" أسوأ ما في السوق أنه مليء بالثرثرة ، وأجمل ما فيه أنه لا يستجيب لتلك الثرثرة "
جيسي ليفرمول
تقوم البراعة والكفاءة في أسواق المال ، وعلى رأي كبار أباطرة المجال على من يمتلك المعلومة الصحيحة ، وهذا ما قامت عليه أعظم النظريات التي خسفت بالتحليل الفني ، ومن أشهرها نظرية كفاءة أسواق المال والتي تخبرك أنه إذا عكست لك الأسعار جميع المعلومات المتاحة لا يمكن حينها أن تحقق من السوق شيء ومهما استعنت من خبراء إلا بحال امتلكت ما لا يمتلكه الجميع ، ليعلق على هذه النظرية المضارب الشهير جيسي ليفرمول بعبارته الشهيرة ، قاصداً بذلك أن الفئة الأكبر لا تملك سوى الثرثرة وهذا بحد ذاته ما يجعل صانع السوق حوتاً متميزاً ومتفرداً ، ليس لأنه يملك علوماً سحرية بقدر كونه يملك علوماً حقيقية ، والفئة الأكبر تآمن بالترهات.
أول من تكلم عن نظرية كفاءة أسواق المال هو العالم الاقتصادي muth ، وتكلم عنها أيضاً العالم يوجين فاما والعالم العربي عبد اللطيف مصطفي الجزائري في كتابه أساسيات أسواق المال.
آخر التطورات الفنية
ارتفع سعر الذهب في الآونة الأخيرة ارتفاعاً قياساً محققاً قمة جديدة ، وهذا يعود لرفع التوقعات حول خفض الفائدة مما يشكل ضغط سلبي على الدولار وطلب على الذهب ، وأضف على ذلك التعاملات التجارية ما بين الصين وروسيا دون وجود الدولار.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" الاقتصاد الأميركي خدعة كبيرة ولا حيلة لأحد، والأسوأ من ذلك أنه برأيي من دفع الضريبة"
مقتبس من كتابات ونستون تشرشل
بالنظر إلى الاقتصاد ككل ، وخصوصاً الاقتصاد الأميركي ، نلاحظ أن الوضع رهن التضخم ، والنمو ، وهذا لكون العاملين هما الحكم و الميزان ، والمقياس للوضع الاقتصادي ككل ، فإذا كان النمو أعلى من التضخم يعد التضخم بهذه الحالة جيداً و الوضع الاقتصادي مقبول ، وإذا كان التضخم أعلى من النمو فنحن بحالة سيئة.
بالنظر إلى مؤشر Inflation Rate، الذي يعبر عن التضخم في الولايات ، على أساس شهري وربطه مع Regression ، والذي يقيس المعدل الطبيعي للمؤشر وفقاً لتركز المؤشر خلال الفترة الماضية ، وذلك باستخدام الانحراف المعياري، والاحصاء المالي نلاحظ أن التضخم بدأ يقترب من معدلاته الطبيعة على مدار الأشهر السابقة.
إن اقتراب المؤشر من المعدل الطبيعي لا يعني أن التضخم بدأ بالانخفاض وإنما هو ضمن الحد الفاصل الذي نعد على أساسه التضخم مرتفع أم منخفض ، وفي حالتنا هذه هو عند 3.1 ونلاحظ أن أسفل هذا المستوى يعد التضخم منخفض ( لون أحمر ) ، وأعلاه يعد التضخم مرتفع.
لذلك نحن حالياً نترقب نوعين من الأخبار، الأول الذي يعكس نسب التضخم ، وإذا أتت بارتفاع أو بقيت على حالها ، نلغي فكرة أن الفيدرالي سيخفض الفائدة وهذا سيخفض من سعر الذهب على المدى القريب وتحديد سعر الذهب على المدى البعيد يلقى على عاتق النمو الاقتصادي ، فإذا كان مرتفعاً فإن هذا يساهم في المزيد من خفض الذهب ، ويمكن الاطلاع على مؤشر ميشيغان لقياس النمو الاقتصادي، أو من خلال مخزون النفط حيث أن انخفاضه تعني أن هناك حركة اقتصادية.
الخلاصة
في الحقيقة إني أرى أن الولايات بين ناريين الأول هو التضخم ، والثاني هو الركود ، وخصوصاً أنها تطبع الكثير لمحاولة تغطية نفقات الحرب وهي بين حلين أحلاهما مر ، وبعيداً عن تعقيد أثر كل حل يكفي القول أن كلا الموضوعين يشكل ضغط سلبي على الدولار على المدى البعيد ، ويجعل الذهب شديد التقلب على المدى المتوسط و القريب.
التحليل الفني للسعر
"المتداول الناجح هو المتداول الذي لا يحلل السوق على أنه اتجاه واحد وإنما يدرس جميع الخيارات الممكنة"
مارك دوجلاس
بالنظر إلى السعر نلاحظ:
1. أكمل السعر بهذا الصعود موجة إليوت الخامسة ، وهو ينتظر الأمواج التصحيحية.
2. أوامر الشراء المعلقة من صناع السوق متموضعة عند 2070 – 2050- 2030 وهذا تبين لنا من خلال الفوليوم.
3. بالنظر إلى السعر إحصائياً نلاحظ أن السعر بدأ بالانحراف بعيداً جداً عن سعره الطبيعي ، علماً أن السعر الطبيعي للذهب بعد هذا الصعود ووفقاً للنموذج الاحصائي (Normal distribution pattern ) هو 2030 – 2070 ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القاع على المدى البعيد أصبح 2000 ،
أي نسبة أن يبقى أعلى 2000 هي نسبة تفوق 80% احصائياً ونسبة أن يبقى أعلى 2100 هي نسبة تقل عن 10% احصائياً ، ونسبة أن يتمحور السعر عند 2030 هي 70%.
4. الزخم ، والذي يقاس من خلال حركة الشمعة بالثانية ، بدأ بالانحسار نحو 70% وهذا يجعلنا ننفي وجود المزيد من الصعود.
5. الفوليوم ، والأوامر المعلقة ، تعطي أمل بأن يحقق الذهب المزيد من الصعود.
6. السعر الطبيعي للذهب وفقاً لمفهوم Regression ( مؤشر مالي إحصائي ، شرحنا عنه في مقالنا السابق ) هو 2070 ، وهو حالياً بأقصى سعر ممكن أن يبلغه.
الخلاصة:
في الخلاصة نتوقع عملية تصحيح للسعر عنيفة نحو 2070 كأول مرحلة ، ثم تستهدف 2030 ، وبعدها سنتكلم على أن الذهب سيحقق مستويات قياسية جديدة.
على المدى البعيد
احصائياً أصبح متوسط السعر الطبيعي للذهب هو 2030 ، وهذا يعني أنه على المدى البعيد نتوقع زيادة فوق تلك النسبة بما لا يقل عن 10% وهي فروق التضخم ( هذا كأقل تقدير ) ، أما إذا أختار الفيدرالي خفض الفائدة للهروب من براثن الركود لكونه أصعب من التضخم ، سنرى حينها أسعار الذهب لا تقل عن 2400$ ، بحال استمرت الضغوطات السلبية على الحكومة الأميركية من روسيا والصين.
رأي المستشار المالي
في النهاية عزيزي القارئ لا شك أن الذهب هو الملاذ الآمن ولكن شرط أن تختار السعر المناسب للشراء لأن اختيار السعر الأمثل ينجيك من التقلبات وعشوائية السوق ، وفي حالتنا أفضل سعر للشراء هو 2030 وما دون ، أما غيرذلك فأنت تخالف فطرة التاجر وتخالف سيكولوجية الذهب ، وفي الختام تذكر أن صانع السوق يبحث عن الشراء في ظل الهبوط لا الشراء في ظل توقع الصعود.
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
هذا المقال برعاية مجلة Investing ، علماً أن كل متداول يستخدم الكوبون التالي ( OMARSYAH ) للاشتراك السنوي في Investing pro يحصل على بطاقة VIP مقدمة من المستشار المالي عمر جاسم آلصياح
للاستفسار عن الخدمة لا تتردد بالتواصل معنا..
X: @omarsyyah