"السوق قد يتغير من فترة إلى أخرى ولكن هذا التغير لا يخرج عن النمطية التي اعتاد السوق أن يتصرف بها، وبما أننا نعرف سلوك البشر أثناء التجارة، الخوف، والطمع لا بد أن نعرف سلوك السوق أيضاً، وإن لم تعرف السلوك فإننا نعرف النتيجة واعتقد أن هذا كافي" أليكس نيكرتن في كتاب Naked Forex
أليكس في كتابه "Naked Forex"، يطرح أحد أكثر النظريات الفنية في الاقتصاد جدلاً، وهي هل السوق يتبع قواعد ثابتة يمكن قراءتها وحفظها لاستخدامها في التنبؤ أم لا؟ حتى يجيب على هذا السؤال، يستعين بأحد عمالقة المجال، الدكتور والتر بيترز، باحث في علم النفس التجريبي، ليقوما بتأسيس صالة تداول على سهم تم طرحه من أجل التجربة وسمحا لعشرين متداول بالمشاركة بعد مراقبتهم ومراقبة تغيراتهم الفيزيولوجية، ليجدوا أن السهم يعكس ذات النتيجة مع تقلب المشاعر، أي عند تعرض المتداولين للخوف يتصرف سعر السهم بطريقة تعكس أن المتداولين يشعرون بالخوف، وعند الطمع كذلك. وهذا ما قادهم إلى نظرية مفادها أن السوق يعكس ما يمر به المتداولين ويمكن التنبؤ بالوضع المستقبلي شرط معرفة الشعور السائد في السوق.يكرر التجربة Mark Douglas في كتابه "The Disciplined Trader"، والتي توضح بمنتهى البساطة أن البشر يتبعون ذات السلوك عند تعرضهم لذات النوع من المشاعر، ويمكن التنبؤ بالسلوك المستقبلي لمن دخل السوق، على سبيل المثال لدينا عشرة أشخاص تعرضوا للخوف، فإن سبعة منهم تصرفوا أثناء الخوف بعدوانية، وهنا نقول إن احتمال أن يتصرفوا بعدوانية مرة أخرى أثناء الخوف هو 70% وفقاً للاحتمال الرياضي، واحتمال أن يكرر الشخص الداخل إلى المجموعة السلوك ذاته هو 30%.يعلق على هذه التجربة الدكتور Ernst Fehr، مختص في Neuroeconomic، أن السوق بتداولاته ما هو إلا انعكاس لمشاعر سائدة في السوق، وكلنا نملك مشاعر وإن لم نكن كلنا، فإن الفئة الأكبر لديها مشاعر، وما دامت هذه المشاعر موجودة، مادام التنبؤ بالسوق الذي سيسود في المستقبل ممكن، كون السعر هو خلاصة هذه المشاعر. فلا أحد يميل للاحتفاظ أثناء الخوف ولا أحد يميل للبيع أثناء الطمع، وهذا تماماً ما ينعكس على نماذج التداول وقواعده، ولكن عليك الاستعانة بالإحصاء ليخبرك أي نموذج صحيح وأي نموذج هو مجرد نموذج عشوائي.آخر التطورات الفنية
صعد الذهب في الآونة الأخيرة من 2010، إلى 2040 وقت كتابة المقال، وفي مقالنا السابق بعنوان مازال الذهب يخبئ لنا المزيد وضحنا أن شرط الصعود هو الإغلاق أعلى 2010، وقد نوهنا أن تحقق شرط الإغلاق و الصعود نحو 2040 في ظل ما نمره به من ظروف جيوسياسية، وتوترات مالية في الولايات فإن الإغلاق أعلى 2010 تعني ارتفاع المعدلات الطبيعية للتسعير وهذا ما حصل.
ما الذي يعنيه ارتفاع المعدلات الطبيعية للتسعير وما الفائدة من معرفتها؟
هو ارتفاع متوسط السعر الطبيعي للذهب بالمقارنة مع حجوم التداول الراهنة، فمع بداية عام 2023 كنا نقول أن السعر الطبيعي للذهب وفقاً للمتوسط هو 1800 فأسفلها يعد جيد للتفكير في الشراء أو الادخار وأعلاها يعد مرتفع ـ يمكن القول هو مقياس لتقدير الوضع الراهن مع الأخذ بعين الاعتبار السلوك المحيط بالذهب وفقاً للسيولة التي تحيط به.
وتحسب حصراً من خلال مؤشر (Volume Wight Moving Average) فهو الوحيد الذي يحسب المتوسط الحسابي مع ربط السيولة الموجودة في السوق.
يفيد المضارب، بأن يحصر عمليات التداول حيث من المجدي التفكير بالبيع عندما يكبر الفرق نحو الأعلى، وتفيد المستثمر بألا يفكر بالشراء إلا أسفل السعر المتوسط أو عنده.
حالياً، يعد الفارق كبير جداً، وارتفع المتوسط لسعر الذهب خلال الأشهر السابقة من 1940 إلى 1985 وهذا يجعلنا نقول أن قاعنا الجديد هو 1985، وهو سعرنا الآمن للشراء والمضاربة.
التحليل الفني للسعر
بالنظر فنيا إلى السعر نلاحظ أن السعر محصور عند قمة تاريخية ينخفض عندها الفوليوم، وحتى يحصل السعر على فوليوم يقوم بعمليات تصحيح أو تداول عرضي لفترة طويلة وعليه نقول:
إن الذهب عليه أن يختبر 1985 اختبار الوداع حتى يستطيع اختراق مستوى 2040، أو أن يتداول بشكل عرضي لفترة طويلة ما بين 2000، 2040، وما يحكم ذلك هو افتتاح أسعار الغد لا اليوم وعليه إذا افتتحت الأسعار أسفل 2040، فإننا نرجح أن يخترق مستوى 1985 – 2000 والتي تشكل
تركز الفوليوم الأكبر ونقطة الانطلاق للموجة الثانية التي ستستهدف 2094، وهذا ما توقع به AI indicator كما هو موضح بالرسم.
شرط تحقق التحليل الفني:
الإغلاق أسفل 2040، تعني إعادة اختبار 1985 – 2000
اختبار 1985- 2000 والإغلاق أعلاها تعني التوجه إلى 2094
قواعد وأصول الاستثمار على الذهب:
إذا كنت مستثمر وتقوم بشراء الذهب بغية الاستثمار (بدون رافعة مالية، شراء فيزيائي) فإننا نوجه لك النصائح التالية والتي صيغت وفقاً لسلوك الذهب:
1. إذا كنت تشتري بهدف حفظ القيمة، تذكر أن تشتري أسفل المتوسط أو بأقرب سعر منه وفكر بالشراء مع بداية السنة لا في نهايتها.
2. قارن دوماً أرباحك بالتضخم، وتذكر أن الذهب لا يسبق التضخم كثيراً (طبعاً المقارنة عالمية لا محلية أي احسب التضخم وفقاً للدولار الأميركي لا لعملة البلاد) مثال: سنة 2023 انخفضت القوة الشرائية للدولار بنسبة 3.4% والتضخم كان 3.6% وعلى أرض الواقع انخفضت القوة الشرائية للدولار نحو 4% ( تم قياس النسبة على أرض الواقع بالرجوع إلى أسعار العقارات)، ينما ارتفع الذهب نحو 11%، وبهذا أنت حققت حفظ قيمة و تقريب 4% ربح وهي نسبة لا تعد جيدة لمستثمر فالمتوسط الجيد للربح لا يجب أن يقل عن عوائد السندات المحمية من التضخم، خصوصاً أنها أئمن من الاستثمار بالذهب.
3. إذا كنت تقوم بالشراء والبيع على مدار الأشهر ومن خلال منصة وبدون رافعة مالية فأنت لا تقوم بالاستثمار وإنما المضاربة، وهذه عملية لا تكون مجدية بحال كانت الأرباح أقل من نسب التضخم، ولا تحاول نهائياً أن تسبق سوق الذهب أي أن تحاول البيع والشراء عدة مرات مع التصحيحات السعرية فهذه القاعدة تعود لورن بافيت في كتابه المستثمر الذكي، والذي يقول أن من الغباء أن نحاول أن نسبق الذهب إذا كان هدفنا من الذهب هو حفظ القيمة.
الخلاصة: إن الاستثمار بالذهب يعد جيداً وفقاً لهدفك فإذا كان هدفك حفظ القيمة، فهو خير استثمار وإذا كنت تهدف للربح انصحك أن تعيد التفكير.
قواعد وأصول المضاربة على الذهب
إذا كنت تضارب على الذهب من خلال وسطاء الفوركس أرشح لك التالي:
1. لا تستخدم مع الذهب مؤشرات التشبع فهي لا تستطيع الوصول إلى مستويات الشراء والبيع الحقيقية .
2. اعتمد في تداولاتك على الذهب الشراء فقط، فإن الذهب نادر جداً ما يحقق أرباح من البيع ( فكر كم مرة انهار فيها الذهب)، وخصوصاً أن الذهب ميال للصعود أكثر، وعلى هذا دوماً حدد متوسط سعر الشراء اليومي، الأسبوعي والشهري وحدد أفضل فرص الشراء من هذه المستويات.
3. اعتمد مؤشرات Volume profile في الذهب فهو لا يخضع لأي مؤشر سواها، واعتمد المدفوعة منها لا المجانية.
4. اعتمد price Action، في استقراء لنقاط الدخول، ولا تعتمد التحليل الفني أبداً فهو لمعرفة إلى أي مدى سيذهب السوق وليس لمعرفة نقاط الشراء والبيع.
5. إذا لم تكن بارعاً في التحليل الأساسي والتحليل الاقتصادي لا تجعل الذهب مقصداً لك.
6. تعلم قاعدة متى ينتهي الاتجاه والتي تنفع مع الذهب بقوة، راجع مقالنا السابق بعنوان كيف نتأكد أن الاتجاه سيستمر.
متى نقول إن الذهب غير مجدي
عندما نرى أن الذهب أصبح ضحية علاقات جيوسياسية، وتوترات أمنية أنصح بالذهاب إلى سلع أقل سيولة من الذهب، سواء كنت متداول أم مستثمر فمثلاً الفضة حققت 30% صعود مع استمرار التوتر الجيوسياسي، مقارنة بالذهب الذي حقق 11%، لذا ابتعد عن الذهب عندما تراه بانتظار خطاب، تهديد لحرب، حركة سياسية جديدة.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ إن التعامل مع الذهب يتطلب أن تكون مؤهلاً لكي تستوعب الكثير من المعلومات، فالحركة في الذهب تختلف عن أي سلعة أخرى فهي حركة معلومات، رغم أن العلم ثابت لكن استقصاء هذا السلوك هو الذي يتطلب زخم معلومات كبير، ويتطلب الكثير والكثير من القراءة، لذا تذكر ألا تستهين بالأسواق حتى لا تستهين الأسواق بك، وتعلم وفتش ودور وبالحب اعتنق عقيدة التعلم المستمر أو لا أنصحك بأن تستمر.
المحلل: عمر آل صياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
X: @omarsyyah