فشل الذهب بتجاوز قمته التاريخية 2935 مرتين بنفس الاسبوع وسط عمليات جني أرباح موسعة بُغية إعادة ترتيب مراكز الصفقات المضاربية، هذا التراجع أمر طبيعي بعد الصعود المتواصل للمعدن الأصفر الذي مازال متصدر عناوين الصحف والاخبار وبات حديث الشارع في كل بقع العالم.
الذهب عبر التاريخ من خلال متابعة الرسم البياني نرى أسعاره في ارتفاع مستمر رغم وجود تراجعات كبيرة في بعض الأحيان إلا أن التوجه العام في تصاعد ومستويات الـ 3000 دولار للأونصة على الأبواب وهي مسألة وقت، لذلك نصيحتى على الدام بعدم بيع الذهب الملموس مهما حدث اما بشأن المضاربات فلا مانع من الاستفادة من التقلبات السعرية شريطة إدارة المخاطرة بحذر تام.
من خلال متابعة البيانات الأمريكية الأخيرة رأينا انخفاض في مؤشر مبيعات التجزئة بشكل ملحوظ عن شهر يناير الماضي مما يشير على ضعف الاقتصاد وهذا يحفز الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة.
استراحة الثيران الحالية ما هي الا فرصة امام التعريفات الجمركية والتضخم الأساسي حتى تنهض من جديد لتكمل المسير، لاسيما مع ضعف الدولار الأمريكي أمام سلة العملات.
من الملاحظ في الآونة الأخيرة هو تحول الكثير من المضاربين للذهب الفعلي من خلال تداوله الورقي حتى يضمن قيمة العملة التي تتأرجح في ميزان التضخم.
فنياً:
على الإطار الزمني الأربع ساعات نشاهد نموذج القمتين مع وجود عمليات جني أرباح مستمرة، في حال كسر مستويات 2852 سنرى الدببة تسابق الزمن لتصل لمستويات 2783 لاسيما مع استقرار الذهب ما دون مستويات 2900 في الجلسة الأخيرة.
في حال تماسك الاسعار عند 2783 يكون بذلك بمثابة عودة الثيران للمشهد لتستكمل طريقها، أما في حال اطمئنان المستثمرين بعدم توسع جغرافية الحرب التجارية سنرى شلال أحمر للمعدن الأصفر بلمعان خافت.
ملاحظة: ما أنشره هو سلوك مضاربي ومحاكاة لأسواق المال، والقصد منه التوعية والسلوك السعري وهي بعيدة كل البعد عن التوصيات بالبيع والشراء حيث أن القرار مسؤولية المتداول. إن صدق التحليل فهذا توفيق من الله سبحانه وإن كان عكس ذلك فكل مجتهد نصيب.