماضي حيث أغلق على ارتفاع لليوم الخامس على التوالي. من الناحية الفنية، من المنتظر أن يحاول المشترون تجاوز منطقة مقاومة مهمة تقع بين مستويات 34500و34600 حيث من المحتمل أن يمهد إغلاق يومي فوقها الطريق لتقدم آخر في اتجاه مستوى 34950. خلاف ذلك، قد يدخل مؤشر الداو جونز في مرحلة تداول عرضي خلال الساعات القادمة. في غضون ذلك، أنهى مؤشر ستاندارد بورز تداولات الأسبوع بإضافة 2.4٪ بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.3٪. ووصل كلا المؤشرين إلى أعلى مستوياتهما اليومية منذ شهر أبريل من العام الماضي قبل أن يتراجعا خلال حصة يوم الجمعة. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الأرباح القوية الصادرة من عدد من شركات القطاع المصرفي السوق على الارتفاع وتسجيل أداء إيجابي.
وبالنظر إلى التقويم الاقتصادي لهذا الأسبوع، سوف ينتظر المتداولون صدور أحدث أرقام التضخم في كل من كندا والمملكة المتحدة من خلال مؤشر أسعار المستهلكين. أما في الولايات المتحدة، من المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة من 0.3٪ إلى 0.5٪، وبالمثل، من المقرر أن ترتفع طلبات البطالة من 237 ألفًا إلى 242 ألفًا. علاوة على ذلك، سيراقب المستثمرون كل تصاريح البناء وأرقام بناء المساكن في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
في سوق العملات الأجنبية، واجه الدولار الأمريكي ضغوط بيع قوية حيث تراجع مؤشر الدولار تحت مستوى الدعم النفسي المتواجد عند مستوى 100 مما عزز التوقعات السلبية للدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى على المدى القصير. حيث بدأ العديد من المشاركين في السوق في الاعتقاد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يحقق ما يسمى "بالهبوط الناعم" (وقف السياسة النقدية المتشددة دون دخول الاقتصاد في حالة ركود) عقب الانخفاض الأخير في معدلات التضخم، ومع ذلك، يظل مؤشر التضخم الأساسي مرتفعًا مقارنة بهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي مما يمكن أن يقلل من احتمال خفض أسعار الفائدة قبل نهاية هذا العام. وتداول كل من اليورو والجنيه الإسترليني بقوة مقابل الدولار الأمريكي ووصلا إلى أعلى مستويات لهما لهذه السنة عند 1.1245 و1.3144 على التوالي، بينما دفعت عمليات بيع زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني الزوج نحو اختبار الدعم الرئيسي عند 137.25 والذي يمثل أدنى مستوى سجل في يوم 18 مايو مما قد يعطي بعض الدعم لهذا الزوج.
أما في سوق السلع، تمكن الذهب من اختراق خط العنق لنموذج الانعكاس الصاعد المسمى بالرأس والكتفين المقلوب كما ذكرنا في تقريرنا السابق، وبالتالي وصلت الأسعار إلى الحاجز الأول الواقع عند مستوى 1957.
حاليا، من المرجح أن يبدأ المعدن الأصفر في تصحيح هابط بسبب عمليات جني الأرباح، ومع ذلك، نتوقع أن يظل الذهب مدعومًا بشكل جيد على المدى القريب لا طالما تستمر الأسعار في التداول فوق دعم 1929 دولار في الأيام المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاختراق الناجح فوق قمم الأسبوع الماضي من شأنه أن يعزز احتمال حدوث ارتفاع جديد في اتجاه منطقة المقاومة الأسبوعية الواقعة بين مستويات 1975 و1983.
من جهة أخرى، بصم خام غرب تكساس الوسيط على أسبوع قوي بعد أن نجح المشترون في تجاوز المقاومة الرئيسية عند 75.00 دولارًا للبرميل. وتداولت الأسعار وفق توقعاتنا بعد أن وصلت إلى منطقة الهدف التي تقع بين مستويات 77.00 و77.90
لذلك، قد نرى بداية حركة تصحيحية هابطة على المدى القريب، ومع ذلك، لا يزال الزخم الايجابي قائمًا، ونتوقع أن يجد النفط دعمًا قويًا من منطقة 73.25-72.60 إذا تم الوصول إليها. على الجانب الآخر، من الممكن أن يؤدي الاختراق الناجح فوق قمة 77.25 إلى استهداف المقاومة التالية عند 77.90 دولارًا يليها حاجز 79.00 دولارًا للبرميل.