واصلت أسعار الذهب صعودها الذي بدأ مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في يوم الـ 7 من أكتوبر. حيث اكتسب السعر الفوري للمعدن الثمين ما يزيد عن 162 دولارًا في الأسبوعين الماضيين، ليصل عند مستوى 1978 دولارًا للأوقية خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم.
كما شهد النفط تدهوراً منذ بدء الصراع، حيث ارتفع خام غرب تكساس الوسيط من 81 دولاراً للبرميل في يوم هجمات حماس إلى أكثر من 89 دولاراً اليوم، وارتفع سعر خام برنت من 83 دولاراً إلى 93 دولاراً في آخر تعاملات.
وفي ظل هذه الظروف، يتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع بغض النظر عما تفعله عوائد السندات، حيث إن النفط من شأنه أن يوفر للمعدن الأصفر دفعة إضافية.
فبمجرد أن بدأت الحرب، شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في كل من النفط الخام والمعادن الثمينة، وخاصة النفط الخام أكثر من المعادن. ولكن بعد ذلك تراجعت المعادن، ثم حدث قصف المستشفى من قبل إسرائيل، وبعد ذلك تم إلغاء القمة التي كانت مقررة بي الرئيس الأمريكي وعدد من قادة الدول العربية، الأمر الذي أدى إلى تأجيج نيران الحرب، وهو ما تسبب في المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. إذ أن الأمر لا يتمحور حول غزة فقط، بل يمكن أن تمتد الحرب إلى لبنان وسوريا، بجانب إمكانية دخول إيران المعركة أيضًا.
وهذه الأحداث من شأنها أن تعزز أسعار الذهب، وعندما تؤخذ التحديات والمخاطر المحلية في الاعتبار، فلا يهم حقًا ما تفعله عوائد السندات.
الذهب يحظى بدعم هائل
من الممكن أيضًا أن يحظى الذهب بالكثير من الدعم في الوقت الحالي، حيث شهدنا ارتفاعات سابقة بالقرب من 2000 دولار أو أعلى منه بقليل، دون استمرار للصعود، ولكن هذه المرة فالدعم يأتي من توترات جيوسياسية وتوقعات بوصول الفائدة الأمريكي لذروتها.
وفي الوقت نفسه، تظهر أحدث تقارير مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين من الأسبوع الماضي، وأرقام مبيعات التجزئة من يوم الأربعاء، أن التضخم يعود للارتفاع. حيث ارتفعت أسعار البنزين والطاقة، ولديك بطاقات ائتمان وصلت إلى الحد الأقصى، بجانب أن هناك استخدام لمدخرات المستهلك إلى حد كبير. وفي حين أن سوق العمل لا يزال قائمًا بشكل جيد إلى حد ما، فقد حصلت على إضرابات في كل مكان بقيادة اتحاد عمال السيارات، ومن المحتمل أن ترتفع الأجور أكثر مما ينبغي بسبب هذه الإضرابات، وبالتالي فالبيئة الاقتصادية كلها تشير لعودة التضخم للارتفاع وخروجه عن السيطرة، وهو الأمر الذي قد يدفع الفيدرالي للتخلي عن هدف التضخم 2% مما يدعم ارتفاع أسعار الذهب.
ففي ظل هذه العوامل، هذه أجواء مثالية للمعادن الثمينة أو الملاذات الأكثر أمانًا. حيث شهدنا ارتفاعًا في الأسبوع الماضي حتى عام 1946، ولكن الأسعار تراجعت بمقدار 25 دولارًا، ثم حققت ارتفاعات جديدة. لذا، ففي هذا السياق، يعد الاتجاه بشكل عام صعوديًا هذه المرة، ونتوقع استمرار الصعود حتى مستوى الـ 2100 دولار للأوقية مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط.
بيد أن العلاقة بين النفط والذهب في الوقت الحالي ستساعد أيضًا في دعم المعدن الثمين. حيث إن ارتفعا أسعار النفط من شأن أن يرفع التضخم، وبالتالي سيتجه الناس للذهب للتحوط من ارتفاعات الأسعار التي قد تنذر بفشل الفيدرالي في وصوله إلى هدف التضخم 2%. في هذه المرحلة، يمكن أن ينفجر النفط ليصل إلى 120 دولاراً، أو 130 دولاراً بسهولة، إذا دخلت إيران في المعركة أو إذا قررت إسرائيل مهاجمتها، وحين لن يتوقف الذهب عن الارتفاع مدعومًا باتساع رقعة الحرب وارتفاع أسعار النفط.