عاجل: صدور بيانات إعانات البطالة الأمريكية مخالفة للتوقعات.. والأسواق تتفاعل
- تراجع الدولار في ظل توقعات الأسواق بتخفيض الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة والبيانات الأمريكية الضعيفة التي تضغط على الدولار الأمريكي.
- العملات العالمية والمخاوف بشأن المخاطرة تؤثر على الدولار مما يحد من احتمالات الارتفاع.
- الدعم الفني عند مستوى 98.5 حاسم؛ والارتداد فوق 99.7 ضروري لتحقيق انتعاش أقوى.
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي مع تزايد توقعات المتداولين بأنالاحتياطي الفيدرالي سيقدم على خفض للفائدة. ويحاول المؤشر الحفاظ على التعافي الذي بدأ قرب 96.55، لكن ضعف البيانات الأمريكية وقوة العملات الرئيسية الأخرى يبقيانه محصوراً حول مستوى 99. ومع مرور الوقت، يزداد خطر استمرار الهبوط.
بيانات تمهّد لخفض الفائدة تربك الدولار الأمريكي
أظهر تقرير ADP في 3 ديسمبر أن القطاع الخاص فقد 32 ألف وظيفة في نوفمبر، بينما كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 5 آلاف فقط. هذا التراجع عزز النظرة إلى تباطؤ سوق العمل، مما زاد الضغط على الدولار ودعم فكرة اتجاه الفيدرالي نحو خفض تدريجي للفائدة بدلاً من انعطاف حاد.
وفي اليوم نفسه، جاءت قراءة مؤشر ISM لمديري المشتريات في قطاع الخدمات عند 52.6. ورغم بقائه فوق مستوى 50 الذي يفصل بين الانكماش والنمو، فإن الارتفاع كان محدوداً ولا يشير إلى توسع قوي أو تضخم كبير. وعند جمع هذه البيانات مع ضعف تقرير ADP، تبدو الصورة واضحة: النمو مستمر لكنه يتباطأ، مما يضعف المبررات وراء قوة الدولار القائمة على نمو اقتصادي قوي وفائدة مرتفعة.
يركز السوق حالياً على اجتماع الفيدرالي المقبل. فخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مسعّر بالفعل إلى حد كبير. كما أن التقارير الصادرة عن بنوك استثمارية كبرى باتت تشير إلى خفض في ديسمبر، مما زاد الضغط على الدولار خلال الأيام الأخيرة. وقد انخفض مؤشر الدولار بالفعل دون مستويات نفسية وفنية مهمة.
هناك عامل آخر يزيد المشهد تعقيداً. إذ أدى الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يوماً إلى فجوة كبيرة في البيانات الرسمية. وأصبحت بيانات الوظائف والتضخم لشهر أكتوبر غير متاحة، وسيتم إصدارها فقط في 16 و18 ديسمبر. هذا يعني أن الفيدرالي سيدخل اجتماعه من دون مجموعة كاملة من البيانات الأساسية، ما يعزز التوقعات باتخاذ موقف أكثر حذراً—وهو ما يُبقي الدولار في مسار ضعيف.
صعد مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان من 51 إلى 53.3 بداية ديسمبر، وهو ما ساهم في تحسين المزاج الاقتصادي قليلاً، لكنه غير كافٍ لتغيير الصورة العامة التي تعكس هشاشة الاقتصاد.
تأثير العملات العالمية وتحولات المخاطر على الدولار
لا يتأثر مؤشر الدولار بالاقتصاد الأمريكي فحسب، بل أيضاً بأداء العملات الأخرى المكوّنة له. وعلى هذا الصعيد، لا تبدو الصورة داعمة للدولار كذلك.
في منطقة اليورو، ارتفع التضخم من 2.1% إلى 2.2% في نوفمبر، ما عزز التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يؤجل أي خفض مبكر للفائدة. هذا أعطى اليورو دفعة عززت صعود EUR/USD، وبالتالي ضغطت على مؤشر الدولار.
وفي كندا، أبقى بنك كندا سعر الفائدة عند 2.25%، مع بقاء التضخم ضمن النطاق المستهدف، مما يقلل احتمالات الخفض. السياسة الأكثر تشدداً نسبياً عززت الدولار الكندي على حساب الدولار الأمريكي.
أما زوج الدولار/الين، فقد انخفض الدولار أمام الين مع إشارات تشديد من بنك اليابان وتراجع تدريجي في صفقات الكاري تريد، مما زاد من قوة الين. وبما أن الين جزء أساسي من سلة DXY، فقد ساهم ذلك في تراجع المؤشر.
من جهة أخرى، أدى ضعف مؤشرات الاقتصاد الصيني إلى تراجع شهية المخاطرة، حيث هبط مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر. هذا قد يدفع المستثمرين بعيداً عن الأصول عالية المخاطر ويزيد الطلب على الدولار باعتباره ملاذاً آمناً أحياناً.
كما تدعم أسعار النفط المرتفعة الدولار في المدى المتوسط، بفعل المخاطر المتعلقة بالإمدادات من روسيا وفنزويلا والمباحثات حول عقوبات جديدة بين G7 والاتحاد الأوروبي، مما يعزز توقعات التضخم في قطاع الطاقة.
وتستمر المخاطر الجيوسياسية، بما فيها التوترات في أوكرانيا والشرق الأوسط، في الحفاظ على جاذبية الدولار كملاذ آمن، وهي عوامل تحدّ من هبوطه لكنها لا تدفعه للصعود حالياً.
التوقعات الفنية للدولار الأمريكي
على الرسم البياني اليومي، شكّل مؤشر الدولار قناة صاعدة قصيرة المدى، صعد من خلالها من مستوى 96.55 في منتصف سبتمبر وحتى نوفمبر. لكن مع نهاية نوفمبر، كسر المؤشر الحد السفلي للقناة، وبدأ بالتحرك عرضياً ضمن نطاق أضعف بين 99 و99.5، أسفل كل من دعم القناة المكسور والمتوسطين المتحركين 8 و21 يوماً.
تقع مقاومة مهمة عند 99.72 وفق مستويات فيبوناتشي المستقاة من الهبوط في النصف الأول من العام. ومع بقاء المؤشر دون هذا المستوى ومع وجود المتوسط المتحرك لفترة 89 يوماً قرب 99، فإن تقاطع المتوسطات قصيرة المدى نحو الأسفل يشير إلى استمرار الضغط البيعي. وما لم يعد المؤشر إلى مستوى 99.7، لا تبدو هناك مؤشرات واضحة على قوة جديدة للدولار.
أما الدعم الرئيسي قصير المدى فيقع قرب 98.50، المتوافق مع مستوى فيبوناتشي 0.144 ومع نطاق 98.5–99، وهو مستوى يلتقي مع قيعان سابقة ومع منتصف نطاق عرضي واسع، مما يجعله منطقة دفاع أساسية للمؤشر. إغلاق يومي دون 98.5 قد يفتح الباب لهبوط أعمق نحو قاع سبتمبر عند 96.55.
وعلى الجانب الصعودي، تقع أول مقاومة قوية بين 100 و100.2، حيث يتقارب الحد السفلي للقناة المكسورة مع مستوى فيبوناتشي 0.236 عند 99.72. اختراق قوي فوق هذه المنطقة قد يدفع المؤشر نحو 101–101.7 (مستوى 0.382). لكن هذا سيظل ضمن إطار تصحيح صاعد داخل اتجاه هابط أوسع، ما لم يخترق المؤشر مستوى 103.25 (0.5 فيبوناتشي).
ويقترب مؤشر ستوكاستيك RSI من منطقة التشبع البيعي، مما قد يؤدي إلى محاولات صعود مؤقتة من نطاق 98.5–99. لكن لتحقيق ارتداد أقوى، يحتاج المؤشر إلى الاستقرار فوق 99.7 والإغلاق اليومي فوق 100.2 لتأكيد الزخم الصاعد.
****
فيما يلي المزايا الرئيسية التي يوفرها لك الاشتراك في InvestingPro لتعزيز أداء الاستثمار في سوق الأسهم:
- ProPicks AI : اختيارات الأسهم التي تدار بالذكاء الاصطناعي كل شهر، مع العديد من الاختيارات التي حققت نجاحًا كبيرًا بالفعل في نوفمبر وعلى المدى الطويل.
- Warren AI : توفر أداة الذكاء الاصطناعي من Investing.com رؤى السوق في الوقت الفعلي، وتحليلات متقدمة للرسم البياني وبيانات التداول المخصصة لمساعدة المتداولين على اتخاذ قرارات سريعة قائمة على البيانات.
- القيمة العادلة: تجمع هذه الميزة 17 نموذجًا للتقييم من الدرجة المؤسسية لتجاوز الضوضاء وإظهار الأسهم المبالغ فيها أو المُقيَّمة بأقل من قيمتها أو المُسعَّرة بأقل من قيمتها الحقيقية.
- أكثر من 1200 مقياس مالي بين يدك: من نسب الديون والربحية إلى مراجعات أرباح المحللين، سيكون لديك كل شيء يستخدمه المستثمرون المحترفون لتحليل الأسهم في لوحة تحكم واحدة نظيفة.
- أخبار على مستوى المؤسسات ورؤى السوق: ابقَ على اطلاع على تحركات السوق من خلال العناوين الرئيسية الحصرية والتحليلات المستندة إلى البيانات.
- تجربة بحث خالية من المشتتات: لا نوافذ منبثقة. لا فوضى. لا إعلانات. فقط أدوات مبسطة مصممة لاتخاذ قرارات ذكية.
هل أنت مشترك بالفعل في InvestingPro؟ انتقل مباشرة إلى قائمة الاختيارات هنا.
إخلاء المسؤولية: هذه المقالة مكتوبة لأغراض إعلامية فقط. وليس الغرض منها التشجيع على شراء الأصول بأي شكل من الأشكال، كما أنها لا تشكل طلبًا أو عرضًا أو توصية أو اقتراحًا للاستثمار. وأود أن أذكرك بأن جميع الأصول يتم تقييمها من وجهات نظر متعددة وهي تنطوي على مخاطرة كبيرة، لذا فإن أي قرار استثماري والمخاطر المرتبطة به هو مسئولية المستثمر. كما أننا لا نقدم أي خدمات استشارية استثمارية