"المال الذي نراه بين أيدينا اليوم هو ليس أكثر من مجرد ورق أمام المال الذي اعترفت به أعتى الحضارات الأرضية ألا وهو الذهب والفضة"
روبرت كيوساكي
تم اكتشاف الفضة قبل اكشاف الذهب بحوالي 1000 عام ق.م وهذا وفقاً للجمعية الملكية للكيماء RSC، وكان استخدام الفضة بالنسبة للكثير من الحضارات منها اليونانية، الآشورية، البابلية و السومرية استخداماً للصناعات أكثر من كونها مجرد معدن تشوبه الندرة، وتوارثت الحضارات هذه العادة عن الفضة إلى يومنا هذا فقط نرى أن المعدن الفضي أكثر استخدماً في الحيز الصناعي من كونه ملاذاً للمخاطر كالذهب وهذا ما يجعله أكثر تأثيراً بالعديد من الصناعات و أعتى تقلباً مقارنة بالذهب الذي نراه أكثر استقراراً
على الرغم من كونه أكثر تأثيراً فهذا لا يمنعنا بشكل أو بآخر من عدم تداوله أو ادخاره حتى ولكن ضمن شروط وقوانين و على رأي توم وليامز أن أكثر المعادن تقلبا هي أكثرها ربحاً، ليبقى السؤال في ظل هذا التقلب هو كيف وهذا ما سنوضحه لك في المقال.
التقام التاريخي وأهم الحقائق
في أحد أهم اللقاءات لسيد المال والأعمال ( روبرت كيوساكي)، يقول إن دولاراً تم صكه عام 1860 يساوي ما لا يقل عن 16$ اليوم، وهذا يقودنا إلى أهم تقادم تاريخي لحيثية الفضة ألا وهو استخدامه.
منذ آلاف السنين وفي أول مرة تم اكتشاف فيها الفضة وسم بالكثرة أي اعتقدت الحضارات على أنه متوفر بكثرة مقارنة بالذهب حيث كان يوجد 7 مناجم فضة مقارنة بمنجم ذهب واحد، وعلى هذا يقال كانت الحضارة البابلية تعتقد أن الفضة شبيه بالحديد إلا أنه أكثر ليونة و أكثر لمعاناً وأقل تعرضاً للصدأ مما جعلها تستخدمه في الكثير من الصناعات ولك بعد اكتشاف أن الفضة أكثر ندرة من الحديد بكثير، بدأت هذه الصناعات تتحدد فقط في حال كانت تستحق استخدام الفضة، فتمحورت حول الأسلحة، الصناعات الكيميائية، و التحف، وكان أول من استخدم النقود الفضية هم الصينيون لكون الفضة أكثر صلابة من الذهب و أكثر لمعاناً و ندرة من الحديد، ومنذ ذلك الزمان لم يستطع العالم بأسره استبدال الفضة وتركها، فكانت الولايات استراليا، الإنجليز، جمهورية بيرو ومصر سابقاً، تصك عملاتها المعدنية باستخدام الفضة، أما في مطلع العشرين تم الاستغناء عنها تماماً لتستبدل بالورق وهنا يكمن مفهوم كيوساكي أن الفضة هي أصل المال لا الورق.
أهم الحقائق التي قد تفيدك أثناء التداول والاستثمار
1. الفضة أكثر تأثراً بالسياسات النقدية (الفائدة) وهذا لكون معروضها أكبر و سعرها أقل فإذا ارتفع الذهب 10% فإن الفضة ترتفع 20% ( في بعض الحالات النادرة 15%)
2. الفضة أكثر مخاطرة من الذهب لأنها تتأثر بالصناعات التحويلية مقارنة بالذهب الذي يحافظ على قوامه بحال أصاب القطاع الصناعي ضرر
3. تداول الفضة لا يعتمد بشكل مطلق على التحليل الأساسي مقارنة بالذهب الذي يحتاج إلى خبرة عميقة في التحليل الأساسي ( هنا لا نهمش التحليل الأساسي بالمطلق وإنما قد تحتاج إلى قوانين بسيطة)
4. أفضل وقت لشراء الفضة هو بعد صدور مؤشرات فيلاديلفيا الصناعية بيوم حيث تحسن الصناعات التي تدخل الفضة فيها يؤدي إلى ارتفاع الفضة بما لا يقل عن 4%
5. الفضة من حيث الادخار متوسط المدة أفضل بكثير من حيث الادخار بعيد المدى
6. الذهب للادخار بعيد المدى أفضل من الادخار لمدى متوسط
التحليل الفني للسعر
" إن تداول السلع يتطلب في بعض الحالات أن تعرف قصة السلع وذلك حتى تستطيع استخدام الأداة الفنية المناسبة"
توم وليامز
بالنظر إلى الشارت اليومي نلاحظ التالي:
1. تداول آخر ثلاث شموع بنطاق واسع وتداول آخر شمعتين بنطاق ضيق جدا وهذا دليل على انحسار العزم الذي يعكس أن السعر يحوي المزيد من العزم الذي يقوم بالتجميع الآن
2. تشكل قاع ثاني أعلى من القاع الأول بنسبة 9% وهذا يعكس مدى العزم الذي تحويه موجة هذا القاع ويتوافق هذا البند مع البند الأول
3. تداول السعر أسفل خط المحور للقناة مما يجعل سعر الشراء ما زال جيد للاستثمار بشرط الإغلاق
بالمرابطة مع التحليل الأساسي:
إن المرابطة الصحيحة للتحليل الأساسي والتحليل الفني في حيز التداول على الفضة هو أن تلخص التالي:
1. حركة تداول مؤشر الدولار : وإن الدولار يتعرض للضغط السلبي في الآونة الأخيرة و هذا ما يعزز من سعر الفضة، أطلع على المقال السابق لمزيد من التفاصيل
2. حركة تداول الذهب: الذهب على توافق مع الفضة إلا بالكوارث الاقتصادية
3. المؤشرات الصناعية
جميع العوامل التالية هي ذاتها التي شرحت في مقال الذهب نحو خطوة أبعد ضمن قسم التحليل الأساسي اطلع عليها
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
" السوق بيئة احتمالية شئت ذلك أم أبيت"
مارك دوجلاس
بالاطلاع على البيانات الفنية و الأساسية نلاحظ أن التحليل الأساسي على توافق مع التحليل الفني بأن الفضة صاعدة ولكن لكوننا نعامل السوق على أنه بيئة احتمالات و كل احتمال هو وارد و لا ينجو من السوق إلا من درس جميع الاحتمالات وتعامل مع السوق وفق مبدئ احصائي بحت ( يدرس في مؤسسة ليجان في باريس)، والذي يقتضي بأن كل احتمال حتى يتحقق فإن له شرط وهذا الشرط هو مجرد انعكاس للاحتمال لا أكثر.
شرحت النظرية السابقة في كتاب اتحت مسمى Trading in the zone
السيناريو الأول
الشرط: الإغلاق أعلى 25.5 لمرتين على التوالي، مع استمرار ارتفاع فوليوم الشراء
دقة السيناريو: 87%
بحال تحقق الشرط فإن السعر عليه أن يكمل موجة إليوت الثالثة نحو نهاية القناة باستهداف 28.
السيناريو الثاني
الشرط: الإغلاق أسفل 25.5 أو عدم تحقق الشرط الأول كاملاً
دقة السيناريو: 13%
بحال تحقق الشرط الثاني تعني أن السعر سيبقى ضمن نطاق ضيق جدا ً، وقد يختبر 24
الأرقام حددت بناء على نظرية الإحصاء و الأنماط وليس بشكل عشوائي.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ إني كمستثمر لا أحبذ الاعتماد على الفضة بشكل دائم كادخار بعيد المدى و لكن أحب جداً التداول عليها كفترات مضاربة طويلة المدى أي الشراء لمدى أشهر وبيعها لاحقاً، فهذا فيه ربح أكبر، ولكن يتطلب منك الإلمام بالمعرفة الصحيحة، وعلى هذا دعني أخبرك أن التداول في أسواق المال ليس يعني قدرتك على تحليل كل شيء فهذا خاطئ جداً، فلا بد ل أن تتخصص بشيء معين حتى تصبح قادر على دراسة هذا الشيء وإن وجدت أن الامر صعب لا تتردد أبداً في سؤال أهل المعرفة وترقبونا كل ثلاثاء بمقال جديد عن الفضة.
المحلل: عمر الصياح
وإذا كنت تواجه أي صعوبةٍ ضمن أسواق المال فلا تتردد بالتعليق أو.. تواصل معي، فأنا وكادري موجودون دائماً.. للرد على كل استفساراتكم وبشكلٍ يومي، كما يمكنك أن تتابع تحديثات المقال عبر حساب التويتر الخاص بنا.
Twitter: @omarsyya7