في أعقاب فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، قد تواجه أسعار الذهب تحركات جديدة بين صعود وضغط، مما يثير تساؤلات حول الاتجاهات المحتملة للذهب على المدى القصير إلى المتوسط. إليك نظرة تحليلية على بعض التأثيرات المتوقعة التي قد تحدثها سياسات ترامب على الذهب خلال الفترة المقبلة.تأثير تهدئة الفيدرالي الأمريكي على الذهب
في فترة ولاية ترامب الثانية، هناك توقعات بتغير نبرة الفيدرالي الأمريكي بخصوص خفض أسعار الفائدة، حيث قد يتخذ الفيدرالي سياسة أكثر استقرارًا تتماشى مع دعم الانتعاش الاقتصادي بدلاً من الاعتماد على تخفيضات متتالية. هذه السياسة الأكثر تحفظاً قد تسهم في تقليل الدوافع لصعود الذهب، مما يؤدي إلى ضغوط محتملة على الأسعار في المدى القصير.التوجه نحو تهدئة التوترات الجيوسياسية
أحد العوامل التي دفعت أسعار الذهب إلى ارتفاعات قوية في الفترات السابقة كان تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وخصومها. لكن في ظل نية ترامب تهدئة هذه التوترات، بما في ذلك السياسات الهادئة تجاه دول مثل كوريا الشمالية وإيران، قد تنخفض مستويات الخطر الجيوسياسي، مما يضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع استقرار هذه الأوضاع، يمكن أن تشهد الأسعار هدوءًا نسبيًا خلال الفترة المقبلة.
توقعات لنمو الاقتصاد الأمريكي وقوة الدولار
من المتوقع أن تتجه سياسات ترامب نحو تعزيز النمو الاقتصادي الأمريكي وزيادة فرص العمل والاستثمار المحلي. هذا النمو قد يدعم ارتفاع الدولار الأمريكي، مما سيؤدي بدوره إلى ضغوط إضافية على أسعار الذهب. إذ تميل قوة الدولار إلى جعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين خارج الولايات المتحدة، مما قد يسهم في تراجع الطلب على الذهب كملاذ تقليدي في المدى القصير.عوامل داعمة طويلة الأجل لأسعار الذهب
مع تعمقنا في سياسات ترامب، يظهر أن سياساته التجارية قد تكون داعمة للذهب على المدى الطويل. فقد تكون السياسات التجارية العدائية تجاه الصين والاتحاد الأوروبي سببًا رئيسيًا لزيادة الطلب على الذهب كوسيلة تحوط. فمن المتوقع أن يستمر الصراع التجاري مع الصين في فرض ضغوط اقتصادية على الأسواق العالمية، مما قد يجعل الذهب أكثر جاذبية كملاذ آمن، خصوصًا في ظل تعثر النمو الاقتصادي في بعض الدول الرئيسية مثل الصين والاتحاد الأوروبي.نصيحة للمستثمرين: الصبر مع توقع تصحيح محتمل
بناءً على هذه العوامل، يبدو أن على مستثمري الذهب في المدى الطويل التحلي بالصبر قبل الشراء، حيث قد نشهد موجة تصحيحية تدفع الأسعار نحو الانخفاض إلى حوالي 2530 دولار للأونصة، خاصة إذا كسر الذهب مستوى الدعم الأساسي عند 2605 دولار. قد تكون هذه المناطق فرصًا مثالية للشراء بأسعار منخفضة والاستفادة من الدعم المتوقع للذهب في المستقبل على خلفية المخاطر الاقتصادية والتجارية.
الخلاصة: يظل الذهب سلعةً حساسة تجاه التوترات التجارية والجيوسياسية، وسيكون من الحكمة مراقبة السياسات الأمريكية المستقبلية عن كثب، خاصة في ظل توقعات بتحولات في أسعار الفائدة والنمو الاقتصادي.