تعرض سوق الذهب لضغوط بيع قوية مع استمرار سوق العمل الأمريكي في إطلاق النار بكل قوته على الفيدرالي الأمريكي وتوقعات الفائدة. وفي الوقت نفسه، فإن ارتفاع الأجور يخلق المزيد من خيبة الأمل للمستثمرين الذين يتوقعون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في مارس.
ارتفعت الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة بمقدار 353 ألف وظيفة الشهر الماضي، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل. حيث تجاوز الرقم الشهري تقديرات السوق البالغة 187000.
وفي الوقت نفسه، ظل معدل البطالة دون تغيير عند 3.7%. فيما كان الاقتصاديون يتوقعون أن يرتفع المعدل إلى 3.8%.
تؤثر بيانات التوظيف التي جاءت أقوى من المتوقع على الذهب مع انخفاض الأسعار بما يقرب من 20 دولارًا في رد الفعل الأولي. حيث يتم تداول العقود الآجلة للذهب لشهر أبريل عند مستوى 2050 دولارًا للأوقية، فيما يتم تداول العقود الفورية للذهب عند 2034 دولار للأوقية، بانخفاض بنسبة 1٪ خلال اليوم لكل منهما.
لم تتجاوز أرقام التوظيف الرئيسية التوقعات بشكل كبير فحسب، بل أشار التقرير أيضًا إلى مراجعات كبيرة في الشهرين الأخيرين من عام 2023. حيث كشف التقرير أنه تم تعديل أرقام التوظيف لشهر نوفمبر إلى 182000 وظيفة، مقارنة بالتقدير السابق البالغ 117000. وفي الوقت نفسه، تم تعديل قراءة شهر ديسمبر نمو الوظائف إلى 333000 وظيفة، ارتفاعًا من التقدير السابق البالغ 182000.
وإلى جانب المكاسب الكبيرة في الوظائف الشهر الماضي، أشار التقرير أيضًا إلى أن العمال شهدوا ارتفاعًا حادًا في رواتبهم. حيث ارتفع متوسط الأجر بالساعة بمقدار 0.19 دولارًا أو 0.6٪ ليصل إلى 34.55 دولارًا في الشهر الماضي، متجاوزًا بشكل كبير التوقعات بزيادة قدرها 0.3٪.
وأفاد التقرير أنه في الأشهر الـ 12 الماضية ارتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 4.5%.
لا يسلط ارتفاع الأجور الضوء على ثبات التضخم أو تسارعه فحسب، بل إن الأمر سيجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على الحفاظ على أسعار الفائدة المتشددة لفترة أطول من المتوقع.
انخفضت توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة في شهر مارس بشكل حاد في رد الفعل الأولي على أحدث بيانات التوظيف. وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية على موقع إنفستنغ السعـودية، حيث ترى الأسواق فرصة بنسبة 20% فقط لخفض الفائدة الشهر المقبل، بانخفاض حاد من 39%. وكانت الأسواق في الأسبوع الماضي تسعر فرصة بنسبة 50/50 تقريبًا بشأن تيسير السياسة النقدية.
بيد أن موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في الحفاظ على الفائدة عالية لفترة أطول سوف يستمر في إبقاء أسعار الذهب تحت الضغط ويحد من صعوده؛ ومع ذلك، لا يزال من المتوقع أن يحتفظ المعدن الثمين بدعم حاسم فوق 2000 دولار، حيث إن خفض الفائدة هذا العام سوف يدعم السوق بشكل عام حتى وإن تأخر هذا الخفض.