" السعر مجرد نتيجة "
السوق يقوم على مفهوم السبب و النتيجة ، وفهم الاقتصاد ككل، يقوم على دراسة السبب لا دراسة النتيجة، وهذا ينطبق على جميع أجزاء العلوم الاقتصادية، من أدناها إلى أكثرها تعقيداً ، وإن أردنا الحقيقة فإن هذه النظرية صالحة لتفسير جميع تفاصيل الكون، وعلى الرغم من ذلك نرى فئة كبيرة من المتداولين تميل إلى دراسة بحتة نحو السبب وتترك النتيجة ثم ترمي بالعاتق على التحليل الفني، أو أن السوق عشوائي.
على سبيل المثال وانطلاقاً من أبسط المفاهيم الاقتصادية وهو منحني العرض و الطلب لنفرض أن منحني الطلب ارتفع فمن البديهي أن السعر سيرتفع وكل اقتصادي هنا سيعرف أن ارتفاع السعر نتيجة لارتفاع منحني الطلب لذا إن النظر على السعر لوحده لن يجعلنا ندرك ما هو السعر التالي لأن السعر نتيجة
في أسواق المال وباختلافها السعر نتيجة، والشراء و البيع و السلوك الكائن حولهما هو سبب لتلك النتيجة.
مقتبس من كتاب The Wyckoff methodology in the depth
آخر التطورات الفنية
منذ بداية 2024 وحتى هذه اللحظة ما زال الذهب أسير التداول العرضي، وحتى وقت كتابة المقال يتداول الذهب بطريقة لا تميل إلى تحديد اتجاه أكثر من كونها تميل إلى تبرير الوضع الراهن لما عليه الذهب وهو افتقار وجود سبب تدفع بالنتيجة نحو حركة حاسمة
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" الثراء يكمن في التفاصيل الصغيرة "
هارف إيكر
الكثير من التفاصيل تؤثر في الحكم على سعر الذهب.
أولاً: التوتر في الشرق الأوسط يحافظ على بقاء أسعار الذهب مرتفعة حتى هذه اللحظة، لكن كون وتيرة الحرب ثابتة دون توسع فإن هذا يساهم في الحفاظ على الأسعار مرتفعة ولا يساهم في رفع السعر.
ثانياً: بيانات التضخم التي ستصدر في يوم الثلاثاء بترقب من الفيدرالي قبل المشاركين في الأسواق كونها العامل الأول في الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة بحال لم ينخفض التضخم، ولكن من المتوقع انخفاض التضخم ومنه زيادة التوقع حول خفض الفائدة ليرتفع الذهب.
ثالثاً: البيانات التي تشير إلى الوضع الاقتصادي الأميركي والتي ستصدر في يومي الأربعاء و الخميس لا تعكس واقع اقتصادي جيد لصالح الدولار، وأضيف على ذلك أن نسبة الطمع في المؤشرات الأميركية مثل مؤشر داو جونز الصناعي، وبعض الأسهم الأميركية بلغت ذروتها في الطمع مما يشير إلى توقع تراجع حاد في المؤشرات نتيجة جني الأرباح، وهذا إيجابي على الذهب.
رابعاً: السيولة الموجودة في الذهب مقارنة بالمؤشرات الأميركية، الأسهم، البيتكوين، و حتى الفضة قليلة وهذا يجعل الصعود تحت رهن الشروط التي تدفع بالسيولة إلى الذهب وتخرجه من كونه أسير التداول العرضي.
الخلاصة:
على الرغم من وجود الكثير من العوامل التي تساند الذهب في الصعود إلا أنها حتى هذه اللحظة أسيرة أن تطبق فتتحول من توقع إلى فوليوم ناتج عن دخول، لذا يمكن القول إن الذهب يميل إلى الصعود وبقوة بحال كانت بيانات التضخم سلبية ( بحال انخفض التضخم ).
التحليل الفني للسعر
"المتداول الناجح هو المتداول الذي لا يحلل السوق على أنه اتجاه واحد وإنما يدرس جميع الخيارات الممكنة"
مارك دوجلاس
بالنظر فنياً على الشارت نلاحظ:
1. الموجة الرابعة من إليوت تنتهي عند 2005.
2. أعلى منطقة فوليوم منذ ثلاث أشهر حتى هذه اللحظة هي 1985 – 2000 وهي منطقة دخول صانع السوق.
3. الفوليوم الناتج عن دخول القطيع ارتفع عند مستوى 2030.
الخلاصة:
على الرغم من أن العوامل الفنية تشير إلى بدء اقتراب تشكل الموجة الخامسة من إليوت إلا أن تشكل الموجة الخامسة الصاعدة نحو 2070 مشروط بوجود نتيجة حقيقة ألا وهي الفوليوم والإغلاق أعلى 2025 لثلاث شموع.
بالنسبة للفوليوم فبحال لم يكن لديك وصول لمؤشرات الفوليوم فيمكن القول إذا أتت بيانات التضخم سلبية فإن الفوليوم قد ارتفع لصالح الذهب ويبقى أن نتحقق من شرط الإغلاق.
شرط تحقق التحليل الفني إذا:
انخفاض التضخم، وثلاث إغلاقات متتالية أعلى 2025.
بحال عدم تحقق الشرط:
نظراً لعدم وجود أي مبرر لهبوط الذهب فإن عدم تحقق الشرط السابق كاملاً لا تعني انخفاض الذهب وإنما انحساره بالتداول العرضي والصعود الغير مستقر.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي القارئ في كل مرة تعامل فيها الذهب تذكر أن تعامله بأسلوب المنطق القائم على تبرير السبب لا تبرير النتيجة، وتعامل معه على مفهوم فطرة التاجر الحقيقة التي تلزمك بالبحث عن سعر شراء تستطيع بيعه لاحقاً، فعلى الرغم من أن هذا السوق يحوي نخبة العباقرة وعلى الرغم من أن المنافسة شرسة إلا أنه محكوم بالقواعد.
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
X: @omarsyyah