" قوة العقل في الرصانة لإنها تبقيه بعيداً عن التشويش العاطفي" فيثاغورس
هارف إيكر في كتابه the secret of millionaires mind يقول أن جلب المال أسهل بكثير من الحفاظ على المال وهذا لأن الأولى لا تؤثر بها العاطفة، والثانية تدمرها العاطفة فالحماس يساعدك لتحقيق المزيد من التقدم، والخوف كذلك لكن عندما تملك المال قد تخضع للعاطفة فتدمر كل شيء، وكذلك الأمر يشبهه مارك دوجلاس في كتابه التاجر المنضبط فعندما ترى الأسعار بارتفاع مستمر تنسى أن الموضوع قد لا يكون عقلاني، وترمي بالتحليل على قارعة أول صفقة رابحة لتفكر فقط في المزيد من الصعود وهذا بحد ذاته يجعل فئة كبيرة تخرج من السوق خصوصاً أن السوق لعبة مشاعر أكثر بكثير من كونها لعبة معرفة.
آخر التطورات الفنية
في ظل توتر جيوسياسي في الشرق الأوسط قد يتحول إلى حرب إقليمية تعيد الرعب النووي على مسامع المستثمرين، يرتفع الذهب ليحقق 2350$ مع مخاوف لمزيد من الصعود، ولكن هل يبقى هناك المزيد من الصعود؟
آخر الأخبار وأثرها على السعر
ما يتحكم بأسعار السوق في الوقت الحالي سواء كعملات، مؤشرات، سلع و سندات هو خبرين لا ثالث لهما:
1. خفض الفائدة من الفيدرالي
حقيقة وبغض النظر عما يصرحه الإعلام فإن الفيدرالي يميل إلى النظر إلى ثلاث مؤشرات قبل اتخاذ قرار التخفيض وهي مؤشرات:
التضخم وذلك لأن رفع الفائدة يكبح التضخم.
البطالة وذلك لأن خفض الفائدة يكبح البطالة.
النمو وذلك لأن عدم وجود نمو اقتصادي يحفز خفض الفائدة.
بالنظر إلى مؤشر CPI ، والذي يقيس التضخم نلاحظ أنه أقل من متوسطه الطبيعي، وبالتالي هذا انخفاض واضح للتضخم، وهذا يلغي فكرة أن الفائدة سيتم رفعها ولكن يعزز فكرة تثبيتها لكون مؤشر USIR مازال مرتفع نوعاً ما، أي أن التضخم حتى هذه اللحظة بنظر الفيدرالي، وقياساً لمتوسطه
الطبيعي مازال مرتفعاً وهذا يحفز التثبيت.
بالنظر إلى مؤشر البطالة نلاحظ أن هناك انخفاض واضح في معدلات البطالة مع ميل إلى الارتفاع، وهذا يعزز تخفيض الفائدة للحفاظ على نسب البطالة منخفضة.
.
حقيقة الميل إلى خفض الفائدة هو قرار بديهي للفيدرالي، ولكن الجرأة من الفيدرالي تأتي عندما لا يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة في اجتماعه القادم ويستجيب لبيانات مؤشر USIR، وخصوصاً إذا صدرت بيانات التضخم خلال هذا الشهر مرتفعة وهذا يكون من خلال مؤشرات التضخم التي ستصدر خلال الشهر القادم، فإذا كانت بيانات التضخم خلال هذا الشهر مرتفعة سنرى تراجع للذهب وسيقوم الفيدرالي بتأجيل خفض الفائدة.
2. ارتفاع القلق في الشرق الأوسط، ليتحول لحرب إقليمية.
إن التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط ما زال حتى هذه اللحظة محصور بين دول المقاومة ( لبنان، سوريا، فلسطين، إسرائيل، إيران) وعلى الرغم من حدوث تماس مباشر ما بين إيران ودولة المحتل إلا أنه يبقي الموضوع عسكرياً ضمن حرب مقاومة لا أكثر وهذا يجعلنا نقول أن هناك إمكانية أن تهدئ الحرب، وهذا يعني وإن ردت إسرائيل على إيران يبقي الموضوع ضمن حرب مقاومة، ليبقى التخوف أن تكون ضربة إيران حجة للولايات الأميركية فتقوم بالتدخل المباشر ضد إيران وهذا ما يجعلنا رسمياً نعلن بداية الحرب الثالثة وهذا ما يجعل الذهب يرتفع كأقل تقدير 50% ونخسف بكل ما مضى.
الخلاصة:
في ظل التوتر الجيوسياسي وفي ظل الميل نحو خفض الفائدة ن الطبيعي أن نرى أسعار الذهب تميل للصعود القوي، وقد يحمل في طياته المزيد من الصعود نحو 2500، وإن 3000 قريبة جداً ولكن نحن على انتظار تصحيح يعطي السعر عزماً للصعود.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات" الطيب صالح بالنظر إلى شارت الذهب نلاحظ:
1. بالنظر إلى الشارت الأسبوعي نلاحظ أن أعلى وأحدث نسبة شراء للذهب تتصدر عند 2170 لذا هي منطقة صانع السوق.
2. بالنظر إلى السعر إحصائياً نلاحظ أن نسبة أن يستقر السعر أعلى 2170 تتجاوز 40%.
3. اكتمال الموجة الخامسة من أمواج إليوت الصاعدة، وبانتظار أن يشكل السعر أمواج تصحيح، نحو أعلى منطقة فيها عزم وهي منطقة شراء صانع السوق كونه يفتقر العزم في الوقت الحالي.
الخلاصة:
أرى عملية تصحيح للسعر تستهدف( 2170 – 2200 )، شرط أن يغلق السعر مساء الغد أسفل 2315 لشمعتين على الأقل، والتي تشكل مراكز شراء قوية جداً باستهداف ( 2800 – 3000)، وبحال لم يحدث التصحيح قد نرى تقلب سعري ما بين ( 2350 – 2450).
على المدى البعيد
بناء على تصريح خبراء بنك GS بتوقعه أسعار الذهب إلى 2700 مع نهاية عام 2024، وبناء على الضغوط السياسية على الولايات، وقلق من حرب عالمية في ظل ركود متوقع فإن 2700 هي توقع صغير جداً للذهب.
رأي المستشار المالي
على الرغم من الميول الكبيرة نحو المزيد من الصعود الذي قد يحققه الذهب، إلا أنها تبقى نصيحتي لك عزيزي القارئ هي عنوان المقال، وهذا ليس لأن الذهب قد ينهار ولكن لأنه قد يصحح على حين غفلة، وأنت كمستثمر ومتداول غير عقلاني بالمطلق عندما تتعرض لضغط إعلامي، أضف على ذلك أنها صفقة غير مجدية مالياً عندما تدخل من 2350 لتستهدف 2500 مع احتمال تصحيح نحو 2170، لذا نصيحتي لك أنه إذا كنت قد حصلت سعراً جيداً فيما مضى فهذه فترة انتظار لك، وإن لم تحصل لا يغرنك الذهب فالقطار قد فات سواء كمضارب أم مستثمر لذا إما انتظر التصحيح أو فكر بسلع تحوطية أخرى كالفضة، وتذكر أن السوق عبارة عن لعبة انتظار، تنتظر التصحيح، تنتظر الصعود لا يربح فيها إلا من يجيد الانتظار.
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
لا تتردد بالتواصل معنا للحصول على أهم التوصيات
X: @omarsyyah