"بدأ الأمر على أن الحرب خدعة، ثم تحول كل شيء إلى خداع"
جلال الخوالدة
تقول القاعدة أن الذهب ملاذنا الآمن ضد الحروب والكوارث، وهذا كلنا يعرفه لكن ما لا نعرفه عن القاعدة هو تفاصيلها والتي قد تجعلك تفسر الأحداث بشكل أكثر دقة من القاعدة ذاتها...
انتشر مفهوم الأمان المالي للذهب بعدما أعلنت الولايات المتحدة حربها على الفيتنام ليرتفع الذهب بنسبة 30% وتتفاقم الأمور لتصل إلى فصل الذهب عن الدولار عام 1974 (صدمة نيكسون)، إلا أن المحافظ الاستثمارية في الولايات المتحدة أعلنت أنها لم تتأثر بفصل الدولار عن الذهب وهذا لكونها لا تستثمر بالدولار وإنما تبقي أصولها المسيلة ( الكاش) ذهباً، ومن هنا انبثقت آلاف العناوين الإعلامية التي تقول أن الذهب ملاذك الآمن وهذا ليس دعماً للذهب بقدر ما هو دعم للرأسمالية التي لم تؤمن بأن الدولار أكثر من مجرد لعبة سياسية.
يعيد التاريخ نفسه في أحداث 11 سبتمبر وبعدما تعرضت الولايات لهجوم إرهابي ارتفع الذهب جراء الهجوم 300$ خلال يومين، ولم يعود لمستوياته الطبيعة إلا بعد مضي عامين، وتكرر التاريخ ذاته عندما أعلنت الولايات حربها على العراق فحينها ارتفع الذهب 100$، وعندما باشرت الولايات بالدعم الأوكراني ضد روسيا ارتفع أيضاً 100$، إلا أنه لم يرتفع في ظل الزلازل، ولم يرتفع في ظل الوباء سوى في بداية الوباء وهذا لتراجع الأسهم ولكن مع نهاية الوباء عاد لمستوياته الطبيعية، وعلى هذا تكون القاعدة بوجهها الكامل بعيداً عن الإعلام الذي تريده المحافظ الاستثمارية:
إن الذهب ملاذك الآمن ضد الكوارث الاقتصادية، وضد الحروب السياسية، وضد الصراعات التي يكون فيها الدولار داعماً للحرب، بينما الكوارث الطبيعية، كالزلازل و الجوائح لا ينفع الذهب فيها
آخر التطورات الفنية
افتتح كل من الذهب، الفضة، النفط على فجوة سعرية صاعدة نحو الأعلى لتكمل بذلك الافتتاح نحو الفجوة صعودها بعد هبوط دامي دام لعدة أيام وهذا يعود لعدة أسباب يمكن أن نلخصها على النحو التالي:
· عودة السوق الصيني إلى العمل بعد عطلة دامت لأسبوع
· الصراع في الشرق الأوسط والذي أعلنت بشأنه الولايات أنها داعم كبير له وهذا ما يساهم في زيادة الضغط المالي على الحكومة الأميركية في ظل فترة هي أساساً غير مستعدة للإنفاق.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
"لا تنخدعوا بالإعلام، فهو يريد إيصال ما يريد إيصاله لا الحقيقة وعليكم بالأرقام لو أردتم الحقيقة"
معمر القذافي
· عادت الصين إلى العمل بعد عطلة دامت أسبوع وهذا يجعلنا نتوقع على الأقل استقرار أسعار الذهب بما لا يقل عن 1880$
· صرح المستثمر البريطاني جيرمي جراثام أن البورصة الأميركية على مشارف خسارة لا تقل عن 50% وهو مستثمر بريطاني له كلمته المؤثرة في الأسواق
· بدئ دورة صراع مع الكيان الغاضب داعمه الدولار يجعل أسعار الذهب ترتفع
ينتظرنا هذا الأسبوع خلاصة من أهم الأخبار التي تعكس الأرقام الحقيقة لضفاف الأزمة التي نحن على أبوابها:
· مؤشر أسعار المنتجين والذي انخفاضه له أثر إيجابي على الذهب
· مزاد السندات والذي انخفاضه يساهم في ارتفاع أسعار الذهب
· الموازنة العامة للخزانة الفيدرالية والتي إن أتت بكسر سنتوقع ارتفاع شديد لأسعار الذهب
· معدلات البطالة
الخلاصة من حيث التحليل الأساسي:
إن استمرار القلق و الضغط على الولايات المتحدة سيجعل الأمر يتفاقم أكثر، ويخرج من سيطرة السياسة النقدية للفيدرالي الذي يحاول حلها من خلال الخطابات، لذلك إن استطاعت الولايات كبح التضخم، فلن تكبح الركود و إن استطاعت كبح الركود المتوقع لن تتهرب من الدفع للكيان الغاصب مما يحملها العبء أكثر فأكير و يساهم في ارتفاع أسعار الذهب.
التحليل الفني للسعر
" على الأسعار أن تعكس ما تخبرك به الأخبار أو أنك قارئ غير جيد"
توم وليامز
بالنظر فنياً على الذهب نلاحظ:
·تداول السعر أعلى منطقة التجميع الثاني 1810 – 1830 بشموع ذو نطاق عريض وهذا يثبت قوة الاتجاه المتوقع
·السعر يتداول بشمعة بالعة مع فرط فوليوم وهذا يعنى الاتجاه المتوقع هو صعود تصحيحي
·السعر بهبوطه السابق يشكل قاع يقرب القاع الذي تشكل في الشهر الرابع من سنة 2023 إلا أنه أعلى بقليل مما يجعل الارتفاع القادم أوسع من حيث نطاق الشموع
· السعر يتداول ضمن الشق السفلي لترند سعري هابط
الخلاصة الفنية:
إن الغموض الذي يحيط بالذهب بدئ بالتجلي والمشكلة التي كنا قد توقعنا أثرها على الأسواق نتيجة فشل المعلومات في السوق ( ضمن مقال: الذهب يعلمنا درساً مهماً ) بدئت تتضح، وعلى هذا فنياً انعكست المعطيات لتعطينا صعود من الأسعار الحالية باستهداف أقصاه 1900 نظراً لأن الفترة القادمة شديدة التقلب وهذا واضح فنياً من خلال تقلب نسب الفوليوم.
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
"ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"
مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول
السيناريو الأول
الشرط: الإغلاق أعلى 1855، مع كسر في ميزانية الفيدرالي واستمرار التصعيد
دقة السيناريو: 80%
بهذه الحالة سنرى صعوداً نحو 1870، 1900، 1910
السيناريو الثاني
الشرط: فشل الشرط السابق
دقة السيناريو: 20%
سنرى هبوط نحو 1807، 1800، 1750
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ تذكر أن الهدف الأساسي من أي صراع هو حل مشكلة ديون فالصراع الكويتي – العرقي أتى عندما كانت الميزانية الفيدرالية بكسر، والصراع الأوكراني الروسي أتى عندما واجهت اميركا مشكلة سقف الديون ....لهذا لا تجعل الإعلام يخدعك بأنهم قادرون على الصمود والتصرف بالشكل الصحي
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah