حتى في الوقت الذي تشاهد فيه الأسواق أسعار الذهب تنخفض إلى مستويات لم يتم مشادتها من أشهر مع بدء الربع الرابع، فإن تاريخ أسعار الفائدة يشير إلى ارتفاع الذهب على المدى المتوسط والطويل.
التاريخ يخبرنا أن الذهب بصدد الارتفاع
يميل سعر الذهب إلى الارتفاع بعد الخفض الأول لدورات أسعار الفائدة الأمريكية. ففي المتوسط منذ عام 1984، بعد عام تقويمي واحد من قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة لأول مرة بعد دورة تشديد للسياسة النقدية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 10٪ من يوم قرار خفض أسعار الفائدة، وبعد عامين أصبح أعلى بنسبة 18٪. فمع تخفيف السياسة النقدية، يميل الدولار إلى الضعف، وتنخفض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، ويميل الاقتصاد إلى التدهور، وكل هذه العوامل من شأنها دعم ارتفاع أسعار الذهب.
وبعد أن وصل العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى ذروته، فإن الأمر يتعلق فقط بمسألة وقت قبل أن يبدأ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في خفض أسعار الفائدة. ومنذ عام 1984، لم تتأخر تخفيضات أسعار الفائدة أبدًا عن الذروة في سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكثر من عام وسبعة أشهر. وباستثناء عام 1989، أعقبت التخفيضات وصول سندات الخزانة لذروتها بمتوسط 10 أشهر.
وبعد عامين من أول تخفيض لسعر الفائدة في عام 1995، انخفض الذهب بنسبة 16٪ عند 325.50 دولارًا للأوقية. وفي 2001 بعد تخفيضات أسعار الفائدة، ارتفعت أسعار الذهب أيضًا.
وصلت عائدات السندات الحكومية الأمريكية الآن إلى أعلى معدل لها منذ 16 عامًا، حيث وصلت إلى أعلى مستوى جديد عند 4.8٪ اليوم الجمعة. حيث إن العائد على ديون الحكومة الأمريكية لم يصل إلى 4.5٪ منذ سبتمبر 2007، وهو الشهر الذي انخفضت فيه أسعار الفائدة 50 نقطة أساس من 5.25٪ إلى 4.75٪ وكانت الولايات المتحدة على وشك الركود.
الذهب يواجه رياح معاكسة
وفي الوقت نفسه، تاريخيًا، بلغت العوائد طويلة الأجل ذروتها قبل وقت قصير من توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن زيادة أسعار الفائدة قصيرة الأجل. ومع ذلك، قد يستمر التضخم في الارتفاع بشكل جيد بعد أن قلص بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة. حيث يسلط الارتفاع الطفيف في أسعار المستهلكين في أغسطس الضوء على أنه على الرغم من توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤقتًا في سبتمبر، فقد لا يتم ترويض التضخم حتى الآن، وبالتالي من المرجح أن يواجه الذهب رياح معاكسة حتى العام الجديد على الأقل.
رياح معاكسة رئيسية أخرى للمعدن الأصفر هي قوة الدولار الأمريكي، الذي يستمر في التفوق، مع اقترابه من مستوى 107 نقطة، وهو مستوى لم يخترقه منذ 22 نوفمبر. حيث قد تكون قوة الدولار الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية علامة على أن المتداولين بدأوا في قبول أن أسعار الفائدة قد تكون أعلى لفترة أطول.