ميشال صليبي كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro.
يتعرّض الجنيه البريطاني لضغوط متزايدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، ويواجه مقاومة قوية أثناء محاولاته لاختراق مستويات هامة طويلة الأجل ان كان أمام الدولار أو امام اليورو. وقد تجاوز زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي GBPUSD متوسط حركته لـ 200 أسبوع عند 1.2850 في شهر يوليو، مكرراً محاولة قام بها قبل عام لاختراق اتجاه هابط متعدد السنوات. وكما حدث قبل عام، فشل الجنيه في القيام بذلك، وتحول توازن السوق لصالح البائعين.
حاليا, يتداول الجنيه الاسترليني عند مستويات قريبة من تلك التي بدأ منها العام، بعد أن ارتد من مستوى 1.23 في شهر أبريل وفشل في البقاء فوق مستوى 1.30 في يوليو. ومع ذلك، حتى الحركة الأفقية لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي تعمل لصالح المشترين، حيث تمكن الجنيه خلال الأشهر الثلاثة الماضية من التماسك فوق خط المقاومة للقناة الهابطة التي كانت تسيطر منذ عام 2008.
ضمن الاطار الزمني اليومي، يتم اختبار النظرة الصعودية للجنيه حيث تراجع زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي نحو متوسط حركته لـ 200 يوم عند 1.2660 ويتداول بالقرب من منطقة أدنى مستويات أواخر يونيو. يعتبر الفشل في البقاء فوق هذا الخط خلال الأيام القادمة حدثاً أكثر جدية من التراجع الذي حدث في أبريل، حيث سيظهر أن الانعكاس الذي حدث في يوليو للأسفل لم يكن مجرد تصحيح تقني.
السبب الأهم للضغط على الجنيه هو السياسة النقدية، حيث قام بنك إنجلترا بسرعة بتخفيف السياسة استجابة لتراجع التضخم. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الشراء الكبير لليورو مقابل الجنيه خلال الأسبوعين الماضيين. حيث إن الانخفاض في زوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته منذ عامين جعل شراء اليورو مقابل الجنيه جذابًا، خصوصًا عندما بدا أن البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا يتحركان بوتيرة متقاربة في تخفيف السياسة النقدية. بالنسبة لزوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني، يعد هذا تراجعًا أعمق داخل نطاق التداول خلال السنوات الثماني الماضية. الانعكاس الحاسم نحو الأعلى لزوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني EURGBP يزيد من فرص السيناريو الصعودي نحو الطرف العلوي من النطاق بالقرب من 0.9000. سيصبح هذا هو السيناريو الرئيسي بعد التماسك فوق المتوسط لـ 200 أسبوع عند 0.8620.