الذهب يخترق حاجز 3,100 دولار لأول مره في التاريخ.. فما الذي يحدث؟

تم النشر 31/03/2025, 21:53

تواصل أسعار الذهب الصعود الحاد وتحطيم الأرقام القياسية، متجاوزة حاجز 3,100 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ.

يأتي هذا الصعود في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، واضطرابات الأسواق المالية، وتزايد مخاوف الركود العالمي، مما جعل الذهب الوجهة الأولى لرؤوس الأموال الباحثة عن الأمان، باعتباره ملاذًا آمنًا وأداةً للتحوط.

لكن، هل هذا الصعود الحاد مجرد طفرة مؤقتة مدفوعة بالمضاربات، أم أننا نشهد تحولًا هيكليًا في النظام المالي العالمي يعيد صياغة دور الذهب كأصل استراتيجي مقابل الدولار الأميركي؟ وما الأسباب الحقيقية وراء هذا الصعود الحاد؟

1. السياسات التجارية الأمريكية: الشرارة التي أشعلت السوق

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بفرض رسوم جمركية دائمة بنسبة 25% على واردات السيارات، مما أدى إلى تصعيد غير مسبوق في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، لا سيما في الاتحاد الأوروبي والصين.

كيف أثّر هذا القرار على أسعار الذهب؟

حرب تجارية مفتوحة: زيادة الرسوم الجمركية تؤدي إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية، مما يهدد الاستثمارات ويزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.

هروب رؤوس الأموال إلى الأمان: مع تصاعد المخاطر الاقتصادية، لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب.

ضغط على الدولار الأمريكي: التوترات التجارية قد تؤدي إلى إضعاف الدولار، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.

2. البنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية: اللاعب الخفي وراء الصعود

أشارت بيانات صادرة عن مجلس الذهب العالمي (WGC) إلى أن البنوك المركزية ضاعفت مشترياتها من الذهب خلال الربع الأول من 2025، في أكبر موجة شراء منذ أكثر من 10 سنوات.

لماذا تشتري البنوك المركزية الذهب بهذه الكثافة؟

تنويع الاحتياطيات النقدية بعيدًا عن الدولار واليورو، خاصة مع التقلبات الجيوسياسية.

التحوط ضد التضخم العالمي الذي يتزايد بسبب السياسات المالية التوسعية للبنوك المركزية الكبرى.

الاستعداد لاضطرابات السوق في حال حدوث أزمة مالية جديدة، كما حدث في 2008.

الصين وروسيا والهند في صدارة المشهد:

الصين: اشترت أكثر من 120 طنًا من الذهب منذ بداية 2025 لتعزيز احتياطياتها وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

روسيا: ضاعفت احتياطياتها من الذهب لتعزيز استقرار عملتها بعد العقوبات الغربية.

الهند: شهدت زيادة تاريخية في الطلب على الذهب كجزء من الثقافة الاستثمارية طويلة الأجل.

3. الأسواق المالية على حافة الهاوية: هل نحن أمام أزمة جديدة؟

الأسواق العالمية تعيش واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا خلال العشر سنوات الأخيرة، مع تصاعد المخاوف بشأن:

ارتفاع مستويات الدين العالمي إلى مستويات غير مسبوقة، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمات سيولة.

تقلبات أسعار الفائدة، حيث بات المستثمرون غير متأكدين من سياسات البنوك المركزية خلال الفترة القادمة.

تراجع ثقة المستثمرين في الأسهم والسندات، مما أدى إلى زيادة التدفقات النقدية إلى الملاذات الآمنة.

ماذا يعني ذلك للمستثمرين؟

الذهب أصبح المعيار الحقيقي للأمان المالي في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية.

الصناديق الاستثمارية بدأت في زيادة مخصصاتها للذهب على حساب الأصول الأخرى.

الأسواق قد تشهد ارتفاعًا إضافيًا في أسعار الذهب إذا استمرت حالة عدم اليقين المالي.

على الجانب الفني:إلى أين يتجه الذهب بعد اختراق مستوى 3,100 دولار؟

التحليل الفني يشير إلى:

مقاومة نفسية قوة ي عند المستويات الحالية 3,100 وفي حال الارتداد منها والاغلاق ادتاها بسلوك سعري بيعي واضح فإن الأسعار قد تجد الدعم التالي عند مستوى 3050 وقد يمتد الهبوط التصحيحي إلى 3,000 دولار،، سيكون هذا المستوى هو الحاسم للحفاظ على الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط والبعيد.

في حال الثبات أعلى مستوى 3,100 وظهور سلوك سعري شرائي واضح فإن المقاومة القوية التالية عند مستوى 3,150 دولار، وفي حال اختراقها، قد نشهد اندفاع الأسعار نحو مستوى 3,200 دولار خلال الأسابيع القادمة. 

مؤشر القوة النسبية (RSI) عند مستوى 78% مما يشير إلى إمكانية حدوث تصحيحات قصيرة الأجل قبل استئناف الصعود.

السيناريوهات المتوقعة:

توقع بنك جي بي مورجان (NYSE:JPM) أن يصل الذهب إلى 3,500 دولار خلال العامين المقبلين، في ظل استمرار الطلب المؤسسي.

يوصي جولدمان ساكس (NYSE:GS) بأن أي تراجع في الأسعار سيكون فرصة شراء، حيث لا توجد إشارات على ضعف الاتجاه الصعودي.

توقع ING أنه طالما استمرت التوترات التجارية والنقدية، فإن الذهب سيبقى الوجهة الأولى للمستثمرين.

هل نشهد صعود الذهب إلى 4,000 دولار خلال السنوات القادمة؟

مع استمرار الزخم الإيجابي في الأسواق، بدأت بعض المؤسسات المالية تطرح تساؤلات جريئة: هل يمكن أن يصل الذهب إلى مستوى 4,000 دولار بحلول عام 2027؟

ما الذي يمكن أن يدفع الذهب إلى هذه المستويات؟

أزمة اقتصادية عالمية شبيهة بعام 2008 قد تؤدي إلى هروب رؤوس الأموال من الأصول التقليدية إلى الذهب.

تحول الذهب إلى معيار عالمي جديد للثروة والاستثمار، في ظل تراجع الثقة في العملات الورقية.

زيادة الطلب الصناعي والتكنولوجي على الذهب، لا سيما في قطاعات الإلكترونيات والبطاريات.

لكن في المقابل، هناك أشياء يجب مراقبتها بدقة:

في حال هدأت التوترات التجارية والسياسية، قد نشهد تصحيحات قوية في أسعار الذهب.

تحسن الدولار أو ارتفاع العوائد على السندات قد يقلل من شهية المستثمرين للمعدن الأصفر.

أي تدخل من البنوك المركزية لتهدئة الأسواق قد يؤدي إلى إبطاء وتيرة الصعود.

الخلاصة:هل يعيد الذهب تشكيل خريطة الاستثمار العالمي؟

مع تجاوز الذهب لمستوى 3,100 دولار، بات واضحًا أن الأسواق تشهد مرحلة انتقالية كبيرة في المشهد الاقتصادي والاستثماري العالمي.

إذا استمرت التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، فقد نكون أمام عصر جديد تهيمن فيه الأصول الحقيقية على الأصول الورقية.

المستثمرون مطالبون بمتابعة التطورات عن كثب، لأن الذهب لم يعد مجرد ملاذ آمن، بل تحول إلى مؤشر رئيسي على صحة الاقتصاد العالمي.

وأصبح السؤال الأهم الأن:هل سيواصل الذهب رحلة الصعود نحو 4,000 دولار؟أم أن الأسواق سوف تشهد تصحيحات قريبة؟شاركنا رأيك في التعليقات.

للمزيد من المعلومات حول الأسواق المالية تابع حسابي على فيسبوك (NASDAQ:META): Osama.Forex.Trader@

 

الذهب على الإطار الزمني اليومي



أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.