بعد عام ذهبي شهد فيه الذهب تحقيق مكاسب تجاوزت 27%، وهي الأفضل منذ عام 2010، بدأ الذهب العام الجديد بقوة، وسط ترقب المستثمرين لمؤشرات أسعار الفائدة الأميركية وسياسات الرسوم الجمركية للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقد برز المعدن الأصفر كأحد أفضل الأصول أداءً في 2024، مدفوعًا بعوامل مختلفة من بينها تزايد التوترات الجيوسياسية، ورفع البنوك المركزية الكبرى لمشترياتها من الذهب بالإضافة لبدء عمليات التيسير النقدي (خفض الفائدة) من قبل الفيدرالي.
ويتوقع المحللون أن يتبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) نهجا بطيئا وحذرا بشأن المزيد من خفض أسعار الفائدة في عام 2025، مع استمرار تجاوز التضخم هدف البنك المركزي السنوي البالغ اثنين بالمئة.
ووفقا لأداة فيدووتش التابعة لشركة (سي.إم.إي) فإن الأسواق ترى فرصة بنسبة 11.2 بالمئة فقط في إقدام المركزي الأميركي على خفض الفائدة في يناير مقابل احتمال بنسبة 88.8 بالإبقاء على الوضع الراهن.
اما عن ما شهدته البيتكوين فقد كان عامًا ديناميكيًا، حيث اتبعت مسارًا متقلبًا في أسعارها. مع اقتراب نهاية العام، تم تداول سعر البيتكوين عند حوالي 92,530 دولارًا، مسجلاً انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.89% خلال الـ 24 ساعة الماضية. ورغم هذا التراجع، لا يزال سعر البيتكوين مرتفعًا بنسبة 120% مقارنةً بالعام الماضي، مما يبرز مرونتها في ظل بيئة اقتصادية صعبة.
تحقق مكاسب البيتكوين السنوية الكبيرة نتيجة مزيج من تبني المؤسسات والتفاؤل المحيط بالتطورات التنظيمية. وقد عززت التكهنات بشأن مبادرات محتملة للعملات الرقمية تحت الإدارة الأمريكية القادمة من معنويات السوق. ومع ذلك، فقد واجهت العملة الرقمية مؤخرًا رياحًا معاكسة، حيث تأثرت أداؤها في ديسمبر بعوامل خارجية.
يُظهر النطاق السعري الحالي، الذي يتراوح بين 92,000 دولار و100,000 دولار، مرحلة من التماسك. يعكس هذا النطاق حالة من التردد في السوق بينما يواجه المتداولون تأثيرات الدولار الأمريكي القوي، والتحولات الجيوسياسية، وأخذ الأرباح في نهاية العام.
فغالبًا ما تتحرك البيتكوين عكسيًا مع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يتتبع قوة الدولار مقابل العملات الرئيسية. وقد أدى ارتفاع الدولار إلى ضغوط هبوطية على البيتكوين والأصول ذات المخاطر العالية الأخرى. في ديسمبر، كان ارتفاع الدولار مدفوعًا بتوقعات السياسات المالية والنقدية من الإدارة الأمريكية القادمة. وقد جعل هذا التحول الأصول التقليدية مثل السندات الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين، مما سحب السيولة من سوق العملات الرقمية.
يمثل انخفاض البيتكوين بنحو 4% هذا الشهر دليلاً على حساسيتها للتغيرات الاقتصادية الكبرى. ومع ذلك، يبقى السرد طويل الأمد للبيتكوين كتحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي سليمًا.
أثرت التوقعات الأقل لتخفيضات جديدة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي على جاذبية البيتكوين. فارتفاع أسعار الفائدة يجعل الاستثمارات ذات العوائد الثابتة أكثر جذبًا، مما يوجه الأموال بعيدًا عن سوق العملات الرقمية. وقد ساهم ذلك في أداء البيتكوين الهادئ في ديسمبر، إلى جانب العوامل الموسمية.
كما لعب أخذ الأرباح في نهاية العام من قبل المستثمرين المؤسسيين والأفراد دورًا في تقليل الزخم السعري للبيتكوين. وكان من المعتاد أن يشهد ديسمبر "انتعاشة سانتا" في السوق، وهو ما كان غائبًا بشكل ملحوظ هذا العام. وقد فاقمت السيولة المنخفضة خلال موسم العطلات من تقلبات الأسعار، مما أبقى البيتكوين ضمن نطاق تداول ضيق.
لا يزال الاهتمام المؤسسي بالبيتكوين قويًا، حيث تواصل المؤسسات المالية الكبرى دمج خدمات العملات الرقمية. وقد شهدت أحجام التداول بالعقود الآجلة نموًا ثابتًا، مما يعكس الطلب المستمر من المستثمرين المحترفين. ورغم أن المشاركة الفردية كانت أقل قليلاً في ديسمبر، إلا أنها تظل قوة دافعة وراء سيولة البيتكوين.
وقد وفرت إدخال صناديق تداول البيتكوين (ETFs) وزيادة التبني من قبل منصات التمويل التقليدية قاعدة صلبة للنمو المستقبلي. هذه التطورات تبرز القبول المتزايد للبيتكوين كفئة أصول مشروعة.
التوقعات على المدى الطويل
رغم التراجع الأخير، تظل التوقعات على المدى الطويل للبيتكوين إيجابية. يُتوقع أن تدفع التطورات التنظيمية المشجعة والتبني المتزايد في الأسواق الناشئة الطلب على البيتكوين. ويستمر تكامل البيتكوين في الأنظمة المالية السائدة ودوره كتحوط ضد عدم اليقين الاقتصادي في تعزيز جاذبيتها.
يتوقع المحللون أن تستأنف البيتكوين مسارها الصعودي في 2025، مع وجود محفزات محتملة مثل وضوح التنظيم في الأسواق الرئيسية والتطور المستمر لتكنولوجيا البلوكشين. كما يُتوقع أن تلعب الاستثمارات المؤسسية دورًا هامًا في استدامة نمو البيتكوين.
لقد كان أداء البيتكوين في 2024 شاهدًا على مرونتها كأصل رقمي رائد. وعلى الرغم من التحديات التي فرضتها عوامل اقتصادية مثل الدولار الأمريكي القوي والسيولة المنخفضة، فقد تمكنت العملة الرقمية من الحفاظ على زخمها الصعودي طوال العام. مع اقتراب السوق من 2025، سيكون من الضروري أن تتمكن البيتكوين من التنقل بين هذه العوائق لتحديد مسارها المستقبلي.
اما عن ما حدث للدولار الامريكي , أظهر الدولار الأمريكي بعض التذبذب في بداية تداولات عام 2025 بعد عام قوي من المكاسب ضد معظم العملات، حيث بقي الين الياباني قرب أدنى مستوياته في أكثر من خمسة أشهر. تراجعت العملة اليابانية بشكل كبير في 2024، حيث سجلت انخفاضًا يزيد عن 10% في السنة الرابعة على التوالي. في بداية العام الجديد، بقي الين عند 157.10 مقابل الدولار، وهو قريب من أدنى مستوى له الذي تم الوصول إليه في يوم الثلاثاء، مما جعل المتداولين حذرين من تدخل السلطات اليابانية.
يركز السوق في بداية العام على إدارة ترامب القادمة، حيث يُتوقع أن تساهم سياساتها في تعزيز النمو، لكنها قد تضغط على الأسعار أيضًا. هذه العوامل قد تدعم عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتعزز الطلب على الدولار.
تظل الفجوة الواسعة في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والدول الأخرى أحد العوامل الرئيسية التي شكلت ملامح سوق العملات الأجنبية خلال العام الماضي، مما أدى إلى تراجع معظم العملات مقابل الدولار في 2024.
إخلاء المسؤولية:
هذا التحليل لأغراض إعالمية فقط وليس نصيحة مالية. ينطوي التداول على مخاطر، والاداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية. يمكن أن تتغير ظروف السوق، لذا قم دائما بإجراء بحثك الخاص أو استشر مستشارا مالًيا قبل التداول. الكاتب غير مسؤول عن أي خسائر ناجمة عن استخدام هذا التحليل.