"الاتجاه هو كل شيء، و التركز على اتجاه واحد يدمر كل شيء"
بنجامين فرانكلن
أكبر مشكلة في أسواق المال هي أننا نبالغ في التركيز على أشياء في ظل إهمالنا أشياء أخرى قد تبدو أقل أهمية إلا أنها على الرغم من أهميتها القليلة، فإنها قد تعكس مدى نجاحك في السوق، فقد نبالغ في التركيز على اتجاه الذهب وهذا صحيح لكن ما ليس بصحيح هو أن نركز على اتجاه الذهب فقط، وعلى رأي مارك دوجلاس في كتابه التاجر المنضبط هو أن الاتجاه مهم لكن ما هو أهم ألا نركز على اتجاه واحد، وألا نبالغ على الأساسيات ونهمل الثانويات، فالثانويات كالمقبلات تماماً قد تعطي لذة لسفرة أكثر من الطبق الرئيسي ذاته.
آخر التطورات الفنية
هبط الذهب خلال الأسبوع من مستويات 1985 إلى 1950 في الوقت الحالي، وهذا ما نوهنا له في آخر مقالين لنا، فقد قلنا في مقال بعنوان الفائدة تناور الذهب أن الذهب قد افتقر إلى العزم وحتى يحصل على العزم الكافي عليه أن يختبر مستويات متدنية، كما نوهنا بمقال بعنوان كارثة تلو الأخرى
أن الذهب صعوده غير آمن وخصوصاً إذا أغلق أسفل 1985.
مفهوم الصعود الغير آمن
"ارتفاع القيمة يختلف عن ارتفاع السعر، وعليك أن تركز على ارتفاع القيمة لا ارتفاع السعر"
ورن بافيت
عندما ترتفع أسعار الذهب في ظل توتر جيوسياسي كصراع في الشرق الأوسط أو توتر ما بين روسيا وأميركا عن طريق أوكرانيا فإن أسعار الذهب ترتفع في البداية من دافع الخوف، وهنا ارتفاع قيمة لكن ما إن يرتفع الطمع في السوق نتيجة دخول القطيع التداولي أو صغار المتداولين حينها ترتفع مؤشرات الطمع أعلى من 68% وهنا ارتفاع سعر ومفهوم عدم الأمان هو صعود دون وجود عزم، وزخم سعري يدفع السعر بأن يهبط و يعود لقيمته الحقيقية بأي لحظة.
القاعدة:
·عندما يكون الفوليوم مفرط الارتفاع و الزخم خفيف ( حركة الشمعة بطيئة، بمعدل أقل من ثلاث نقاط في الثانية الواحدة )، حينها نحن أمام ارتفاع سعر لا قيمة.
تمثيلاً على السعر الحالي:
عندما كان سعر الذهب بمستويات 1850، بدأ الصراع في الشرق الأوسط يتفاقم، وهذا ما دفع سعر الذهب للارتفاع نحو 1950، ومع دخول القطيع التداولي ارتفع سعر الذهب إلى 2000، وارتفع معه مؤشر الطمع بنسبة 10% وهذا ما دفعه إلى ارتفاع سعر لا قيمة وهذا ما آل إلى أن الذهب عليه أن يختبر 1950، أو كما تقول النظرية أن الذهب أراد أن يختبر قيمته الحقيقية.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" أسوأ ما في هذه الأسواق أنها مليئة بالثرثرة وأجمل مافي الأسواق أنها لا تستجيب لهذه الثرثرة"
روبرت كيوساكي
·البعض من الحكومة الأميركية يدعو بوتن للمفاوضات بشأن السلام في أوكرانيا، وهذا ما يفتح باب المفاوضات ومنه انحسار أسعار الذهب.
·خطاب جيروم بأول في مساء هذا اليوم بشأن السياسة النقدية على المدى القريب، ومن المتوقع أن يكون لصالح الدولار.
التحليل الفني للسعر
بالنظر فنياً على السعر نلاحظ:
1. السعر يختبر الشق العلوي لنموذج الراية الصاعدة، وشرط تحقق هذا النموذج هو الإغلاق أعلى 1950.
2. السعر اخترق مستوى فيبوناتشي 23 بقوة، وهذا يعني أن حركة التصحيح كأقصى حد ستنتهي عند 1930.
الخلاصة الفنية:
إن لم يستطيع الذهب الاستقرار أعلى 1950، يعني أن الذهب سيكمل تصحيحه نحو 1930، وإن شرط الصعود أصبح عدة إغلاقات متتالية أعلى 1950 مع فوليوم مرتفع.
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
"السوق بيئة احتمالية، وهذه حقيقة أخبرتنا بها الرياضيات وليس رأي"
مارك دوجلاس
كوننا نعامل السوق على أنه بيئة احتمالية و أي احتمال بها وارد، ولا يمكن تفادي كثرة هذه الاحتمالات إلا من خلال أسلوب الشرط و النتيجة و الذي يقتضي بدراسة كل احتمال و شرط تحققه
السيناريو الأول
الشرط: افتتاح البورصة الأميركية أعلى 1950، وارتفاع البطالة.
دقة السيناريو: 40%
حينها سنرى ارتفاع نحو 1977 كأقصى حد.
السيناريو الثاني
الشرط: فشل الشط السابق.
دقة السيناريو: 40%
سنرى اختبار لمستوى 1930، مع تداول عرضي يدوم لفترة.
ملاحظة: هناك 20% غموض فني وفقاُ للاستراتيجية المستخدمة.
رأي المحلل الفني وأهم النصائح
في الختام عزيزي القارئ إذا نظرت إلى السوق لوجدت أنه من حين إلى آخر ينجو قطاع إلى قطاعين كأقصى حد فمثلاً في وقتنا هذا نلاحظ أن العملات الرقمية تفوقت في أدائها على الذهب، وهذا ليس تقليلاً من شأن الذهب و إنما مجرد تذكير بأن تقسم أموالك و لا تعتمد على قطاع واحد فالأمان ليس بالعنصر التداولي و إنما بإدارة المخاطر، فهي أرقام بيدك مقارنة بأرقام السوق التي ليس بيدك منها شيء.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah