" الاقتصاد يستوعب كل شيء، فهو يعدل أكثر شيء تعقيداً لوحده كالأسعار، إلا أنه لا يستوعب الحمقى"
آدم سميث
كل كتب الاقتصاد دارت ضمن مفهوم واضح وصريح حول أن لكل جزئية في الاقتصاد، ولكل جزئية في السوق معاملة مختلفة تماماً عن الجزئية الأخرى وهذا يتطلب منا معرفة تاريخ تلك الجزئية فإذا أردنا على سبيل المثال أن ندرس العلاقة ما بين الدولار والفضة لا بد أن نعرف تاريخ كل منهما، وهذا على الأقل حتى لا نكون ممن استهان في السوق.
الدولار والخطأ الشائع
" من حسن حظ الحكومة أن الشعب لا يفكر"
أدولف هتلر
إن ربط الذهب بالدولار أمر جيد فيما سبق أما اليوم الربط بينهما يقوم على أسس، وهذا نظراً لتاريخ الذهب مع الدولار فكلنا يعرف ماذا حدث في صدمة نيكسون وكيف تمت طباعة ملايين من الورق دون وجود ذهب، وما جعل الدولار قائماً حتى هذه اللحظة هو القوة السياسية التي امتلكتها الولايات، وعلى رأي ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا السابق أن الولايات استطاعت بيع الوهم وهذا يتطلب حنكة سياسية بحتة، أكثر من كونه يحتاج قوة عسكرية.
وانطلاقاً من مفهوم أن الربط يحتاج إلى معرفة، فإن الربط بين الفضة والدولار أصح ما يكون من الربط ما بين الدولار والذهب، وهذا لكون الفضة سلعة صناعية و الصناعيون يمتازون بقياس التكلفة وفقاً للأساس السعري ألا وهو الدولار، وعلى هذا دوماً ما نرفق تحليل الدولار مع الفضة و ليس مع الذهب وعليه نخبرك بأهم القوانين:
1.العلاقة ما بين الذهب و الدولار طردية عندما لا يكون مؤشر الطمع مرتفع على الذهب، وعندما لا يرتفع مؤشر التقلب عن 17، وعندما لا يرتفع مؤشر الدولار نتيجة خطاب فيدرالي بشكل مفرط
2.العلاقة ما بين الدولار أوضح لكون الفضة سلعة صناعية، لا تبدو عليها علائم الحيرة كما تبدو على الذهب
آخر التطورات الفنية
تداولت العقود الفورية للفضة بارتفاع منذ عدة أيام وحتى لحظة كتاب المقال إلى مستويات 24.209، وبعد أن شكلت نسبة ارتفاع تقدر بحوالي 9%
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" كل سلعة تعامل معاملة مختلفة من الحيثية الفنية وهذا ينطبق على التحليل الأساسي أيضاً"
من حيث التحليل الأساسي تنتظر الفضة:
1.مؤشر ثقة المستهلك الصادر يوم الثلاثاء والذي إذا انخفض فسترتفع الأسعار
2.الناتج الإجمالي المحلي للربع الثاني، والذي عليه أن يكون أحسن من المتوقع حتى نرى تحسناً ملحوظاً في الاقتصاد ومنه ارتفاع في أسعار الفضة وخلاف ذلك بقاء الاقتصاد على حاله أو اسوأ
3.معدلات الشكوى من البطالة والتي من المتوقع أن تأتي بزيادة مما يساهم في ارتفاع سعر الفضة.
وعليه نقول أن الفضة في هذا الأسبوع من حيث التحليل الأساسي بانتظار أخبار تعكس تحسن الواقع الاقتصادي فإن تحسن الاقتصاد زاد الطلب على الفضة فرفع من سعر الفضة
الدولار فنياً
بالنظر فيناً لمؤشر الدولار نلاحظ التالي:
1.السعر تداول عند الشق العلوي لترند هابط، مع وصول المؤشر لمستويات تشبع بيع مرتفعة
2.السعر يشكل نماذج فنية من حيث الشموع تناصر التداول العرضي
3.لسعر بانتظار أن يشكل موجة إليوت الثالثة الهابطة وهذا يحدث إذا تجاوز السعر مستوى 99.4 من الموجة السابقة وهذا يكون إذا اخترق السعر مستوى 103.5
4.السعر يشكل نموذج القمة المزدوجة وكون القمة الثانية اقل عمقاً من القمة الأولى فهذا يشير إلى سلبية على المدى البعيد
الخلاصة الفنية لمؤشر الدولار وأثرها:
علائم الهبوط على الدولار واضحة وبشدة، وخصوصاً أن المجتمع الشرقي ودول الشرق كروسيا، الصين، بدأت بمحاربة الدولار علانيةً، فهذا يجعل وبالترابط مع مؤشر الدولار فنياً أن المؤشر بتوجه نحو 99 شرط أن يغلق أسفل 103.5، وهذا ما يناصر صعود الفضة و بقوة.
التحليل الفني للفضة
بالنظر فنياً للسعر نلاحظ التالي:
1.السعر يتداول أعلى منطقة سعرية مهمة وهي 24
2.السعر يشكل شمعة بالعة محققة شروط الصعود وأهمها الفوليوم المرتفع
3. تشكل شموع راحة بعد الشمعة البالعة وهذا يؤكد النموذج الصاعد
4.الصعود الحاصل بالتوافق مع الدورة السعرية للفضة
الخلاصة الفنية: علائم الإيجابية واضحة فنياً، وإن الصعود مستمر على الأقل نحو 25.5 بحال وافقت شروط الإغلاق
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
" السوق بيئة احتمالية شئت ذلك أم أبيت"
مارك دوجلاس
بالاطلاع على البيانات الفنية والأساسية نلاحظ أن التحليل الأساسي على توافق مع التحليل الفني بأن الفضة صاعدة ولكن لكوننا نعامل السوق على أنه بيئة احتمالات و كل احتمال هو وارد و لا ينجو من السوق إلا من درس جميع الاحتمالات وتعامل مع السوق وفق مبدئ احصائي بحت والذي يقتضي بأن كل احتمال حتى يتحقق فإن له شرط وهذا الشرط هو مجرد انعكاس للاحتمال لا أكثر.
شرحت النظرية السابقة في كتاب تحت مسمى Trading in the zone
السيناريو الأول
الشرط: إغلاقين متتالين أعلى 24.5، إيجابية في التحليل الأساسي
دقة السيناريو: 80%
سنرى بهذه الحالة صعود نحو 25، 26 ثم 27
السيناريو الثاني
الشرط: فشل تحقق الشرط السابق
دقة السيناريو: 20%
بهذه الحالة نستبعد الهبوط لكونه يخالف سياسة التسعير ونتوقع تداول عرضي يستهدف 23
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ إن الأسواق أجزاء ولكل جزء رواية و حكاية، إن لن تعرفها لا تعاملها.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah