شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا يوم الأربعاء، 9 أبريل 2025، حيث أُغلق السوق عند 3,086.78 دولارًا للأونصة، مواصلًا الصعود بعد ثلاثة أيام من التراجع.
يُعزى هذا الارتفاع إلى التصعيد الجديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع فوري للرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 125%، مع تأجيل بعض البنود لمدة 90 يومًا. وردًا على ذلك، فرضت الصين رسومًا مضادة بلغت 84% اعتبارًا من 10 أبريل، وأدرجت 12 شركة أمريكية ضمن قائمتها للرقابة على الصادرات.
وقد خلقت هذه التطورات حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، دفعت المستثمرين إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة.
وفي هذا السياق، واصل الذهب مكاسبه يوم الأربعاء، إذ سجلت العقود الفورية ارتفاعًا بنسبة 2.93%، بينما قفزت العقود الآجلة لتغلق عند 3,086 دولارًا للأوقية، محققة مكاسب يومية قوية بنسبة 3.25%. هذا الأداء القوي يعكس حالة الزخم الشرائي المدفوعة بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتشابكة.
توقعات المؤسسات المالية: نحو 3,500 دولار؟
تتوقع العديد من المؤسسات المالية العالمية استمرار الصعود القوي للذهب خلال الربع الثاني من 2025.
رفعت مجموعة ماكواري (Macquarie) توقعاتها لسعر الذهب إلى 3,500 دولار للأونصة خلال هذا الربع، مستندة إلى تصاعد التوترات التجارية وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
كما رفعت جولدمان ساكس (NYSE:GS) (Goldman Sachs) تقديراتها إلى 3,300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام، مشيرة إلى الطلب القوي من البنوك المركزية وزيادة الإقبال على الذهب كأداة تحوط ضد التقلبات.
بيانات اقتصادية مرتقبة اليوم ستحدد الاتجاه
من المقرر اليوم الخميس 10 أبريل صدور عدة بيانات أمريكية محوريةقد تزيد من تقلبات أسعار الذهب:
مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر مارس – وهو مؤشر رئيسي للتضخم، سيصدر الساعة 4:30 مساءً بتوقيت دبي، مع توقعات بتسجيل ارتفاع سنوي 2.5% مقارنة بـ2.8% في فبراير.
طلبات إعانة البطالة
ميزانية الاحتياطي الفيدرالي (Fed's Balance Sheet) – وقد تسلط الضوء على مستوى السيولة النقدية في النظام المالي الأمريكي.
تُعتبر هذه البيانات من أبرز المحركات قصيرة الأجل لأسعار الذهب، حيث أن نتائجها ستؤثر بشكل مباشر على توقعات أسعار الفائدة والدولار الأمريكي، وبالتالي على شهية المستثمرين تجاه الذهب.
هل نشهد اختراقًا لمستوى 3,168 ثم 3,500؟
مع وصول الذهب في وقت سابق هذا الشهر إلى أعلى مستوياته التاريخية عند 3,168.04 دولار، فإن استمرار تصاعد المخاطر العالمية، إلى جانب تراجع الثقة في الدولار وارتفاع مشتريات البنوك المركزية من الذهب، كلها عوامل تدعم احتمال تجاوز هذا المستوى، وربما التوجه نحو 3,500 دولار خلال الربع الحالي.
الذهب لا يزال في بداية رحلة صعود قد تفاجئ الجميع
رغم التقلبات اللحظية والتراجعات الفنية المؤقتة التي قد يشهدها الذهب بين حين وآخر، إلا أن الاتجاه العام يبقى صعوديًا وبقوة. العوامل الأساسية التي تدفع الذهب للأعلى ما زالت قائمة بل وتزداد ترسخًا، من توتر العلاقات بين القوى الكبرى، إلى تزايد المخاوف من الركود، مرورًا بتزايد الطلب العالمي – خصوصًا من البنوك المركزية.
الهبوط الذي نراه أحيانًا ليس إلا استراحة محارب، وفرصة لمن فاته القطار أن يلتحق قبل أن ينطلق بقوة نحو مستويات قد تتجاوز 3,500 دولار للأونصة خلال هذا الربع.
الذهب، وكما أثبت التاريخ مرارًا، لا يخون من يثق به وقت الأزمات.