إن من المتوقع بدرجة كبيرة جداً أن يبدأ المركزي الأوروبي غداً بدورة تخفيض ، وذلك قبل الاحتياطي الفيدرالي لأول مرة لها على الإطلاق مع التراجع للتضخم بمنطقة اليورو بوتيرة أسرع من الولايات المتحدة، وذلك فضلاً عن التوقعات المحسنة الخاصة بأرباح الشركات والبقاء للنمو الاقتصادي المرن في أوروبا.
يصبح بذلك البنك الأوروبي أول مصرف مركزي بالاقتصادات المتقدمة الكبرى، حيث أنه يقدم على تلك الخطوة منذ النهاية للوباء ولكن قد يتحرك بحذر حينما يتعلق الأمر بتخفيضات مستقبلية.
وعبر تغيير جذري للسياسات النقدية فإن الأسواق تتوقع التخفيض للمركزي الأوروبي لمعدل الفائدة للإيداع لأول مرة منذ العام 2019 وبنحو 25 نقطة أساس، لتصل عند 3.75 بالمائة من المستوى القياسي الحالي وهو البالغ 4 بالمائة، وبالطبع فإن المستثمرون سوف يترقبون أية إشارات من جانب المركزي الأوروبي أو كريستين لاجارد رئيسته عن المسار الذي سوف يسلكه البنك فيما يخص السياسة النقدية فيما بعد.
كان الكثير من المحللين قد وصفوا تلك الخطوة المهمة المتوقعة في هذا الأسبوع بأنها تعتبر بمثابة تخفيض متشدد أو بما يعني تخفيض لتكاليف الاقتراض، وهو ما يصاحبه تصريحات وكذلك توقعات لثني السوق عن التوقع للمزيد من التخفيض بأي وقت قريب وخاصة عقب الارتفاع للتضخم في شهر مايو إلى نحو 2.6 بالمائة وذلك من 2.4% في شهر أبريل.
كما أنه من المتوقع أن يعود التضخم بصورة دائمة لهدف البنك وهو البالغ 2 بالمئة في العام القادم، مع التلاشي لصدمة الارتفاع في سعر الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
معدل الفائدة في المستقبل
كما أن البنك قد يتجنب الإشارة لتخفيض آخر في الاجتماع القادم في شهر يوليو خشية الافتراض للأسواق أن تلك الوتيرة سوف تستمر، كذلك فإن هناك بعض من الحذر بشأن الكيفية والتي قد تتفاعل بها الأسواق، مع أختلاف في سياسات نقدية بين 2 من أكبر البنوك المركزية والأكثر نفوذاً في العالم وهما الاحتياطي الفيدرالي والمركزي الأوروبي. ولاشك أن الفارق الآخذ بالاتساع بين سعر الفائدة بمنطقة اليورو والولايات المتحدة قد يعاقب اليورو وبالرغم من أنه قد يكون مفيد للمصدرين بأوروبا ولكن قد يزيد من مهمة البنك الأوروبي المركزي، حيث أنه قد يرفع التضخم عبر الواردات الأكثر في التكلفة وقد ذكر ماريانو سينا وهو الخبير الاقتصادي لدى باركليز (LON:) أننا نتخارج من الركود الدائم أكثر من عام بأوروبا، مع الدلائل أن التضخم يسير على الطريق الصحيح وقد شهد الاقتصاد الأمريكي ازدهار وذلك خلال الأرباع القليلة الماضية حيث أنه بالفعل كان هناك تباين بالاقتصادات.
وبالرغم من التأكيد للمركزي الأوروبي أنه يتحرك فقط استناد لما يفعله الفيدرالي فقط، فإن الصناع للسياسات يعترفون أنهم لا يستطيعون التجاهل للتأثير الذي يمارسه البنك على الظروف المالية وكذلك أسعار الصرف على مستوى العالم.
ولاشك أن هذا التباين قد يستمر بين السياسات للمصرفيين حتى يبدأ الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض الفائدة، كما أنه من الغير مرجح أن يتحرك البنكان بأتجاهين متعاكسين طويلاً، خاصة بعد أن قدم المقياس للتضخم بالولايات المتحدة في شهر أبريل لبعض من الإشارات المرحب بها وذلك على التباطؤ القليل في الأسعار مع إنفاق المستهلكين. يرى مارك وول وهو مراقب للمركزي الأوروبي لدى دوتشيه بنك لو حكمنا عبر تصريحات المسؤولين فلاشك بتخفيض الفائدة في يوم السادس من شهر يونيو. كما ترى كاثلين بروكس وهي مديرة الأبحاث لدى شركة وساطة إكس تي بي أن هناك أحتمال ب 98 بالمائة أن يقوم المركزي الأوروبي بتخفيض سعر الفائدةفي أجتماع يوم الخميس، ولكن الذي سوف يعلن بعد ذلك هو الأهم بالنسبة للأسواق المالية بالتحديد.