"الركود لا يدوم، ولكن الأشخاص القادرين على التكيف هم الذين ينجون منه."
بيتر دراكر
إذا دققنا في تاريخ الاقتصاد لوجدنا أن أغرب علاقة اقتصادية قد يصعب تفسيرها، هي علاقة الذهب مع الركود ففي حالات وجدنا أن الذهب هو المنجى الوحيد لما حدث ، وقد يغيض هذا الحكومة من ارتفاعه الفاضح لقيمة العملة الورقية، فعندما حدث الكساد العظيم ، أصدر الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1934 أمرًا تنفيذيًا لمصادرة الذهب ومنع تداوله ، وفي حالات أخرى من الركود لم يرتفع الذهب ، وفي حالات أخرى من الركود انهار الذهب
إذا أردت أن ألخص لك الأمر ، لقلت لك أن أكبر عدو لسعر الذهب هو الركود ، ولكن أفضل وقت لشراء الذهب هو الركود ، وهذا لكون الذهب يرتفع في بداية توقع الركود ولكن ما أن يقع الركود حتى يلجأ الاغلب لبيع الذهب للحصول على سيولة نقدية من اجل المصاريف ( خصوصاً إذا طالت فترة الركود ولم يكن الركود تضخمي ) ، كما أن أغلب المستثمرين عندما يقع الركود يميلون لشراء الأسهم بأسعار زهيدة وهذا تماماً ما يدفعهم للاستغناء عن الذهب
آخر الأخبار وأثرها على السعر
مع استمرار العم دولاند ترامب ، بقراراته نحو فرض الضرائب على المستوردات ، والاهتمام بسوق حديث النشأة ( العملات الرقمية ) ، يميل أغلب المستثمرين ، التجار ورجال الأعمال إلى تأجيل قراراتهم إلى أن تتضح الصورة وهذا بحد ذاته يسبب مأساة في تراجع النمو الاقتصاد. حتى هذه اللحظة بلغ التراجع في النمو الاقتصادي الأميري 4.7% وهو رقم كبير جداً. وهذا ما يبرر بشكل مباشر تراجع مختلف الأسواق بنسب كبيرة تصل في بعض الأسهم و العملات إلى 60%
التحليل الاقتصادي
بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية نلاحظ مع ثبات التضخم عند 2.4 ، وتراجع النمو و ارتفاع البطالة وعلى هذا نتوقع بشكل كبير جداً أن يخضع الفيدرالي لرغبة ترامب في تخفيض الفائدة والقبول بالتضخم على ألا يقع الكساد ، حيث أن التضخم بنظر الحكومة الأميركية ارحم بكثير من الكساد.
الخلاصة:
ذكرت لك سابقاً عزيزي القارئ ما أن بدئ ترامب بفرض الضرائب لتقليل المستوردات، حتى يبدئ بتخفيض قيمة الدولار وذلك لتحسين الصادرات الأميركية وهذا حقيقة وجدناه تجلى من خلال تراجع مؤشر الدولار الأميركي من 110 إلى 104 مع توقع المزيد بالتراجع وهذا يحمل إيجابية بتماسك الذهب على المدى القريب ولكن تراجع على المدى المتوسط واستقرار الذهب على المدى البعيد.
لماذا!؟
لإن ما يقوم به ترامب هو مرحلة تطهير للاقتصاد الأميركي وتخفيف العبء وقد تكون سيئة في الوقت الراهن وذو أثر صعب جداً على الأسواق لأن الاغلب أجل قراراته وهذا ما دفع القطيع للتخوف ومنه ارتفاع الذهب ، ولكن مع ميل الاقتصاد لتحسن على مدار الأشهر القادمة لن يكون هناك حاجة كبيرة للاحتفاظ في الذهب في ظل ارتفاع الأسهم.
لذلك يمكن القول أنه على الرغم من توقع ركود لكني انا شخصيا ً أرى خيار الركود مستبعد إن نجح ترامب في تحسين دورة الاقتصاد ، وهذا ما يجعل الذهب يميل للاستقرار بمستويات معروفة لا تزيد عن 2700 -2800
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1.احصائياً يمتاز الذهب بتراجع تصحيح في الشهر الثالث وذلك بناء على بيانات السنوات العشرون السابقة
2. مع استقرار الفائدة عند مستوى 3 ، سيميل الذهب للاستقرار بنطاق 2700- 2800 وهذا وفقاً للعلاقة النسبية ما بين سعر الفائدة وسعر الذهب والتي نشرت سابقاً
3.الذهب حالياً ضمن المرحلة الأخيرة من موجة إليوت الخامسة والتي تليها ثلاث أمواج تصحيح
4.احصائياً ووفقاً لنموذج NDM ، من المتوقع استقرار الذهب عند 2800 – 2760
الخلاصة:
من المتوقع ان يتسمر تصحيح الذهب إلى مستوى 2760 – 2800 كأول محطة وإن كسر 2750 سيستمر التصحيح على مدار الشهر إلى 2650 بحال ساءت الأمور جداً وهذا خيار مستبعد ولكنه وارد
تنويه: شرط التصحيح هو كسر 2890 والإغلاق أسفلها
على المدى المتوسط والبعيد
بعد أن يختبر الذهب المستويات المذكورة أعلاه سيعود بصعود نحو 3000 -3100 ثم يستقر عند 2700 – 2800
تنويه: عندما نتعامل مع الذهب نستخدم مبدئ النطاق السعر لا مبدئ المستوى السعري
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي المستثمر ، وإن كان ليصعب علي حقاً هذه الكلمة لكن يؤسفني انى أخبرك أن فترة الاستثمار بالذهب نوعاً ما انتهت وإن هدف 3000 جيد جداً للخروج من الذهب وبدئ التوجه نحو أسواق أخرى في الربح افضل ، وإن كنت مضارب في أسواق الفوركس فهذه فترة لك مثالية جداً وخصوصاً الذهب ، شرط أن تلتزم بإدارة المخاطر وتذكر عبارتي التي طالما أقولها لك أن السوق خطر جداً إذا كنت جاهل وآمن جداً إذا كنت به عارف.
المستشار عمر جاسم آل صياح
سنقوم بنشر سلسلة تعليمية تخص الذهب ومجموعة من أهم التوصيات على الانستجرام الخاص بنا تابعنا
@omar.financial.advisor