الفضة تلفظ أنفاسها الأخيرة

"مهما ساءت أحوال الأصول الضخمة، تذكر تماماً أنه لا يتم طباعتها كالأموال"

في كل مرة تنخفض فيها الأسعار بشكل مبالغ فيه، تذكر أنها فرصة للشراء، وفرصة لكي تحصل السعر الأمثل، وخصوصاً مع السلع التي نعلم أنه لم يتم ضخ كمية كبيرة منها في السوق مما أدى إلى انخفاض قيمتها وإنما كل ما في الأمر أن الهبوط الحاصل قد يكون لإعادة هيكلة السعر أو لإتمام دورة زمنية وإذا كنت تاجراً من النوع الرفيع كلا الخياريين سيسعدك

مقتبس من كتب روبرت كوسياك

آخر التطورات الفنية:

تداولت الفضة مؤخراً بهبوط قوي من 25 وسطياً حتى 23 في وقت كتابة المقال وهذا يجعلها في نهاية الدورة الزمنية كونها هبطت وسطياً 10% من آخر قمة وصلت لها وعلى الحافة السفلية للترند الصاعد وضمن منطقة بالغة الأهمية.

الدورات الزمنية للفضة والدورة الحالية:

" كل شيء في الكون له نسخته المكررة في الماضي"

مكيافيللي

من أعظم الكتب التي تكلمت عن الدورات الزمنية و أثرها على الاقتصاد هي كتاب Cycles: The science of production لمؤلفه Edward والذي وصف الدورة الزمنية بأنها سلسلة من الأحداث المتقاربة و التي تتشابه مع أحداث في الماضي وهذا يدل على أن كل حدث في المستقبل سيكون نسخة مكررة لحدث في الماضي، ومن أشهر الدورات الزمنية هي دورة الحروب الدولية و التي تظهر كل 22.5 سنة وسطياً و دورة الركود ودورة الانتعاش العقاري.

بالنظر إلى الفضة فإن دورته الزمنية تقدر وسطياً بحوالي 65 يوم، من الصعود قد يليها 14% وسطياً هبوط وهذا لوحظ من خلال آخر قناة سعرية شكلتها الفضة، وهذا ما يجعلنا في نهاية الدورة الزمنية الهابطة.

آخر الأخبار وأثرها على السعر:

" عليك أن تعلم أن صناع السوق جميعهم، ومهما بلغت مكانتهم المالية، فإنهم لا يستطيعون التحكم بالسوق، وإنما يستجيبون للسوق فيجري السوق كما يريدون"

توم وليامز

ننوه أن:

التحليل الأساسي للفضة مشابه تماماً للتحليل الأساسي للذهب مع اختلاف بدجة التأثير لا أكثر

تنتظر السلع في هذا الأسبوع الكثير من الاخبار التي لها أثر على الذهب أو الفضة سواء على المدى القريب أم على المدى البعيد ويمكن أن نلخص هذه الأخبار على النحو التالي:

1. الصادرات

2. الواردات

3.ميزان الدفوعات

4.مؤشرات التضخم، عن طريق مؤشرات أسعار المستهلكين و المنتجين

5.مستويات البطالة

6.مؤشرات ميشيغان للتضخم

7.مؤشر ميشيغان لثقة المستهلك

يمكن أن نلخص الأثر على النحو التالي:

إذا كان فارق الصادرات عن الواردات سلبي ( هناك عجز في ميزان مدفوعات الحكومة الأميركية)، ( وهذا المتوقع وفقاً لما لدينا من أرقام)، سنرى حينها سلبية شديدة على الاقتصاد الأميركي، و على الدولار و هذا له تأثير سلبي على الدولار، لتقوم بالحسابات فقط أطرح رقم الواردات من الصادرات فإذا كان الناتج سلبي فهناك عجز في ميزان المدفوعات.

إن ارتفاع مؤشرات التضخم أو بقائها على حالها ينعكس على سعر الفضة من خلال العلاقة الطردية بين التضخم و الفضة على المدى البعيد.

العلاقة ما بين البطالة والفضة طردية، ارتفاع معدلات البطالة يؤول إلى ارتفاع سعر الفضة.

انخفاض ثقة المستهلك تدفع بأسعر الفضة إلى الارتفاع.

لمؤشرات ميشيغان أثر كبير على سعر الفضة من حيث المدى البعيد فارتفاعها يعزز نظرتنا الفنية حول الذهب على المدى البعيد.

الخلاصة: من جميع الأخبار السابقة نتوقع أن يكون لفارق الصادرات عن الواردات المحرك الأساسي للأسواق بالمرتبة الأولى، ثم لتوقعات البطالة الأثر الثاني الأكبر، ثم توقعات ميشيغان للتضخم، وما نتوقعه من حيث التحليل الأساسي أن يكون هناك عجز في ميزان المدفوعات، يؤدي إلى ارتفاع سعر الفضة، والذي يعزز من ارتفاع سعر الفضة هو ارتفاع نسب البطالة، ومؤشرات ميشيغان للتضخم.

التحليل الفني للسعر

بالنظر فنياً على السعر نلاحظ التالي:

1.السعر ضمن الحافة السفلة لترند صاعد

2.السعر أعلى منطقة ذو تركيز إعلامي

3.السعر يتداول مع نهاية دورة زمنية

4.السعر مشكل قاع مزدوجاً، القاع الثاني أعلى من القاع الأول، وهذا يدل على إمكانية إعادة اختبار مستويات تقارب القاع الثاني مما يعزز أن تتشكل موجة القاع الثاني أطول و أقوى من موجة القاع الأول

5.انحسار واضح بالفوليوم وهذا يدل على أن الصعود لن يكون سريعاً وإنما سيستغرق فترة زمنية طويلة.

الخلاصة الفنية:

يمكن أن نقول أن السوق فيناً إلى صعود، باستهداف مناطق سعرية جديدة في هذه المرة و ستخرق آخر قمة سابقة ولكن نظراً لانحسار الفوليوم فإن الصعود لن يكون سريعاً وإنما سيوصف بالبطؤ

السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني

" ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"

مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone

كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن أرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول

السيناريو الأول:

الشرط: الإغلاق أعلى 23 في نهاية هذا الأسبوع، عجز في الميزانية، استقرار نسب التضخم أو ارتفاعها

دقة السيناريو: 87%

بهذه الحالة سنرى صعود نحو 24، ثم 25، ثم 27

السيناريو الثاني:

الشرط: عدم تحقق الشرط السابق كاملاً أو الإغلاق أسفل 23 لمرتين على التوالي

دقة السيناريو: 13%

ستتوسع الدورة الزمنية ليكم الهبوط نحو 22

رأي المحلل الفني:

في الختام عزيزي التاجر تذكر أن تداول الفضة هو مجابهة لكبار التجار الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة وهو سوق يصنف اقتصادياً على أنه سوق من نوع احتكار القلة، وأحد صفات هذا السوق أنها تخرج عن المألوف لتزعزع صغار المتداولين، لذلك جاول دائماً أن تتعامل مع أهل العلم أو الخبرة أو تسلح بالمعرفة الكفيلة بأن تجعل منك متداولاً مخضرماً

نذكرك أن تسجل للندوة التي سنقيمها في 10Aug، برعاية investing ، وذلك للحديث عن كيف نتعلم بشكل صحيح من أسواق المال، للتسجيل أضغط هنا.

المحلل: عمر الصياح

تابع أهم الاخبار، وأهم ما نقدمه من خدمات عبر التويتر الخاص بنا.

Twitter: @omarsyyah