على الرغم من ضغوط البيع الأخيرة التي تعرض لها الذهب، ما زال المعدن الأصفر صامدًا بشكل ملحوظ، بالنظر إلى أن عائدات السندات قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في 15 عامًا خلال الأيام القليلة الماضية.
بين عشية وضحاها، ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.36٪، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2007. حيث إن الارتفاع في عائدات السندات سلبي بالنسبة للذهب لأنه يزيد من تكاليف الفرصة البديلة للمعدن الثمين كأصل غير مدر للعوائد.
وعلى الرغم من ارتفاع عوائد السندات بشكل قياسي، تمكنت أسعار الذهب من الاحتفاظ بدعم حاسم. حيث يتم تداول العقود الآجلة للذهب خلال تعاملات اليوم أعلى مستوى الـ 1900 دولار للأوقية.
أزمة ثقة في الديون الأمريكية
وعلى الجانب الآخر، قال يمكن أن يستفيد الذهب بشكل كبير إذا أشارت عائدات السندات المرتفعة إلى أزمة ثقة في الديون الأمريكية. ومع ذلك، لاحظ العديد من المحللين أن الضعف في السندات الأمريكية يبدو منظمًا ورد فعل طبيعي، حيث من المتوقع أن يحافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي على زياداته القوية في أسعار الفائدة.
وبينما يحتفظ الذهب بدعم قوي، فإن ما سيحرك الأسعار حقًا هو عندما يتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن التشديد النقدي قبل أن يسيطر على التضخم.
وفي الوقت نفسه، وبسبب ديونها وخطر الركود، قد تكون الولايات المتحدة على أعتاب أزمة بسوق السندات، لكن هذا لن يحدث بين عشية وضحاها.
نهاية دورة التشديد النقدي
وفي الوقت نفسه، ما زال المشاركون في السوق منقسمين حول ما إذا كان سعر الفائدة النهائي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قد تم الوصول إليه بالفعل، أم أن هناك المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن يتعرض الذهب لمزيد من الضغوط الهبوطية، وذلك إذا استمر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات في الارتفاع، مما يدعم مؤشر الدولار الأمريكي في مواجهة الذهب. بينما الحدث الكبير التالي هو كلمة رئيس الفيدرالي الأمريكية في مؤتمر جاكسون هول، فإذا أصر جيروم باول على مواصل السياسة النقدية المشتددة كما هو متوقع فمن المرجح أن تؤثر هذه التصريحات سلبيًا على تداولات الذهب.
ومع غياب المحفزات القوية التي تدعم ارتفاع الأسعار، من المتوقع أن يتم تداول الذهب بشكل جانبي خلال الأسابيع القليلة القادمة. حيث إن الذهب ما زال إيجابيًا على المدى الطويل مع اقتراب دورة التشديد النقدي من نهايتها، ولكن على المدى القصير فما زال الذهب تحت الضغط.
عدم اليقين بالأسواق
بيد أن سوق الذهب قد يجتذب بعض الدعم مع استمرار حالة عدم اليقين في الهيمنة على الأسواق المالية، خاصة بعد أن قامت وكالة "ستاندرد آند بورز" بخفض التصنيف الائتماني لخمسة بنوك أمريكية إقليمية بدرجة واحدة، وأشارت إلى توقعات سلبية لعدة بنوك أخرى. حيث يأتي ذلك بعد ما يقرب من أسبوعين فقط من قيام وكالة "موديز" بخفض تصنيفات عدد كبير من البنوك الأميركية.