تشهد الأسواق المالية اضطرابات حادة بفعل مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية، حيث أدت سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التجارية، جنبًا إلى جنب مع التصحيح الحاد في قطاع التكنولوجيا —الذي يعد الخاسر الأكبر بسبب موجة البيع المكثفة— إلى زيادة المخاوف بشأن احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود. وقد أدى ذلك إلى انقسام التوقعات الاقتصادية للأيام المقبلة.
السؤال الرئيسي الذي يواجه المستثمرين حاليًا: هل نحن أمام ركود اقتصادي شامل أم مجرد ركود تضخمي؟
السيناريو الأكثر ترجيحًا يشير إلى الركود، خاصة مع تزايد العوامل السياسية والاقتصادية الضاغطة. ورغم انخفاض عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل، إلا أنها لم تهبط بعد إلى ما دون 4%—المستوى الذي يعد إشارة مؤكدة على حدوث ركود. ومع ذلك، فإن اتساع فروق الائتمان وارتفاع معدلات التقلبات في الأسواق يعكسان تزايد قلق المستثمرين.
التعريفات الجمركية لعبت دورًا رئيسيًا في الضغط على الاقتصاد الأمريكي، مما أثر على المستهلكين وأدى إلى تباطؤ سوق العمل حتى قبل التنفيذ الكامل لهذه السياسات. إلى جانب ذلك، تساهم النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا في زيادة حالة عدم اليقين، حيث لا تبدو هناك مؤشرات على تقديم أي من الطرفين تنازلات قريبة.
قرارات الفيدرالي والسياسات التحفيزية المرتقبة
مع اقتراب اجتماع الفيدرالي في 19 مارس 2025، تشير التوقعات إلى تثبيت أسعار الفائدة بنسبة 99% عند نطاق 4.50% - 4.25%. تبقى السياسة المالية عاملًا رئيسيًا في تحديد المسار الاقتصادي، حيث من المتوقع أن يوافق الكونغرس على حزمة تحفيزية تعادل 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي على مدى عدة سنوات، بهدف التخفيف من التأثير السلبي للتعريفات الجمركية. هذه الحزمة قد تمنح المستهلكين بعض الدعم خلال 2025 و2026، في حين أعلنت أوروبا والصين عن تدابير تحفيزية إضافية، لكنها قد لا تكون كافية لتعزيز النمو العالمي.
في ظل هذه الظروف، يوصي المحللون بالتركيز على قطاع الطاقة بدلًا من القطاعات الدورية، لا سيما التكنولوجيا، حيث من المتوقع أن تشهد أسعار النفط ارتفاعًا في الأشهر المقبلة.
وفي تصريح حديث، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الأحد 16 مارس 2025: "إن حركة التصحيح في السوق طبيعية ولا تدعو للقلق"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تشكيل سياستها الاقتصادية.
مع استمرار التغيرات في المشهد الاقتصادي، تبقى الأسواق المالية مليئة بالفرص للمستثمرين القادرين على قراءة الاتجاهات والاستفادة منها بحكمة.
إخلاء المسؤولية:
هذا التحليل لأغراض إعالمية فقط وليس نصيحة مالية. ينطوي التداول على مخاطر، والاداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية. يمكن أن تتغير ظروف السوق، لذا قم دائما بإجراء بحثك الخاص أو استشر مستشارا مالًيا قبل التداول. الكاتب غير مسؤول عن أي خسائر ناجمة عن استخدام هذا التحليل.