" ألا تستثمر أفضل بكثير من أن تسلك طريق استثماري سهل"
بنجامين جراهام
مشكلة التداول على الذهب لا تقتصر على كون الذهب عنيف في تداولاته بقدر ما على أننا نسيء قراءة الذهب، ونسيء فهم قواعد التداول و القراءة من أبسطها إلى أكثرها تعقيداً ومن أبسط الأمثلة التي تبين لنا كم هي ضحلة مفرداتنا حول الذهب هي أن لا أحد منا يلاحظ الفارق ما بين اعتماد شارت لوغاريتمي في قراءة بيانات الذهب أم شارت خطي.
والأسوأ من أننا لا نميل إلى الخوض في غمار تفاصيل الذهب هي أن تجارة الذهب في يد أكثر عائلة تصنف على أنها من الأكثر غموضاً على مدار التاريخ ألا وهي عائلة روثتشايلد والتي كان لها في تاريخ الذهب إن لم أكن أبالغ منذ فجر التاريخ اليهودي، والتي عاندت دول بأسرها حفاظاً على الذهب ( المناوشات الصينية – الأمريكية ).
لذا بكل بساطة عزيزي القارئ الذهب أصعب بكثير من أن يعطيك الربح بهذه البساطة، وأكثر عبارة تعبر عنه هي أنه مليء بالمشاكل وهو سبب كل مشكلة قد تراها على الإعلام.
مقتبس من كتاب Global Freemasonry
آخر التطورات الفنية
صعد الذهب في الآونة الأخيرة من 2030 إلى 2080 لحظة كتابة المقال، على الرغم من عدم وجود أي دفاع فني مباشر لصعود الذهب حيث بقي مؤشر الدولار على حاله يتراوح ما بين 103.5 إلى 104، وهذا ما يجعلنا نلقي سبب صعود الذهب على عاتق التحليل الأساسي وهنا نرشح أمرين:
الأول: بدء وجود تعامل مباشر ما بين الصين و روسيا دون وجود الدولار في هذه التعاملات، حيث صرحت روسيا في مطلع العام السابق أنها ستبدأ بالتعاملات التجارية مع الصين دون استعمال الدولار، وكذلك الصين كانت تخطط لهذا الموضوع منذ المناوشات الصينية الأميركية التي جرت على عهد صاحبنا ترامب 2017، وعلى بدء التعامل وجدنا ارتفاع أسعار الذهب لكون هذا التعامل يؤثر على الأقل 30% على ثقة المستهلك بالدولار.
الثاني: تراجع المؤشرات الاقتصادية التي ظهرت في الأسبوع الماضي، والتي تبين الوضع الاقتصادي الحقيقي للولايات مثل طلبات السلع المعمرة، ومؤشر ثقة المستهلك.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" عندما ترى أن السوق لم يعد مقتصراً على خبر، هنا تماماً تعلم أن الفرصة على المحك"
بنجامين جراهام
في هذا الأسبوع نحن بانتظار العديد من الأخبار الاقتصادية التي تعكس الخطة التي تنوي الحكومة الأميركية استخدامها في ظل وجود العديد من الكوارث التي تترقبها في نهاية هذا العام، مثل حرب على الأبواب تتطلب نفقة عالية، ركود تضخمي متوقع في ظل فترة انتخابات لذا نحن بترقب شهادة جيروم باول حول الوضع وإلى أي سياسية اقتصادية سيميل ومن المتوقع والبديهي أنه سيميل إلى سياسة تشدديه ( الإبقاء على الفائدة مرتفعة )، وهذا ما يشكل ضغط سلبي على الذهب لمدار أيام فقط لا أكثر.
حقيقة إني أرى أن الولايات في مأزق كبير خصوصاً أن الرأسمالية البحتة في قراراتها ودمج هذه الرأسمالية ما عادت لتفيدها في ظل وجود الكثير من النفقات في ظل فترة أساساً تعاني فيها الولايات من الديون، وأنا هنا لا أشكك بقدرة الولايات في تجاوز هذه العقبات فهي استطاعت تجاوز عقبات أسوأ، وإنما يكون التخوف من الضريبة التي سيدفعها كل من له صله بهذا الاقتصاد.
التحليل الفني للسعر
"الاحتمالات هي لغة السوق، وحتى تحاوره افهم لغته"
مارك دوجلاس
بالنظر فنياً على الشارت نلاحظ:
1. ارتفاع مستوى العشوائية في السوق، وذلك من خلال استقراء مؤشر VIX.
2. انخفاض الفوليوم التداولي عند مستوى 2080، بشكل ملحوظ.
3. تشكل نموذج استمراري ( راية صاعدة ) دون اختبار.
4. ارتفاع الأوامر المعلقة عند مستوى 2030، أكثر من أي فترة سابقة.
5. انحسار العزم التداولي، والمقروء من خلال عدد تكات شمعة الدقية خلال الثانية.
6. مستوى تصحيح فيبوناتشي ينتهي عند 2028.
الخلاصة:
نلاحظ انحسار العزم التداولي، وحتى يكتسب السعر عزماً يدفعه لكسر مستوى 2080، فلابد من سيولة، وهذه السيولة تتحقق من خلال تصحيح يستهدف مستوى 2030.
بعد انتهاء التصحيح نتوقع أن الذهب بهذه الحالة سيستهدف مستويات سعرية جديدة لا تقل عن 2150، خصوصاً أن متوسط السعر الطبيعي المقبول للشراء بدأ بالارتفاع، وذلك يمكن أن تلاحظه من نسب الفوليوم وكيف كانت ترتكز عند 1985 فكنا نقول أن أفضل سعر للشراء هو 1985، ثم بدأت بالارتفاع نحو 2020 فأصبحنا نقول أن أفضل سعر للشراء هو 2020 لأن صانع السوق بدأ يقبل ارتفاع السعر.
حال عدم تحقق التصحيح
إن عدم تحقق التصحيح، وصعود الذهب من مستوى 2080، يعني صعود غير مستقر، وغير آمن وهذا يكون مجرد ذيل لشمعة هابطة وليس مستوى صعودي.
ارتفاع المتوسط ليس أمراً جيداً
إن ارتفاع متوسط السعر الطبيعي للشراء هو السعر الذي يرى فيه صانع السوق أن شراء الذهب بهذه المستويات أمر مقبول.
وإن استمرار الارتفاع لمدة قصيرة ( خلال شهر واحد ) لأكثر من مرتين على التوالي، يشير أن صناع السوق يرون أهداف بعيدة للذهب لا نستطيع قراءتها بأدواتنا الفنية البسيطة، وهذا ما يجعلنا نقول أن الذهب على المدى البعيد أصبح مركز حفظ قيمة بحت، وهذا يجعل تداوله على FOREX أشد عنفاً مما سبق، وعلى المدى البعيد مركز قيمة لا ربح.
على المدى البعيد
إن ارتفاع السيولة بهذا الشكل على الذهب لا يعني بالمطلق ميل العامة، و المستثمرين إلى الذهب لكونه مصدر ربح خصوصاً أن الذهب من رأي كبراء المستشارين أنه ليس للربح وإنما لحفظ القيمة، خصوصاً أنه عندما تشتري ذهباً بسعر 2000$ للأونصة وتبيعها على مربح 30%، في ظل ارتفاع سعر أي شيء محيط بك هو 30%.
هذا لا يجعلنا بالمطلق نسيء للذهب، فإن الذهب على رأي روبرت كيوساكي مال وجد قبل أي مال هو بكل بساطة إلاهي " God Money "، ولهذا على المدى البعيد نتوقع أن يحفظ قيمة ذاته خصوصاً هذه السنة التي نرى فيها ترنح للدولار ولكن أعلم انه لحفظ القيمة وليس للربح، وهذا ما يجعله سلعة ادخار باختلاف المكان والزمان.
رأي المستشار المالي
في النهاية عزيزي القارئ كون الذهب مليء بالمشاكل فهذا لا يطفئ من بريقه، بالعكس تماماَ هذا ما يجعله قبلة كل مستثمر وفهمه غاية كل متداول، ولكن بكل بساطة عليك أن تعلم أن اقتناص فرصه يعني تجاوز عقباته بفهمها.
في الختام تذكر أن السوق لا يحوي على مخاطر وإنما الجهل بالسوق هي المخاطر ... كل الحب
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
X: @omarsyyah