ارتفعت أسعار الذهب العالمية إلى أعلى مستوياتها خلال الجلسة بعد البيانات الاقتصادية التي كشفت عن تباطؤ سوق العمل الأمريكي أكثر من المتوقع، وذلك قبل أن تعود الأسعار إلى الهبوط مرة أخرى بفعل عمليات جني الأرباح.
أضاف الاقتصاد الأمريكي بالقطاع الخاص 142 ألف وظيفة في شهر أغسطس، بينا سجلت القراءة السابقة 89 ألفًا بعد التعديل، فيما توقع الخبراء إضافة 164 ألف وظيفة.
وعلى الجانب الآخر، سجل معدل البطالة الأمريكية 4.2% في أغسطس، أقل من القراءة السابقة البالغة 4.3%.
وبالتزامن مع صدور تقرير يوم الجمعة، يدور نقاش حول مقدار خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماعه في وقت لاحق من هذا الشهر. خلال خطاب ألقاه في أواخر أغسطس، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن البنك المركزي "لا يسعى أو يرحب بمزيد من التباطؤ في ظروف سوق العمل".
وقد شوهدت علامات أخرى على التباطؤ في سوق العمل في وقت سابق من الأسبوع. أظهرت البيانات يوم الخميس أن أرباب العمل في القطاع الخاص في الولايات المتحدة وظفوا أقل عدد من العمال في 3 سنوات ونصف في أغسطس، في حين انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي. وبحسب تقرير "إيه دي بي" الشهري، أضاف القطاع الخاص الأمريكي 99 ألف وظيفة جديدة في أغسطس، وتعد هذه أدنى وتيرة لزيادة التوظيف منذ يناير من عام 2021.
أخبار إيجابية
شهدت سوق الذهب مكاسب قوية استجابةً لبيانات التوظيف الأضعف من المتوقع، حيث تداولت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر آخر مرة عند 2,558 دولار للأوقية، بزيادة 0.61% خلال اليوم. ومع ذلك، عادت الأسعار للهبوط مرة أخرى بفعل عمليات جني الأرباح، حيث تسجل الآن مستوى 2534 دولارًا للأوقية.
ورغم أن الرقم الرئيسي للتوظيف كان أقل من التوقعات، إلا أن هناك أخبارًا إيجابية للعمال الأمريكيين، حيث أظهر التقرير أن متوسط الأجور في الساعة على أساس شهري ارتفع بنسبة 0.4%، وهو تحسن مقارنةً بزيادة 0.2% في يوليو. وقد تجاوز نمو الأجور التوقعات، حيث كان الاقتصاديون يتوقعون زيادة بنسبة 0.3%.
أما على أساس سنوي، فقد سجل متوسط الأجور 3.8%، أعلى من توقعات الخبراء الذين رجحوا زيادة بنسبة 3.7% فقط، فيما بلغت القراءة السابقة 3.6%.
بالإضافة إلى ضعف نمو الوظائف في أغسطس، أشار التقرير إلى مراجعات تنازلية إضافية لبيانات يونيو ويوليو. تم تعديل أرقام يوليو نزولاً إلى 89,000 وظيفة من التقدير الأولي البالغ 114,000. وبالمثل، تم تعديل أرقام يونيو إلى 118,000 وظيفة بعد أن كانت التقديرات تشير إلى 179,000.
وجاء في التقرير: "مع هذه المراجعات، أصبح عدد الوظائف في يونيو ويوليو مجتمعة أقل بـ 86,000 وظيفة مما تم الإبلاغ عنه سابقًا".
ما سر تقلبات الأسعار الأخيرة؟
تنظر الأسواق إلى بيانات التوظيف الأخيرة من منظور يميل إلى تيسير السياسة النقدية، وهو ما يدعم أسعار الذهب. زادت التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض كبير لأسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر بعد بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس. وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على إنفستنغ السعـودية، تتوقع الأسواق احتمالية بنسبة 49% لخفض الفائدة في 18 سبتمبر.
ومع ذلك، ينظر إلى تقرير التوظيف بأنه مزيج معقد، مما يزيد من صعوبة اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي لقرار بشأن السياسة النقدية.
من الممكن أن يشير المتفائلون إلى تباطؤ نمو الوظائف كتبرير محتمل لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. في المقابل، يمكن للمتشددين أن يجادلوا بشكل معقول بأن عدم التباطؤ الإضافي مقارنةً بتقرير يوليو، جنبًا إلى جنب مع النمو القوي في الأجور، يبرر خفضًا أكثر تواضعًا بمقدار 25 نقطة أساس. وهو ما يفسر التقلبات التي شهدتها أسعار الذهب خلال اللحظات الماضية.
وختامًا، تتألق أسعار الذهب بشكل عام في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وسواء خفض الفيدرالي الفائدة بـ 25 نقطة أو 50 نقطة، فإن المعدن الأصفر سيواصل ارتفاعاته القياسية خلال الفترة القادمة بدعم من ضعف الدولار ومشتريات البنوك المركزية المتواصلة.