ميشال صليبي. كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro
استطاعت أسعار الذهب أن تكسر منطقة 1,933$ حيث اخترق الجانب العلوي من القناة السعرية الهابطة ضمن الإطار الزمني اليومي. ويبدو أن منطقة المقاومة المحتملة التالية ستكون عند حدود 1,950$ يليها 1,990$. مؤشر القوّة النسبية RSI يشير إلى عدم وصول المعدن الأصفر إلى مستوى التشبّع الشرائي بعد. أما من الجانب العلوي يظهر مستوى الدعم القوي عند منطقة 1,908$، يليه الحاجز الاخر وهو المتوسط المتحرك لمدة 50 يوم عند مستوى 1,901 $ فشل صمود المتوسط المتحرك لمدة 50 يوما قد يمهد الطريق نحو المتوسط المتحرك 21 يوم عند مستوى 1,890$
أسعار الذهب ارتفعت بحوالي 5.74% منذ بداية التوترات الجيوسياسية في الشرق الاوسط مستفيدة من كونه ملاذ آمن، على الرغم من إرتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل ملحوظ اليوم خصوصا سندات لأجل 10 أعوام وذلك تناقضا مع التصريحات التيسيرة من قبل مسؤول في الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، باتريك هاركر الذي صرّح تفضيله لعدم رفع لأسعار الفائدة في الفترة القادمة. الدعم جاء أيضا صباح اليوم بعد أن جائت البيانات الاقتصادية في الصين بأفضل من التوقعات حيث نما الاقتصاد ببنسبة 4.9% سنويا خلال الربع الثالث من هذا العام، وهو أعلى من التوقعات التي كانت تشير بنسبة 4.5% فقط. كما ارتفع الإنتاج الصناعي بنسية 4.5% مقابل التوقعات البالغة 4.4% فقط.
المستجدات السياسية وفي حال نجحت في الضغط على الاحتياطي الفيدرالي في التروّي في سياسته النقدية المشدّدة وعدم المضي في رفع أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، الأمر الذي قد قد يؤدي إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية, اضافة الى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي عن مستوياته المرتفعة مما يقلل من تكلفة الشراء للمعدن الأصفر. حتى لو بقي الاتجاه الصعودي للدولار الأمريكي كونه ملاذ امن في ظل الوضع في الشرق الأوسط فلن يكون له تأثير سلبي على سعر الذهب في حال تراجعت عوائد سندات الخزانة.
علينا ألا نغض النظر أيضا على أسعار النفط الذي قد يؤدي ارتفاعها الى عودة الضغوط التضخمية على الاحتياطي الفيدرالي أي عودة الضغط السلبي على أسعار الذهب. المعدن الأصفر مرتبط اذا في الوقت الحالي بعدة عوامل أهمها الوضع المتأزم في الشرق الأوسط، اتجاه أسعار النفط وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي والتضخم خصوصا مع أزمة الاحتياط الاستراتيجي وبالتالي التأثيرعلى سندات الخزانة.