الأسواق تحت رحمة حرب على الأبواب
" السياسة هي الرحم الذي تخرج منه الحرب" كارل فون
عام 1945 انتهت الحرب العالمية الأولى بقنبلة ألقيت من الولايات المتحدة على ناكازاكي، وبعد أشهر قليلة من هذه الحرب تربعت الولايات المتحدة على عرش الاقتصاد العالمي وهذا من خلال اتفاقية Breton Woods، والتي نصت على أن الدولار عملة بديلة للذهب، وبعد عدة أعوام خاضت الولايات المتحدة حرباً مع الفيتنام انتهت بخسارتها الحرب فأعلنت أن الدولار تم فصله عن الذهب، لتتربع الولايات على عرش العملات الورقة ضمن ورقة سياسية لا أكثر، وعام 1990 عانت الولايات للمرة الأولى أزمة سقف الديون، فالسياسيون حينها توقعوا حرباً وفعلاً كانت العراق مع الكويت، لا يمكننا أن نجزم أن كل مشكلة كانت تمر بها الولايات فإنها كانت تحولها إلى معضلة بعيداً عنها أملاً بسيادتها لكن يمكن أن نجزم وفقاُ لما لدينا من أحداث أن السياسيات ما هي إلا تأخير لحرب قد تقرع الأبواب باكراً.
آخر التطورات الفنية
"عدم تناسق المعلومات في السوق، قد يجعلنا نواجه حالات من الانهيارات التي لا مبرر لها" تشارلز ويلان
بعد الهبوط الدامي والذي أحدثه الدولار، بدئ الذهب بالتعافي وهو يتداول بالوقت الحالي بارتفاع نحو 1870$، مع ارتفاع للفضة نحو 22$ وارتفاع للنفط نحو 89$.
بلا شك إن ارتفاع أسعار السلع بشكل أو بآخر، يؤول إلى ارتفاع القلق في الشرق الأوسط و الناتج عن الكيان المحتل، إلا أن هذا انعكس فنياً قبل الحرب من خلال فشل المعلومات التي لم تستطع الأسعار إيصالها بعناية فقد وضحنا في مقال لنا بعنوان الذهب يعلمنا درساً مهماً وهو أن تضارب المعلومات التي نستقرئها من خلال الأسعار تعني أن هناك شيئاً منتظر لا نعلم ما هو لكنه سيحدث أثر كبير في السوق، وها هي المعالم لهذا الشيء الكبير بدأت بالتجلي، فالانعكاس الفني للقلق يكون من خلال بدئ الذهب بدورة تصحيح باكراً، وارتفاع أسعار النفط قبل أوانها.
أنصحك بشدة أن تعيد قراءة المقال ( الذهب يعلمنا درساً مهماً )
التصعيد السياسي وأثره على الأسواق
" عصب الحرب هو المال" ونستون تشرشل
• إن الصراع في الشرق الأوسط مع الكيان المحتل، جعل من رئيس الولايات التصريح بأنه سيقف إلى جانب إسرائيل وسيدعمها وهذا سيجعل العبء على الولايات في ظل أزمة ديون يزداد، إلا أنه قد يكون المخرج الوحيد لها في طريقة لا نعرفها.
• حزب الله ولبنان وسوريا تشترك في هذا النزاع.
• زعيم كوريا الشمالية يصرح أن فلسطين قضية أحرار.
• زيلينسكي يصرح أن روسيا هي من تقف خلف حماس لصرف نظر أميركا عن أوكرانيا.
كتحليل سياسي نقول إن الأزمة بدأت تتفاقم أكثر من المتوقع، وهذا نظراً لتداخل عدة أقطاب تتضارب عقائدياً مع بعضها البعض، مما يجعلنا نجزم أن الحرب الحقيقة لم تبدأ بعد، لكونها حتى هذه اللحظة محصورة ضمن محاور مقاومة وبعيداً عن دخول الدول الكبيرة بشكل مباشر وإنما ما زلنا بشرار حرب قد تكون أكبر بكثير من أن تستوعب من قبل الولايات أو مناصري السلام الوهمي.
لربما أحدثت الحرب بدافع من الويلات للهروب من أزمة ديون قد تخرجها من ساحة عملاقة الاقتصاد، فهي على مدار تاريخها كانت تلجأ للحلول العسكرية بحال نفذت منها الحلول السياسية، إلا أن التفاقم الذي أحدثته الولايات هذه المرة أكبر بكثير من أن يستوعب، فهي برأي نسبة كبيرة من المحللين اتخذت الوقت الخاطئ لبدء الحرب رغم حاجتها لهذه الحرب.
الأثر على الذهب
" القاعدة الوحيدة في كل حرب أنه لا قاعدة" جلال الخوالدة
إن أهم قاعدة في كل حرب تشارك فيها الولايات كداعم تعني، الضغط على الدولار حتى نهاية هذه الحرب، وعليه الذهب سيكمل تصحيحه الفني على الأقل نحو 1900 وخصوصاً أن هذا النموذج يوافق فنياً القناة السعرية، والسيناريو الذي تكلمنا عنه، ليبقى لدينا التخوف من مستوى 1900، فإن اخترقه و أغلق أعلاه مع استمرار التصعيد تعني استمرار الصعود دون وجود أي قيد.
الأثر على النفط
إن أي قلق في الشرق الأوسط تعني تقلب أسعار النفط بعنف، وذهاب أي عوامل للعرض و الطلب إلى الجحيم فهي حالياً لا تنفع بأي شكل من الأشكال ولابد من أن يتدفق السعر نحو الأعلى، وإذا رابطنا الأمر فنياً نلاحظ السعر يتداول أعلى مستوى قياسي ( 85) بقائه أعلى هذا المستوى خلال البورصة الأميركية سيجعله يستهدف مستوى 100 كأقصى حد لأن تصاعد الحرب أكثر من حد معين سيدخل الولايات في ركود ما يجعل من أسعار النفط تنخفض.
الأثر على العملات الرقمية
على مدار التاريخ تراجعت العملات المشفرة في ظل الحروب، لكونها عند كبار المستثمرين وحتى هذه اللحظة تصنف على أنها سلعة استثمارية كمالية أي أن الأولوية للذهب، الفضة، وسلع الأمان، ولكن هذه المرة سيكون التركيز كبير عليها وخصوصاً على البيتكوين لأنه على مشارف أن ينهي الهالف الرابع له مما يجعله أكثر نضجاً ,لهذا الميول التحليلية تقول أن الأسعار للبيتكوين فقط ستصمد بينما ستنخفض العملات البديلة وهذا ينعكس فنياُ بحال صمد السعر أعلى 27.
أهم نصائح المحلل
" في الحروب تصنع الرجال، وتصنع الحكمة، وتصنع الثروات وربح الحرب لا تعني أن نخسر منازلنا وإنما أن نربح الغنائم وهذا لأننا فكرنا جيداً لا بحمية يعلوها غباء" عمر بن عبد العزيز
في كل مرة نكون أمام حرب أو في ظل حرب عليك بهذه النصائح:
1. قلل الإنفاق نحو السلع الاستهلاكية وإذا كنت من محدودي الدخل ركز على الادخار بشكل كبير.
2. استثمر في السلع الآمنة كالذهب، الفضة، وارفع من نسبة الادخار بها وابتعد عن أي عملة ورقية ومنصة مركزية.
3. لا تجعل الثقل المالي كله ضمن منصة واحدة خوفاُ من أن تغلق المنصة نظراً لأن الحروب لا ترحم الاقتصاد.
رأي المحلل الفني
في النهاية عزيزي القارئ تذكر دائماً أن هدف أي حرب هي الربح من كل الجوانب وإنه من الأولى أن يكون هذا الربح مدروساً وأن تكون الشق الذي يعطي ويدعو، وتكون المنتج لا المتضرر، وهذا يتطلب الفعل لا مجرد عبارات رنانة، وفي الختام نسأل الله السلام لأهلنا وأخوتنا.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على تويتر...
Twitter: @omarsyyah